نقلا عن المركزية –
انتقل ملف تأليف الحكومة إلى مرحلة جديدة من المناكفات، إما أن تُفضي الى تسوية أو انفجار. فبعد الخلاف على الحصص والحقائب والأسماء، صارت المعركة في مكان آخر، يتضح فيها أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لا يريد أن يكون سعد الحريري هو الرئيس المكلف بتأليف الحكومة.
وبعدما كانت كل رادارات القوى السياسية موجهة إلى الجهة التي ستتولى الوساطة بين عون والحريري، تحديداً بكركي التي بدأت مسعاها نهاية العام الماضي، وهو مسعى اصطدم بانعدام الثقة بين بعبدا وبيت الوسط، اعتبرت مصادر مطلعة عبر “الأخبار” أنه بعد تسريب الفيديو الذي اتهم فيه عون الحريري بالكذب، لن يتطوّع أحد للوساطة بين الطرفين، خصوصاً أن عون منذ البداية لا يريد الحريري، وهو الآن متمسك برأيه نتيجة تصرفات رئيس الحكومة منذ تكليفه.
وبحسب ما تكشف مصادر متابعة لـ”الأنباء الإلكترونية” فإن “تيار المستقبل” لن يكتفي بالردود المباشرة على الفيديو المسرب من قصر بعبدا، إلا انه سيبدأ حركة سياسية واضحة تجاه كل القوى السياسية والمرجعيات الدينية رفضاً لهذه الممارسات التي تحقّر المؤسسات والمواقع الدستورية، وهو أمرٌ عبّر عنه بوضوح رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط باتصاله ليل أمس بالرئيس سعد الحريري مؤكداً رفضه للحملة التي يتعرض لها موقع الرئاسة الثالثة، واستنكاره وشجبه للإهانات الشخصية التي طالت شخص الحريري “رغم بعض التباينات السياسية العرضية” .
وتشير المصادر إلى أن تيار المستقبل سيتحرك على خطّ البطريرك الماروني بشارة الراعي، سواء من خلال إتصالات هاتفية أم لقاءات شخصية، كما سيتواصل مع المرجعيات الاخرى رفضاً لما يقترفه رئيس الجمهورية، ولإعادة الإعتبار إلى منطق الدولة، خاصة أنه تنامى إلى مسامع “المستقبل” عن مساع يقوم بها عون للإنقلاب على تكليف الحريري. وهو أمر ألمحت اليه مصادر بعبدا بقولها ان “في جعبة رئيس الجمهورية خطوات دستورية قد يقدم عليها، ولكنه حتى الآن ما زال في انتظار الوعي والوحي”، وفق تعبيرها.
وسيؤكد “المستقبل” حرصه على إتفاق الطائف، والمناصفة، والشراكة السياسية والوطنية، بخلاف الممارسات التي يقوم بها عون وجبران باسيل، كذلك فإن هذا التحرك سيتوسع ويتزايد في المرحلة المقبلة، من قبل قوى سياسية متعددة، لا سيما على الضفة المسيحية، ترفض ما يقوم به عون وسيدفع ثمنه لبنان واللبنانيين.
لم تعد المشكلة مشكلة تشكيل حكومة، وهذه لا خلاف على عمقها، إنما أزمة ثقة كبيرة، وأزمة عقليات سياسية مريضة لا تعرف غير الإستئثار ولو على خراب ودمار البلد.
في السياق نفسه، أكد عضو كتلة المستقبل النائب محمد سليمان في إتصال مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن “يد الحريري ممدودة لأي محاولة تصب في مصلحة البلد، وهو يقوم بإتصالات دولية من أجل تأمين المساعدات للبنان لوقف مسلسل الإنهيار، وزيارته لتركيا تصب في هذا الإطار أيضا، إذ لا نريد أن تنقطع علاقات لبنان الدولية“.
وحول الفيديو الذي تسرّب من القصر الجمهوري، أكد سليمان أن “الفيديو يعني ان النية لم تكن سليمة، والرئيس عون نفسه أعلن إستلام تشكيلة وتسليم الحريري صيغة، لكن الوقت ليس للمهاترات، فالإنهيار يتواصل، والكرة اليوم في ملعب عون”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.