نقلا عن المركزية –
مرة جديدة، بدأ الحديث يكثر حول داعش. ويتخوّف ديبلوماسيون غربيون من عودة ظهور المنظمات الإرهابية وبفاعلية في عدد من دول المنطقة لا سيما في العراق بعد التفجير المزدوج الاخير. هذا التنظيم الذي اعتقد الجميع أنه انتهى، يبدو ييظهر من جديد ويثير الرعب. فهل بدأت الخلايا الارهابية النائمة تستيقظ وتعيد تموضعها للتحرك في المنطقة بدءا من العراق مرورا باليمن وسوريا وصولا الى لبنان؟
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اعلن أمس، مقتل زعيم تنظيم داعش في العراق، أبو ياسر العيساوي، وذلك بعد أسبوع من الهجوم الدامي الذي شهدته العاصمة بغداد وتبناه التنظيم المتطرف. وذكر الكاظمي في تغريدة نشرها عبر” تويتر” “توعدنا عصابات داعش الإرهابية برد مزلزل، وجاء الرد من أبطالنا بالقضاء على زعيم عصبة الشر، أو مَن يطلق على نفسه نائب الخليفة ووالي العراق في التنظيم، أبو ياسر العيساوي، في عملية استخبارية نوعية”.
في الأسابيع الأخيرة، نفَّذ “داعش” عمليات إرهابية في الصحراء السورية، تلاه الهجوم المزدوج الدامي في ساحة الطيران في بغداد الخميس الماضي، والذي أسفر عن مقتل 32 شخصا من العمّال والمتسوقين. وتتخوف اوساط دبلوماسية عربية عبر “المركزية” من تمدد المنظمات الارهابية الى لبنان واستغلالها التحركات المطلبية والمعيشية للمواطنين للتغلغل والاستفادة من الاوضاع الهشة، في ظل التأخر المتمادي في تشكيل الحكومة.
وتعتبر ان داعش يقوى كلما ارادت ايران ذلك. وذكّرت بمقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو محمد المصري منذ نحو شهرين في طهران، وعندما نشرت وكالات الانباء العالمية الخبر، اضطرب الايرانيون وانزعجوا ونفوا الخبر. وعلى رغم نفي ايران، الا ان هناك الكثير من قيادات القاعدة التي تأتي من افغانستان ومنهم حمزة بن اسامة بن لادن الزعيم السابق للقاعدة، والذي قتل أيضاً في ايران عندما كان هاربا هناك”.
وترى الاوساط ان ايران قد تكون وراء تحريك داعش كي تبعث برسالة الى الاميركيين مفادها “أننا حاجة وضرورة ونلزم من اجل التصدي لداعش”، ولهذا السبب يهمهم ان يتصدوا لإرهاب داعش كي يحصلوا على مكتسبات من الاميركيين في المقابل، خاصة ان الرئيس الاميركي جو بادين ليّن نوعاً ما معهم خلافا لوزير الخارجية الجديد أنتوني بلينكن الذي أكد ان واشنطن لا يزال أمامها “طريق طويل” للتوصل إلى اتفاق مع طهران وطالب إيران بالعودة للالتزام باتفاقها النووي قبل أن تقوم واشنطن، التي انسحبت من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، بخطوة مماثلة.
وتشير الاوساط الى ان داعش قد لا يصل الى لبنان، لكن هذا لا ينفي وجود بعض الخلايا الارهابية النائمة والتي لا احد يعرف متى تستيقظ، وما زلنا نتذكر منذ عدة سنوات كيف انفجر الوضع مرة واحدة في الضاحية والشمال وغيرها من المناطق. وتؤكد الاوساط ان هذه الخلايا موجودة الى ان يحين موعد او لزوم استخدامها في تفجير الوضع اللبناني.
داعش واخواته، بحسب الاوساط، موجود في سوريا والعراق وبدأ يطل برأسه اكثر لأن الايرانيين يريدون ذلك، اولا، لأن وجود داعش يعتبر حاجة وضرورة لوجود ايران والحشد الشعبي في العراق والحرس الثوري الايراني وأذرعها كافة. وايران تقايض، مقابل القضاء على هؤلاء الارهابيين، واستئصال هذا الارهاب، وهي دعوة للاميركيين لمساعدتها ورفع العقوبات عنها، كي تعود الى الاتفاق الاميركي – الايراني الذي كان قائماً في السابق للقضاء على داعش.
وتؤكد الاوساط ان ما يجري في العراق خطير جدا. ايران تضرب الاميركيين من جهة وتتنصل من الموضوع من جهة أخرى وتنفي علاقتها بالتفجيرات، في حين انها تقف وراءها، وتتهم داعش. صحيح ان “داعش” ينفذ، لكن ايران هي التي تستخدمه لأهدافها.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.