نقلا عن المركزية –
بين العامين 2019 و2020 قام “لقاء سيدة الجبل” بمبادرتين أساسيتين، على الصعيدين العربي واللبناني، هما: “مؤتمر المسيحيين العرب الأول” الذي عقد في باريس في 23 في تشرين الأول 2019، ثم “لقاء وطني لبناني في سبيل برنامج مشترك للإنقاذ” في بيروت في 27 تشرين الأول 2020. في المبادرتين طرح “اللقاء” تصوّره واقتراحه للعمل المشترك تحت عنوان “هذا خيارنا” فأكد ان خيار اللقاء هو التمسُّكُ بوثيقة الوفاق الوطني في الطائف والدستورِ المنبثق منها، مع التمسُّكِ بقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بسيادة لبنان، لا سيما وأنَّ هذه القرارات كلّها قد استندت في فذلكاتها القانونية الى وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، فضلاً عن القانون الدولي الذي يلتزمه ولا يرغب بأيِّ حالٍ من الأحوال في العيش خارجَه.
واذ اكد اللقاء ان هذا وقت الخيارات، دعا جميع المعنيّين بالشأن المسيحي واللبناني والعربي، من كوادر حزبية وقادة رأي ومجموعاتٍ ناشطة في المجال العام، إلى التواصل والتفاعل والحوار حول خياراتنا الوطنية الكبرى، بعيداً عن كثيرٍ من التفاصيل التي من شأنها تضييع البوصلة لدى الرأي العام اللبناني.
نص “هذا خيارنا” : وفي ما يأتي تنشر “المركزية” نص وثيقة “هذا خيارنا” :
أواخر هذا العام 2020 يكون قد مضى على تأسيس “لقاء سيدة الجبل” عشرون سنة. وفي هذه المناسبة نودُّ أن نُذَكّر أنفسَنا والرأي العام اللبناني، بما فيه الرأي العام المسيحي- أن نُذَكّرَ ببعض السّمات الأساسية لهذا اللقاء وظروفِ نشأتهِ وفحوى تطلّعاتِه. ذلك أنّ لهذه السّمات والتطلُّعات علاقةً وثيقة بمبرّرِ وجودِ اللقاء واستمرارِه.
نُذكّرُ أولاً بأن “لقاء سيدة الجبل” قد نشأ بمواكبةِ نداءِ السيادة والاستقلال الذي أطلَقَتْه البطريركية المارونية عام 2000بقيادة المثلَّثِ الرحماتِ الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في أعقاب الانسحاب الاسرائيلي بموجب القرار الدولي 425، وفي مواجهةِ الوصايةِ السورية التي كانت آنذاك قد استَحْوَذَت على الدولة اللبنانية بجميع سلطاتها والمؤسسات، كما قطعت شوطاً بعيداً في تخريب صيغةِ العيش اللبناني التاريخية والمتجدّدة باتفاق الطائف والدستور. وهذا “التخريب” كان في واقع الأمر تخريباً منهجياً systématique، وفقاً لخطّة الوصاية بجَعْلِ لبنان “ولاية سورية”.
إذن كان نشوء “اللقاء” عند ارتسامِ سؤالٍ وجوديٍّ كبير حول معنى لبنان الدولة والكيان ولبنان العيش المشترك. إذْ لا عيشَ مشتركاً من دون حريةٍ وسيادة، في كنف دولةٍ مطابقةٍ لمجتمعها…وما دُمنا اليوم في بدايات المئوية الثانية لنشوء دولة لبنان الكبير، فإننا نجدِّدُ إيمانَنا بأن مبرِّرَ وجودِ هذا الكيان هو رسالةُ العيشِ معاً في في الوحدةِ والتنوّع والحرية… وهي الرسالةُ التي قام عليها مطلبُ التأسيس في الخطاب الذي ألقاه البطريرك الياس الحويك باسم جميع العائلات الروحية اللبنانية أمام مؤتمر الصلح في باريس عام 1919 (“مطلبُنا، وللمرة الأولى في تاريخ هذا الشرق، هو قيامُ دولة لبنانية مستقلّة على أساس الوطنيةِ السياسية لا الدينية”). كذلك هي الرسالةُ الخاصة بلبنان في محيطِه والعالم، التي نوَّهَتْ بها إرشادات الكنيسة الرسولية الجامعة منذ قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلى يومنا هذا مع قداسة البابا فرنسيس.
