نقلا عن المركزية –
فيما اهل الحكم لا يبالون بالانهيارات التي تصيب كل شيء في البلاد، من الاقتصاد الى المال والصحة مرورا بالتربية وصولا الى السيادة بكل مفاهيمها و”قواعدها”، يحضر لبنان في اهتمامات الخارج، وإن بنسب متفاوتة، ويُسجّل انه لا يزال يحتل أولوية أجندة باريس الاقليمية والدولية. في السياق، أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مساء الأحد أول اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي الجديد جو بايدن. وتناول الرئيسان بعض القضايا الشائكة منها الملف النووي الإيراني والأوضاع في لبنان ومخاطر وباء كورونا والمناخ. وأعلن الإليزيه عن وجود “تقارب كبير في وجهات النظر” بين الرئيسين حول القضايا الدولية الرئيسية… وذكر الرئيس الفرنسي أن بلاده ستتعاون مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني والوضع في لبنان. كما أعرب الرئيسان عن “رغبتهما في العمل معا من أجل السلام في الشرقين الأدنى والأوسط”، وفق ما أوضحت الرئاسة الفرنسية.
يمكن القول اذا، بعد هذا الموقف الفرنسي “الرسمي”، إن عين باريس و”قلبها” لا يزالان على لبنان، وان “الام الحنون”، وفق ما تعتبر مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، ترفض التخلّي عن “إبنها” رغم طيشه وأخطائه التي باتت ترقى الى مستوى الجرائم. بحسب المصادر، باريس لا تبدو في وارد الاستسلام امام أداء المنظومة الحاكمة الكارثي واللا مسؤول، وهي ستستمر في حمل لواء لبنان وقضيته الى المحافل الدولية لمحاولة انتشاله من أزمته، وها هو يحضر في صلب اول تواصل فرنسي – اميركي رئاسي. عليه، تشير المصادر الى الكي دورسيه سيحاول إنعاش المبادرة الفرنسية في قابل الايام، وسيسعى الرئيس الفرنسي الى إعادة بث الحياة في شرايينها، وقد بات يدرك ان إنقاذها، يحتاج الى تفاهمات محلية، الا انه يتطلب أولا، ضوءا اخضر اقليميا، وايرانيا تحديدا. وللغاية، من غير المستبعد ان تباشر الدبلوماسية الفرنسية، بعيد هدوء موجة كورونا، سلسلة اتصالات بعيدا من الاضواء، تبدأ بطهران وتمر ايضا بروسيا، لدفع المحور الايراني الى فك أسر الحكومة اللبنانية وتحريرها من الاغلال التي تكبّلها وتربطها بالمفاوضات الاميركية – الايرانية، خاصة وان الاخيرة قد تستغرق وقتا، فيما الاوضاع الدراماتيكية في بيروت تتطلب تشكيل حكومة اليوم قبل الغد.
في الموازاة، تتابع المصادر، لا بد ان تنشط كاسحات باريس على الخطوط اللبنانية المتوترة، وأبرزها بعبدا – ميرنا الشالوحي – بيت الوسط، لتهدئتها وتهيئة الاجواء لاعادة وصل ما انقطع بينها، على ان يكون لحزب الله (في ضوء المساعي الفرنسية لدى طهران) دور في خفض سقف شروط حليفه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الحكومية.
غير ان المصادر تقول ان فرنسا سبق ان طرقت مرارا باب طهران، طالبة تعاونها لبنانيا واخراج الورقة الحكومية من حساباتها، غير انها كانت تصطدم في كل مرة، بتعنت ايراني او بوعود بالمساعدة، تبقى كلاما معسولا لا ترجمة حقيقية له. فما الذي يمنع تكرار هذا السيناريو اليوم؟ لا شيء مع الاسف، حتى ان دخول بايدن البيت الابيض قد يدفع الجمهورية الاسلامية الى التمسك اكثر بالستاتيكو السلبي لبنانيا، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.