نقلا عن المركزية –
بعد ان فشل قطبا الائتلاف الحكومي في اسرائيل، الليكود بزعامة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، وتحالف “ازرق ابيض” بزعامة الجنرال المتقاعد بيني غانتس، وزير الأمن في الحكومة الاسرائيلية، في التوصل الى اتفاق حول تمرير الميزانية وتفعيل اتفاق التناوب على رئاسة الوزراء بينهما، حلّ الكنيست اي البرلمان، نفسه تلقائيا في 22 كانون الأول الماضي، واضعا إسرائيل على الطريق نحو انتخابات مبكرة هي الرابعة خلال اقل من عامين، وقد اعلن رئيسه (رئيس الكنيست) باريف ليفين ان الانتخابات مقررة مبدئيا في 23 آذار المقبل، لكنها قابلة للتأجيل حتى 10 نيسان 2021.
لكن هل سيسمح الاستحقاق المنتظر في افراز اغلبية واضحة تتيح لصاحبها تشكيل حكومة بسهولة من دون الحاجة الى نسج تحالفات والى اتفاقات “هجينة” كتلك التي حصلت بين نتنياهو وغانتس؟ ام ان المعضلة ستفرض نفسها للمرة الخامسة على التوالي، تاركة الكيان العبري في وضعية التخبط السياسي التي يعيش فيها منذ اشهر؟
الاجابة عن هذا السؤال، صعبة لا بل مستحيلة راهنا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. فالمشهد لا يزال ضبابيا حتى الساعة، ومعالمه غير واضحة، وكلّ السيناريوهات واردة.. في الارقام، يمنح آخر استطلاعات الرأي، غانتس 4 مقاعد فقط، علما ان الاخير كان حاول الضغط على نتنياهو لحمله على الالتزام باتفاق التناوب معه على رئاسة الوزراء الذي كان مقررا فيه ان يتسلم رئاسة الحكومة في 21 تشرين الثاني 2021، بعد تمرير الميزانية لعامي 2020-2021، حتى الموعد النهائي لتمريرها بالكنيست في 23 كانون الاول 2020، لكن دون فائدة.
في المقابل، يحاول نتنياهو إحكام سيطرته على الليكود ويرفض ان يجري انتخابات تمهيدية داخل الحزب لاختيار المرشحين للانتخابات، خشية وصول شخصيات معادية له تفرض نفسها على لائحة الليكود، خصوصا وأن ألدّ اعداء نتنياهو، جدعون ساعر، انشق عن الحزب، وأسّس آخَر، ويخوض الانتخابات منافسا له… هذا التطور، اي انشقاق الرجل الرابع في قائمة الليكود سابقا، يبدو يقض مضاجع الجميع، من نتنياهو الى غانتس، تتابع المصادر. فهما وبعد ان رأيا فيه تهديدا انتخابيا جديا وخصما قويا، حاولا في اللحظات الأخيرة اطالة عمر الائتلاف، طارحَين مشروع قانون لتأجيل التصويت على الميزانية، الا ان هذه الخطوة الالتفافية، احبطها اعضاء من الليكود و”ازرق ابيض”، أغضبتهم تصرفات نتنياهو وغانتس وتعاطيهما مع وباء كورونا ونتائجه الاقتصادية الكارثية… فوجدا نفسيهما امام انتخابات لا يرغبان بها !
على اي حال، ليس ساعر وحده من انشق عن الليكود، فكوادر كثيرة خرجت منه في الاونة الاخيرة، ومنهم وزير المياه والتعليم العالي زئيف الكين، المقرب جدا من نتنياهو، وقد انضم الى حزب ساعر الجديد الذي يحمل اسم “تيكفا حدشاه – ومعناه بالعبرية امل جديد”.
الانظار تتجه اذا الى النتائج التي يمكن ان يحققها ساعر في الاستحقاق المنتظر. لكن المرجّح هو الا تفرز الانتخابات اكثرية لاي حزب. ووفق المصادر، الليكود سيبقى متصدرا ولكن بفارق طفيف لا يصنع فرقا او يطلق يديّ نتنياهو ويعطيه حرية التصرف والحسم منفردا. وسيحتاج لتشكيل الحكومة المقبلة الى الاتفاق مع ساعر والاحزاب الاخرى وابرزها ” تحالف اليمين الايديولوجي “يميناه – ومعناها إلى اليمين” بزعامة نفتالي بينت…
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.