الانتخابات السورية بين روسيا وايران وتركيا واوراق اعتماد الاسد
المركزية- بعد نجاح الجولة الرابعة من المفاوضات في جنيف بين النظام والمعارضة السورية للاتفاق على الاصلاحات الدستورية لتُجرى على اساسها الانتخابات التشريعية، تُعقد قريباً في جنيف وفق اوساط دبلوماسية تحدّثت لـ”المركزية” الجولة الخامسة لاستكمال التحضيرات للمرحلة الانتقالية بانتخاب رئيس ونواب جدد.
وتعتبر الانتخابات السورية المقررة في النصف الاول من العام المقبل محطة اساسية في المنطقة قد تُحدد وجهتها بوصلة العلاقات بين اللاعبين الدوليين والاقليميين وترسم معالم طريق الحلول لازمات عديدة لعل ابرزها لبنان الجار الاقرب لسوريا، حيث تُقارب موسكو الملف اللبناني من منظار الحل السوري.
ومنذ الان، بدأ الصراع حول الرئاسة، وسط معلومات عن ترشيح تركيا شخصية سورية محسوبة عليها في حين ان الائتلاف الوطني المعارض قرر ترشيح رئيسه نصر الحريري لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة كمنافس للرئيس السوري بشار الأسد.
وتراهن تركيا ومعها المعارضة على جمهور المعارضة الموجود في الخارج لتغيير المعادلة، معتمدين على اصوات السوريين في الشمال السوري المحرر ودول اللجوء، في حين يصرّ الاسد على حصر الانتخابات بمن هم في الداخل، مستنداً بذلك الى الانتخابات التي حصلت في اوكرنيا، حيث رفضت السلطة ان ينتخب 3 ملايين اوكراني موجودين في الخارج يؤيّدون المعارضة ومحسوبين على روسيا من دون ان يحتج احد على الخطوة.
على اي حال، اكدت الاوساط الدبلوماسية “ان قطار الازمة السورية وضع على سكة الحل وهنالك مساع تقودها روسيا كونها اللاعب الابرز على الساحة من اجل انتاج اتفاق سياسي قد يُبصر النور قريباً”.
ولفتت الى “ان موسكو تُكثّف اتصالاتها مع عواصم القرار ومع القوى السورية من اجل تعزيز الاستقرار في الداخل عبر تثبيت وقف اطلاق النار كمقدّمة للإنتقال الى مرحلة التوافق السياسي حول الاستحقاقات الكبرى ابرزها الانتخابات الرئاسية المقبلة”.
وفي حين لا يزال مصير ترشّح الاسد لولاية رئاسية جديدة غير محسوم بإنتظار ان يُلبّي مطالب روسيا ومعها الولايات المتحدة الاميركية تجاه مسائل عديدة لعل ابرزها التطبيع مع اسرائيل الذي يتوسّع بيكاره عربياً، اعتبرت الاوساط “ان فكّ الارتباط السياسي والعسكري مع ايران والطلب من قوّاتها (ميليشيات وخبراء) مغادرة سوريا هو من ضمن اوراق الاعتماد التي يجب على الاسد تقديمها لضمان بطاقة ترشّحه للانتخابات الرئاسية. فإخراج ايران وميليشياتها من الميدان السوري نُقطة تُجمع عليها كل من واشنطن وموسكو وتل ابيب، والاخيرة تواصل شنّ غارات ضد مواقع عسكرية تابعة لايران مع “قبّة باط” روسية.
بالاضافة الى ذلك، تطلب روسيا واميركا من الاسد حسم مسألة ترسيم الحدود مع لبنان وإقفال المعابر غير الشرعية التي تتم عبرها عمليات التهريب. فكلما كان تجاوب الاسد سريعاً مع هذه المطالب “ضمن” السباق الرئاسي”، تختم الاوساط .
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.