وحالُنا كذلك، كان من الطبيعي والضروري أن يَنْدَرجَ “لقاء سيدة الجبل” في الجهد التحريري الاستقلالي الذي انطلق مع نداء الكنيسة المارونية، سواءٌ من خلال “لقاء قرنة شهوان” أو “لقاء المنبر الديموقراطي” أو “لقاء البريستول” وسائر اللقاءات والجهود التواصليّة التي أفضت إلى انتفاضة الاستقلال في آذار 2005، على أثرِ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. والحالُ كذلك، كان من الطبيعي أيضاً أن تلعبَ شخصياتٌ مؤسِّسةٌ في “لقاء سيدة الجبل” دوراً تنسيقياً بارزاً، لابل محورياً، في الأمانة العامة لقوى 14 آذار اعتباراً من العام 2008.
من هذه السّمات الثلاث المتّصلةِ بنشأةِ “لقاء سيدة الجبل” وباندراجِه في الجهد الوطني الاستقلالي على مدى سنوات، يظهر لنا مَلْمَحان أساسيان في اهتمامات “اللقاء” وعمله: وطني ومسيحي.. وهما مَلْمَحان أو بُعْدان غيرُ منفصلَين. بعباراتٍ أخرى أن البُعَد المسيحي في وظيفة “اللقاء” هو بُعْدُ الخصوصية المسيحية في إطارها الوطني اللبناني، وضمن الثوابت التأسيسية المتعلّقة بمعنى لبنان ودورِه ورسالته.. ومما لا جدال فيه – لدينا على الأقلّ – أنّ هذه الثوابت هي جوهر العقد الوطني اللبناني أو “ميثاق العيش المشترك”، على ما جاء في مقدمة الدستور التي قرّرت أنه “لا شرعيّةَ لأي سلطةٍ تناقض ميثاق العيش المشترك”.
هذه العلاقة الجَدَليّة التبادليّة بين العمومية الوطنية والخصوصية الطائفية المسيحية (وليسَ العلاقة الجِدالية السِّجاليّة) هي ما ينبغي أن تحكمَ العلاقة بين الخصوصيات الطائفية الأخرى والوطنية اللبنانية. ومن هنا كنّا وما زلنا نرى أنَّ “المسيحيين للبنان، وليس لبنانُ للمسيحيين”، كما كنّا وما زلنا مع القائلين: “لبنان أولاً.. وما من أحدٍ أكبر من وطنه..” إنَّ مشاريع التكبُّر والاستكبار والاستعلاء على الوطن والشركاء لم تسقط فقط على مدى قرنٍ من التجربة اللبنانية، وإنما جَلَبَتْ كوارثَ كبرى كان آخرَها ما نشهده اليوم على جميع المستويات.
بناءً على ما تقدّم فإنّ “لقاء سيدة الجبل” ليس لقاءً مسيحياً في تكوينه واستهدافاتِه، وإنما هو لقاءٌ وطنيّ يُوْلي عنايةً خاصة لما يمكن أن يُسمّى “مسالة مسيحية” في الواقعين اللبناني والعربي. وهذه “المسألة” – إذا صحَّ التعبير – ليست اختراعاً أو اختلاقاً من جانبنا، بل هي بِنْتُ التكوين اللبناني وسطَ المتغيّرات والأحداث التي شهدتها وتشهدها المنطقة منذ عقود. لذلك نلاحظ أن تأسيس “اللقاء”، ومن زاوية النظر هذه، كان بمبادرةِ شخصياتٍ مسيحية وإسلامية، كما أنّ العاملين فيه كانوا وما زالوا من الطائفتين. كذلك فإنّ عنايةَ مؤسّسي “اللقاء” بالشأن المسيحي في إطاره الوطني تعودُ إلى بداية “المؤتمر الدائم للحوار اللبناني” 1993الذي نظّم أوّلَ خلوةٍ مسيحية- اسلامية برعاية البطريرك صفير والإمام شمس الدين (خلوة مدرسة الحكمة شباط 1994) للنظر والتشاور والتعاون في معالجة أزمة “الإحباط المسيحي” على أثر الانتخابات النيابية 1992 وما سبَّبته من شروخٍ وطنيةٍ عميقة.. ومعلومٌ أنَّ “المؤتمر الدائم” هو أوّلُ تشكيلٍ سياسي حواريّ تضامني مشترك بعد الحرب.
إنَّ “لقاء سيدة الجبل”، بمنطلقاته واستهدافاته المشار إليها، استمرّ منذ العام 2000 حتى اليوم، رغم انحلال معظم اللقاءات السيادية الوطنية بعد العام 2005 (قرنة شهوان، المنبر الديموقراطي، المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، وأخيراً لقاء 14 آذار). وهذه الإشارة من جانبنا ليست للمقارنة والمفاضلة على الإطلاق، وإنما للقول بأنّ مبرّرات استمرار “اللقاء” كانت – في تقديرنا – مرتبطةً باستمرار الازمات اللبنانية ببُعْدَيها الوطني والطائفي.
