نقلا عن المركزية –
في ظل الظروف القاهرة القاتلة غير المسبوقة التي تمر فيها البلاد، اكان على الصعيد الصحي الوبائي او على الصعيد الاقتصادي المالي المعيشي، توقّع اكثر من مراقب للتطورات على الساحة اللبنانية، موقفا كبيرا من العيار الثقيل، بحجم المرحلة وتحدياتها، سيعلنه رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي امس، يساعد في اطلاق عملية انقاذ لبنان واللبنانيين، اليوم قبل الغد.
وقد بنى هؤلاء تحليلهم هذا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، على اساس ان الورشة العتيدة، فيها في الواقع، إنقاذ للعهد ولصورته، وقد تهشّمت الى اقصى الحدود، بعد ان عرف الناس خلاله، ما لم يعرفوه لا هم ولا اجدادهم، من جوع وفقر ومرض وبطالة (…) وقد اعتبر المحلّلون ايضا ان باسيل، بما يمثّله كامتداد نيابي وسياسي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في الكلمة التي اعلن منذ ايام انه سيلقيها الاحد، سيأخذ على عاتقه وفي صدره، الازمة كلّها، ويمتصّها، فيتخذ قرارا نوعيا، يخرج البلاد والعهد ونفسه وتياره، من الدوامة المخيفة التي تبتلعهم في سرعة جنونية.
غير ان هذه الرهانات كلّها خابت، تتابع المصادر، وقد تفاجأ الجميع بكون ما قاله باسيل، الذي طرح في هذا التوقيت الحساس، الذهابَ الى حوار وطني للبحث عن نظام سياسي جديد… أقفل الافاق الحكومية، المسدودة اصلا، نهائيا، وقطع الطريق تماما على اي امكانية لتفاهم او حل وسط بين الفريق الرئاسي من جهة والرئيس المكلف سعد الحريري من جهة اخرى. صحيح ان زعيم التيار الوطني الحر، اعلن انه لم يعد يريد المشاركة في الحكومة، غير ان قراره هذا ليس مسهلا للتأليف، بل يزيده صعوبة، خاصة وان حجة الميثاقية وغياب المسيحيين عن الحكومة ستكون جاهزة سريعا، اذا ما قبِل الحريري، بتخطي التيار.
المصادر تشير الى ان المواقف التي اطلقها باسيل لناحية تصويبه بعنف على الرئيس المكلف واتهامه والمستقبل، بالفساد، ولجهة قوله اننا لا نثق بالحريري لتولي مهمة الاصلاح خاصة وان سياساته مسؤولة عن الوضع الذي وصلنا اليه، تؤكد مجددا ان الفريق الرئاسي سيستمر في العرقلة والتصعيد حتى “يتخلّص” من الحريري. فما قاله باسيل، ليس الا امتدادا لموقف رئيس الجمهورية عشية استشارات التكليف حيث كاد يطالب النواب بعدم تسمية الحريري لانه ليس اهلا للاصلاح.
من هنا، الى اين؟ الحريري حتى الساعة ليس في وارد التنحي، وقد اكد بيان الرد المقتضب الذي صدر عن “المستقبل” أمس، ان رئيسه باق في موقع المنتظر، وجاء فيه: الحكومة جاهزة تنتظر عند رئيس الجمهورية، لتكون حكومة مهمة تتولى الاصلاحات المطلوبة حسب المبادرة الفرنسية وليس حسب المعايير المذهبية والطائفية والعنصرية الباسيلية. هذا ما يعنينا ولا شيء آخر مهما أبدعوا في صناعة العراقيل وانتاج القضايا الخلافية.
واذ اكد باسيل ان لا يمكن الحريري التأليف الا بموافقة ومباركة ومشاركة رئيس الجمهورية، باتت المعادلة واضحة: اما يرضخ الحريري لشروط الفريق الرئاسي (ومِن خلفه حزب الله طبعا)، فيوافق على ان تكون حكومة سياسية يسمي فيها كل طرف وزراءه ويختار حقائبه، ضمن توزيع عددي يرضي التيار الوطني، أو فإن المراوحة السلبية ستستمر..
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.