نقلا عن المركزية –
تحدثت أوساط سياسية متابعة لـ”الجمهورية” عن وجهتي نظر في موضوع تأليف الحكومة، الوجهة الأولى بدت متشائمة مُستبعدةً أي إمكانية لخرق في المراوحة الحكومية بعدما فشلت كل الوساطات واصطدمت بجدار التأليف السميك، بسبب تمسّك كل من العهد والرئيس المكلف بشروطهما، وعدم قدرة الوسطاء على دفعهما الى التنازل إلى مساحة مشتركة، وحتى حزب الله الذي دعا إلى تسريع وتيرة التأليف وضع المشكلة عند الطرفين وليس عند طرف واحد، ولا يبدو أنّ الحلحلة واردة في القريب العاجل في ضوء عودة قريبين من عون إلى نغمة حكومة التكنوسياسية بالاستناد إلى كون الحريري شخصية سياسية لا تتناسب مع وحدة المعايير التي يطرحها عون، وبهذا الطرح يضاف تعقيد جديد على رغم من انّ البعض وضعه في سياق المناورة السياسية بغية دفع الحريري إلى خفض شروطه السياسية
وفي المقابل، تتحدث وجهة النظر الأخرى عن حلحلة مرتقبة في التأليف بعد دخول واشنطن في مرحلة جديدة ستعلّق فيها العقوبات مبدئياً حتى إشعار آخر، وبما يسمح ويتيح التفرُّغ للشأن اللبناني في المرحلة التي ستكون فيها الإدارة الأميركية الجديدة منشغلة بتهيئة ملفاتها ومن ضمنها ملف الشرق الأوسط.
وعَزت الوجهة نفسها الحلحلة إلى عامل آخر مرتبط برغبة القوى المعنية في تأليف الحكومة بإخراجها من عنق الزجاجة، إذ على رغم الخلاف القائم، وهو النصف الفارغ من الكوب، ولكن النصف الآخر الملآن يؤكد انّ القوى الثلاث الأساسية، اي العهد والحريري والثنائي الشيعي، تريد تأليف الحكومة التي تشكل مصلحة مشتركة في ما بينها، وهذا التقاطع بين هذه القوى على التأليف لا بد من أن يشكل في اللحظة المواتية قوة دفع لتجاوز العقد الموجودة، وانّ قوة الدفع المعطوفة على الوساطات التي تؤكد إمكانية تجاوز هذه العقد ستفضي إلى إصدار مراسيم التأليف.
من جهة أخرى، اشارت “الأنباء” الكويتية الى ان مصير الحكومة رهن استقرار العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وهذه العلاقة بانتظار من يسهم بإعادتها الى المرتكزات الأساسية، ومضافا اليها “لقاح الثلث المعطل”، الذي يصر عليه الفريق الرئاسي، كي لا ينتهي مصرفا للأعمال حتى نهاية الولاية. وبمعزل عن الاعتبارات والمصالح الدولية والاقليمية على “الساحة”، التي بات عليها لبنان، فإن المشكلة تبقى داخلية، ولطالما كانت التشرذمات الداخلية وراء استدراج الخارج للتدخل، والمشكلة في اللحظة اللبنانية الراهنة، هي لمن يكون القرار في حكومة، قد تكون الأخيرة في عهد دخل الثلث الأخير من ولايته.
رئيس مجلس النواب نبيه بري وردا على سؤال لـ”النهار” البيروتية: لماذا لا يتدخل بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري؟ أجاب: لن أدخل قبل وجود ضوء.
وتشير المصادر المتابعة، ان الجهود مركزة الآن على مبادرة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الهادفة الى حض عون على دعوة الحريري لاستئناف اللقاءات التشاورية بينهما من أجل تشكيل الحكومة. لكن قناة “المنار” الناطقة بلسان حزب الله، ترى ان “لبنان يحاول قراءة الإشارات الجديدة، ليطلق مساعي التحرك باتجاه تحقيق وفاق داخلي، انما من دون توقع انفراجات عاجلة”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.