لقد شهد العام 2020 ذروةَ التأزُّم اللبناني، بأبعاده الوطنية والطائفية والدولتيّة étatique، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مكشوفاً على تحوُّلاتٍ دراماتيكية في المنطقة والعالم، ما جعل هذا البلد على حافة “الدولة الفاشلة”، كما أوْقَع مكوّناته السياسية- الطائفية كافة في حالةٍ من انعدام القدرة على تعيين الذات في المكان والزمان والاتجاهات Désorientation temporo-spaciale. وفي تقديرنا وقراءتنا أنّ هذه الحالة ليست ناجمةً عن خللٍ أصلي في الخيار اللبناني أو عدم صلاحية اتفاق الطائف، وإنما هي عائدةٌ إلى سوء إدارة التعدّدية اللبنانية، بتعطيل اتفاق الطائف منذ إبرامه، ثم بتجاوزه كلّياً لا سيما في السنوات الأربع الأخيرة، ممّا أدّى إلى انكفاء البعض عن معنى لبنان، تَعَباً وكَسَلاَ وقِلّةَ حيلة، فيما اندفع بعضٌ آخر خلفَ ما يُزَيِّنَهُ فائضُ القوة وشهوةُ الغِلِبة، ولو موَظَّفَيْن في أجندةٍ خارجية. وما بين هذين البَعضين ثمة اتجاهاتٌ زئبقيّةٌ وصولية ترقص على أيّ إيقاع رائج أو تقعُد على رصيف الانتظار.
وسَطَ هذه الحالة الموصوفة قام “لقاء سيدة الجبل” خلال السنة الفائتة بمبادرتين أساسيتين، على الصعيدين العربي واللبناني، متابعةً لخياره الأصلي، هما: “مؤتمر المسيحيين العرب الأول” (باريس 23 تشرين الأول 2019)، ثم تنظيم “لقاء وطني لبناني في سبيل برنامج مشترك للإنقاذ” (بيروت 27 تشرين الأول 2020). وفي هاتين المبادرتين طرح “اللقاء” تصوّره واقتراحه للعمل المشترك تحت عنوان “هذا خيارنا”:
هذا خيارنا
غداة الإنهيار الكبير الذي ضرب لبنان على كل المستويات وفي شتى القطاعات ، وأمام اللحظات الحرجة الراهنة من احتدام الصراع في منطقتنا العربية وعليها، نجد أنفسنا أمام مسؤولية مسيحية ولبنانية وعربية، وبالأخص أخلاقية، لتحديد خياراتنا ومواكبة الأحداث بعين الأمل في مستقبل مضمون لنا ولأولادنا.
ينقسم المسيحيون اللبنانيون اليوم بين:
فريقٌ يعتبر المسيحيين أقليّة بحاجة إلى حماية داخلية أو خارجية، ويحاول إقناع نفسه والآخرين بأننا نجد الضمانة في تحالف الأقليات بمواجهة الغالبية العربية السنّية.
فريقٌ آخر، قد لا يوافق الفريق الأول إنما يلتزم الصمت حتى حدود الحياد في انتظار ما سوف تؤول إليه الأمور في المنطقة للتكيّف مع نتائجها.
وفريقٌ ثالث، نحن في صلبه، يرى خطورة قاتلة،
في خيار “الأقليات”.
وفي خيار “الانتظار”.
إن اللبنانيين وليستدعوا مجدداً انتباه العالم إليهم عليهم العمل من أجل الحرية والعدالة والسلام:
1. السلام مع بَعضنا البعض، مواطنين متساوين، مسيحيين ومسلمين، في وطنٍ نهائي لجميعنا، عربي الهوية والانتماء، وفي دولة سيّدة حرّة مستقلة.
2. السلام العالمي، قائماً على احترام المواثيق الدولية، لا سيما المتعلّقة بحقوق الانسان وحقوق الشعوب، ومناهضة كل أشكال الاضطهاد والتمييز العنصري والإثني والديني. إن مساهمة لبنان في هذا السلام تتوقّف على نهوضه برسالته في محيطه والعالم، بوصفه نموذجاً للعيش معاً، متساوين ومختلفين، في ظلّ الانفتاح والتبادُل الحضاري والأخوّة الإنسانية.
