نقلا عن المركزية –
شهد خليج عمان وشمال المحيط الهندي على تدريبات عسكرية للبحرية الإيرانية، حيث واصل الجيش مناوراته البحرية لأيام، إظهاراً لقوّته الردعية.
الساحة قد لا تختلف في وضعها عن مكان معركة حقيقية، تحاكيها قوات البحرية في اختبار لعدد كبير من صواريخ “كروز” البحرية محلية الصنع وذات مدايات مختلفة، ويتحدث القادة على أنها أصابت أهدافها بدقة. كذلك، لم تقتصر المناورات على اختبار الصواريخ، بل تنوّعت تحركاتها الى أعماق البحار ولأول مرة يتم اختبار غواصة فاتح الايرانية الصنع. أما الطائرات المسيّرة فلم تغب أيضاً، إذ حلّقت فوق مياه الساحتين في مهامّ مختلفة. فما هدف هذه التدريبات وأي رسالة تحمل في طياتها؟
العميد الركن خالد حمادة رأى عبر “المركزية” أن “المناورات البحرية إجراء تصعيدي جديد من قبل القيادة الإيرانية، يضاف إلى تصريحاتها الأخيرة حول رفع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وإبلاغ “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” بأنها باتت تملك احتياطاً كبيراً من اليورانيوم العالي التخصيب، وأنها ربما خلال أشهر قادرة على امتلاك سلاح نووي. هذه المناورات جزء من التصعيد الإيراني في ردّها على موقف الولايات المتّحدة الأميركية من الاتفاق النووي وموقفها مع أوروبا من الصواريخ الباليستية”.
وأضاف “ربما تحاول طهران أيضا تحقيق نوع من التوازن، العلني على الأقل، في ما يخصّ الرد على اتفاقات التطبيع في المنطقة وعلى الضربات التي تتلقاها لا سيّما في سوريا وتحديداً منطقة البوكمال والتي تواظب القوات الإسرائيلية ضرباتها عليها بشكل أسبوعي وآخرها إلحاق خسائر ضخمة بالميلشيات الإيرانية في البوكمال والميادين السوريتين”.
أما في الشق العسكري، فاعتبر حمادة أن “إيران تحاول من خلال هذه المناورات إثبات وجودها في بقعة هامة من العالم وأنّ لها القدرة على تهديد الممرات المائية الهامة وطرق التجارة البحرية، لا سيّما مرور شحنات النفط والغاز في اتّجاه شرق آسيا أو أوروبا”.
وتابع “استعراض القوّة هذا، على غرار المقدّم من كلّ من روسيا وتركيا، يندرج في إطار مواجهة الإدراة الأميركية الجديدة التي لم تحدد لغاية الآن سياستها االخارجية، ما يدفع بكلّ طرف إقليمي إلى استعراض قوّته أمامها، سعياً إلى إظهار عدم إمكانية تجاوز قدراته ولا أهدافه، مع التأكيد على ضرورة التنسيق معه وأخذ قوته في عين الاعتبار عند أي ترتيب جديد ممكن أن تعتمده إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في منطقة النفوذ الشرق أوسطية”.
وختم حمادة “في سوريا تقول طهران أنها موجودة في البوكمال وأنها رغم كلّ الضربات لا تزال حاضرة وتعيد تموضعها، هي كذلك موجودة في الجنوب السوري، في المقابل تدّعي أنها متواجدة في الخليج وفي حوزتها صواريخ كروز وقوّة بحرية قادرة على تشكيل تهديد حقيقي لمختلف القوى العالمية المتواجدة هناك ولإمدادات النفط”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.