نقلا عن الكلمة أونلاين
خاص الكلمة أونلاين – بقلم الأستاذ سيمون بو فاضل
استغربت اوساط ديبلوماسية غربية الاهمال الذي تعاطت معه الدولة اللبنانية بكامل منظومتها حيال التمدد التركي في شمال لبنان، رغم الكلام والتحذيرات التي تلقتها على كافة مستواياتها منذ نحو سنة ونيف لضرورة استدراك هذا الواقع في ظل طموح الرئيس التركي رجا الطيب أردوغان بتغذية الاسلام السياسي وتقويته في بعض الأمكنة والدول ليصل الى السلطة ويكسب من ذلك أردوغان “أجرا عند ا” لله حسب اعتقاده الديني وفق الاوساط ونفوذا سياسيا فاعلا على ساحات الشرق الأوسط واوروبا وافريقيا.اكن الجهات المعنية مباشرة بهذا الواقع لم تحرك ساكنا …
في هذا السياق، أشارت الأوساط لموقع “الكلمة أونلاين” الى ان اردوغان يغذّي الاسلام السياسي في الغرب ولاسيما فرنسا بعد أن كان قرار الأمن القومي في هذه الدول بعد عام ال 2008 بعدم ضمه الى اوروبا وتطوير لعلاقات معها، فإن الرئيس التركي بات يشكل في سياسته هذه توترا في هذه النقاط التي يؤمن دعما سياسيا وعسكريا لها كما هو الحال في ليبيا. التي انتقل اليها شبان من منطقة الشمال للانخراط في معاركها ،بعد ان خضع عدد لا بأس به من الناشطين الاسلاميين لتدريبات في الشمال السوري الخاضع لتركيا ..
وكشفت الأوساط ذاتها بـأن استطلاعات ومتابعات أمنية مع “مفاتيح” في منطقة الشمال ولاسيما طرابلس تخلص الى أن تركيا بات لديها ما بين أربعين وخمسين ألف “مواطن” من الطائفة السنية يملكون الاستعداد للتحرك سياسيا ودينيا من خلال الشارع للتعبير عن آرائهم السياسية والدينية حتى يمكن القول بأن منطقة الشمال ولاسيما المنطقة الممتدة من طرابلس حتى عكار باتت ساقطة في حضن القرار التركي الى حدّ أن بإمكان هؤلاء تؤكد الأوساط في لحظة التحديات الاقليمية مع تركيا، أن يتحركوا شعبيا وميدانيا ليعلنوا هذه المنطقة “سنجقا” تابعا لتركيا على خلفية الالتزام السياسي والديني بخياراتها.
وتلفت الاوساط لموقعنا الى أن تركيا تقتبس أسلوب حزب الله عند نشأته من خلال تغذية العقيدة الدينية “السنية” وتقديم المساعدات الغذائية والطبية ودعم مشاريع البنى التحتية عبر عدد من رجال الدين والفعاليات السنية التي ترى في الموقف التركي الاسلامي متنفسا دينيا في ظل ما يواجهه السنة في لبنان والمنطقة من قهر وقمع ولسيما في لبنان. وصولا لاستعداد بعض هؤلاء للانتشار المسلح بهدف فرض حضوره على هذه المنطقة في لحظة حراك شعبي بخلفية دينية ..
وحيال التنسيق الأوروبي مع الدول الخليجية لاستيعاب او تطويق التمدد التركي في ظل الصراع القائم مع أردوغان تقول الأوساط لموقعنا أن الدول الخليجية غائبة عن هذا الدور لانشغالها بـ”أجندة” خاصة بها في مواجهة التمدد الايراني وكيفية التعاطي مع الادارة الأميركية الجديدة لاسيما في ظل تطبيع بعضها مع اسرائيل وانشغالها في هذا الملف بحيث أن اهمال بعض هذه الدول لهذا الملف في مقابل رهان بعضها على عدد من الأصوات لمهاجمة أردوغان والاخوان المسلمين لا يجدي نفعا .
وتجزم الأوساط بأن سواء تردت العلاقة بين أردوغان والدول المواجهة لسياساته أم سواء تحسّنت علاقة الرئيس التركي بعدد من الدول الخليجية لا سيما السعودية والامارات ، فإن ذلك لن يوقفه حسب المعطيات من تراجع مشروعه بتعزيز الاسلام السياسي لتوسيع حضوره بما يعطيه نفوذا وحضورا في المعادلة في ضوء خلافات تتطلب منه ربما تنازلات ولذلك بات يكثف الأوراق بين يديه، وبات الشمال اللبناني احدى الأوراق التي بإمكانه استعمالها.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.