نقلا عن المركزية –
هل باتت ايران قريبة من صنع القنبلة النووية، ومن هي الدول التي تملك اسلحة نووية؟ وهل مع وصول الرئيس الاميركي جو بايدن الى البيت الابيض، باتت العودة أسهل الى الاتفاق النووي؟ اسئلة طرحت بكثرة في الآونة الاخيرة تفترض اجابات من اهل الاختصاص ليكون الرأي العام على بيّنة من الحقائق كاملة.
العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر أكد لـ”المركزية” “ان صنع القنبلة النووية يحتاج الى تقنية خاصة ووقت وتخصيب اليورانيوم على مستوى اعلى من العشرين في المئة”، مشيراً الى “ان ايران قادرة على صنع القنبلة النووية، لكن متى، لا نعرف. هناك مصادر أميركية تقول ان اذا استمرت ايران في رفع مستوى التخصيب، فهي قادرة على ذلك خلال اشهر معدودة. كم قنبلة يمكنها ان تصنع؟ الامر يعود الى كميات اليورانيوم، إذ ان هناك معلومات اميركية تقول ان ايران اصبحت تملك 125 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب”. “لكن هل تريد ايران ان تصنع قنبلة نووية؟ هنا السؤال. الجواب صعب، والسؤال محل جدل منذ سنوات عدة. ايران من ناحيتها تقول انها لا تريد صنع قنبلة نووية، بسبب وجود فتوى في هذا الخصوص. لكن بغض النظر عن الفتوى والدين، من المفترض ان تملك ايران، كونها أمة كبيرة، سلاحا نوويا، مقابل جارتيها الهند وباكستان اللتين تملكان النووي وأيضاً اسرائيل. الهند والباكستان منضويتان في النادي النووي، كما ان وكالة الطاقة الذرية تشرف على الموضوع، بينما اسرائيل لم تعترف بوكالة الطاقة الذرية وليست ضمن النادي النووي، لكن العالم أجمع يعلم انها تملك 200 رأس نووي. وامس وصل تهديد من الروس الى اسرائيل، قابله تهديد من وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، ان في حال استخدمت روسيا طائراتها فإننا سنصيبها، معترفا ان اسرائيل تملك 250 رأسا نوويا. وكان جواب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لليبرمان “اذا كنت تملك 250 رأسا نوويا، فنحن نملك 6000 رأس يمكنها تدمير اسرائيل بدقائق”.
وأوضح جابر “ان روسيا تملك 5600 رأس نووي، وفرنسا 500 وبريطانيا 500 ايضا، والولايات المتحدة 9000، والصين 500، وكل من الهند وباكستان تملكان نحو 200 رأس، وكوريا الجنوبية التي ترعب العالم تملك 60 رأسا، وهذا الخوف مبرر، لأن في حال ضرب كيم يونغ اون هذه الرؤوس على الولايات المتحدة الاميركية، فهو قادر على تدمير 60 مدينة.
ما هو الرأس النووي؟ قال جابر: “هناك رأس نووي تكتيكي وآخر استراتيجي، الفرق بينهما في المسافة ومساحة التدمير. التكتيكي صغير يدمر دائرة خمسة كيلومتر اي مساحة مدينة، واستراتيجي بتفجير أكبر ومسافة ارساله ابعد، إلا ان إسرائيل لن تستخدمه في حال ارادت ضرب لبنان، بل ستستخدم التكتيكي الصغير لأنه يسمح لها بتفجير مدينة كبيروت مثلاً، لا سمح الله، بدون ان يصل اليها الغبار والاشعاع النووي”.
لم الخوف من ايران ما دام الجميع يملك النووي؟ أجاب: “لا سبب منطقياً، علماً ان السلاح النووي ليس للاستعمال انما للردع فقط، ومنذ الحرب العالمية الثانية والقنبلة التي اسقطت على هيروشيما، لم يتم استعماله قط”.
شهدنا تسلم الرئيس بايدن الحقيبة النووية، فهل يملك الرئيس الاميركي قرار الزر النووي؟ قال: “القرار بيد الرئيس، عندما يكبس الزر تنطلق الصواريخ في اماكن محددة، وهي تشبه جهاز الكمبيوتر، وتحوي على اكثر من “كود” لاطلاقها، لكن لا يمكنه اطلاقها ساعة يشاء كما يظن البعض، وليس بناء لمزاجه، بل بناء لقرار ومعطيات من البنتاغون، إنما القرار النهائي بيده، لا يمكن لأحد اطلاق النووي في الولايات المتحدة الا الرئيس. كذلك الحال في روسيا وبقية الدول”.
أضاف: “في الثمانينات قمت بزيارة لقاعدة “وايتمن اير فورس” العسكرية في الولايات المتحدة، وكانت الحرب الباردة آنذاك بينها وبين الاتحاد السوفياتي قائمة، وهي اكبر قاعدة صواريخ في تينيسي، تضم صواريخ عابرة للقارات نووي وغير نووي، لكن كيف يتم اطلاق هذه الصواريخ؟ لا يطلق الصاروخ الا اذا حصل على الضوء الاخضر من البنتاغون، كما ان للصاروخ “مفتاحين”، والشخص الذي سيطلق الصاروخ لا يكون بمفرده، بل معه شخص آخر، في حال قرر هذا الشخص اطلاق صاروخ بقرار فردي. وفي أسوأ الحالات، اذا قرر الشخصان ايضاً التواطؤ واطلاق الصاروخ او حصل حادث ما، هذا الصاروخ، يليه صاروخ أصغر منه فيدمره في الجو قبل وصوله الى موسكو”.
وعن الاتفاق النووي، أكد جابر “ان بايدن يصر على العودة الى الاتفاق النووي مع تعديلات، اي ادخال الصواريخ الباليستية، ويدعو ايران للجلوس الى طاولة المفاوضات، لكن ايران في المقابل ترفض ذلك، معتبرة ان الاتفاق النووي لا علاقة له بالصواريخ الباليستية، لأن الحديث عنها بدأ بعد ابرام الاتفاق النووي، وترفض التفاوض والتحدث في التفاصيل قبل رفع العقوبات عنها. وقد عبّر مسؤول اميركي اليوم عن صعوبة الوضع مع ايران. لكن برأيي لن يكون الامر طويلاً، اذ بمجرد فتح الملف، فإن البت به لن يستغرق أكثر من ثلاثة اشهر للعودة الى الاتفاق النووي”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.