3. السلام الإقليمي، قائماً على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية التي انطلقت من مؤتمر القمة العربية في بيروت 2002، وأساسُها حلّ الدولتين في فلسطين وانسحاب اسرائيل من جميع الأراضي التي احتلّتها عام 1967.
إن هذا السلام الإقليمي المنشود قد ابتعد وتعقّد اليوم أكثر من ذي قبل، بفعل مسارعة اسرائيل وبعض الدول العربية إلى تطبيع العلاقات ثنائياً، قافزين فوق شرط التطبيع المنصوص عليه في مبادرة السلام العربية كما في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. هذا الأمر يجعل من خطوات التطبيع الجارية اختراقاً لنظام المصلحة العربية، أمنياً واقتصادياً وثقافياً، وإمعاناً في تهميش القضية الفلسطينية، أكثر مما هي خطوات نحو السلام الإقليمي المنشود، ما لم تقترن بالشروع في حلّ الدولتين وفق مرجعياته المعلومة.
ولا ننسى أنّ مثل هذا التطبيع الجاري من شأنه أن يغري اسرائيل – وقد فعل على ما يبدو – في انتزاع ميزات لبنان التفاضلية على مدى عقود في محيطه العربي، بوصفه كان المرفأ والمصرف والجامعة والمستشفى والإعلام والحيوية الثقافية… هذا فضلاً عن خطر التوطين المنصوص على رفضه في دستورنا اللبناني.
ومما يضاعف المخاطر المشار إليها على لبنان، دخولُ قوّتين إقليميتين كبيرتين منذ سنوات (تركيا وايران) في لعبة التنافس مع اسرائيل على اختراق نظام المصلحة العربية وتمزيقه، وإنْ وفق أجندات متباينة، ذاتِ طموحات امبراطورية مستجدّة أو مُسْتأْنَفة.
إنّ خيارنا اللبناني هو “لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه، العربيُّ الهوية والإنتماء”.. ولا يجوزُ أن نقرأ هذه المعادلة ناقصةً ومجتزأة، على طريقة ” لا إله!”.
– وهذه المعادلة بشقّيْها غير المنفصلين (نهائيّةُ الكيان وعربيّتُه) لا تتحقَّق إلا في إطار دولةٍ حرّة مستقلة، سيِّدة على أرضها والمقيمين، محتكرةٍ للعنف المسلّح المشروع ولقرارات الحرب والسلم، بما في ذلك حَصْرِيَّةُ السلاح في يدِها.
– إنَّ ما يلخِّص خيارَنا هذا هو تمسُّكُنا بوثيقة الوفاق الوطني في الطائف والدستورِ المنبثق منها، مع تمسُّكِنا بقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بسيادة لبنان، لا سيما وأنَّ هذه القرارات كلّها قد استندت في فذلكاتها القانونية على وثيقة وفاقنا الوطني في الطائف، فضلاً – بطبيعة الحال – عن القانون الدولي الذي نلتزمه ولا نرغب بأيِّ حالٍ من الأحوال في العيش خارجَه.
هذا هو خيارُنا، بالمُختصر المفيد، وبما يتعلّق وجوه عيشِنا اللبناني، عندَ مفترَقِ الخيارات والتباس الإتّجاهات في هذه المرحلة الصعبة. وعليه يدعو “لقاء سيدة الجبل” جميع المعنيّين بالشأن المسيحي واللبناني والعربي، من كوادر حزبية وقادة رأي ومجموعاتٍ ناشطة في المجال العام، إلى التواصل والتفاعل والحوار حول خياراتنا الوطنية الكبرى، بعيداً عن كثيرٍ من التفاصيل التي من شأنها تضييع البوصلة لدى الرأي العام اللبناني. فهذا وقت الخيارات، ولا خوف من اختلاف الرأي واهتزاز بعض “المحابس” الفكرية والسياسية والتنظيمية والطائفية الجامدة. ففي العام 1920 خُيِّرنا بين لبنان الملجأ ولبنان الكبير فكان خيارُنا لبنان الكبير. وفي العام 1943 خُيِّرنا بين استمرار الانتداب وبين الاستقلال فكان خيارُنا الاستقلال. وفي العام 1989 خُيِّرنا بين استمرار الحرب والتقسيم الواقعي وبين السلام ووحدة الكيان ونهائيّته وعروبته فكان خيارُنا وثيقة الوفاق الوطني والدستور المنبثق منها… وفي جميع الأحوال لم نكن غالبيّةً عصبيَّةً غوغائيّة، بل كنّا الأقوى بتضامننا وثبات عقيدتنا الوطنية.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.