
نقلا عن المركزية –
أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل أن أداء النظام الايراني يخلق عدم استقرار في المنطقة من خلال إصراره على البرنامج النووي ورأى ان إيران تسطو على لبنان عبر حزب الله معتبرا ان اضعافها يجعل حلفاءها في المنطقة يعيدون حساباتهم قبل القيام بأي خطوة.
وجدّد طرحه “مؤتمر المصارحة والمصالحة” من أجل فتح صفحة جديدة بين اللبنانيين من شأنها طمأنة وإراحة كل الناس وتمنى أن يستفيد حزب الله من هذا التعاطي الايجابي من قبل كل المسؤولين بدءاً برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وصولاً الينا ونحن نريد أن نحل ملف سلاحه حبياً ولكن في الوقت نفسه لن نقبل أن نعيش في ظل أي سلاح خارج إطار الدولة” مؤكدا ان ما نريده أن تكون الطائفة الشيعية في لبنان شريكة معنا في بناء “لبنان الغد”.
ودعا الجميّل في حديث عبر Hala Arabia حزب الله الى ان “يتمرد” على إيران لأنها تقوم باستغلاله واستعماله للموت وشكّك في أن يكون جمهور الحزب لا يزال مقتنعاً بدعم ايران والدليل عدم قيامه بأي تظاهرة ولو حتى من ألف شخص للتنديد بالقصف الاسرائيلي على طهران.
وشدد على وجوب ان يفكّ الحزب الارتباط مع إيران والخروج من منطق التقوقع والدويلة داخل الدولة إلى منطق يصبح فيه من كانوا ينتمون الى حزب الله مواطنين ملتزمين بقوانين الدولة اللبنانية ودستورها.
ولفت الجميّل الى ان رئيس الجمهورية هو من يضع الخطة “باء” في حال عدم سير حزب الله في التوافق حبياً.
واذ اعتبر ان الرئيس عون يحاول حلّ موضوع السلاح بطريقة ودية، اكد ضرورة الانتباه للوقت اذ ان أمد الوقت ضيق لأن هناك استحقاقات إصلاحية في البلد واستحقاقات مالية واستثمارات خارجية وأيضا هناك اهتمام دولي وفي حال عدم معالجة موضوع سلاح حزب الله سوف نخسر كل هذا.
وفي ملف التعيينات، رأى الجميّل انه اذا كنا حريصين على استقلالية القضاء اللبناني فعلى القوى السياسية أن لا تتدخل في التعيينات “وهذا موجّه للرئيس بري وأقول له: لو أن غيرك يتدخل في التعيينات قد يصبح لديك الحق في التدخل”.
وسأل “كيف يمكن الوصول الى استقلالية القضاء في حال تعيين القضاة من قبل مرجعيات سياسية ؟ وكيف يمكن للقاضي أن يكون مستقلا في عمله وعدم انحيازه في حال تم تعيينه من قبل مرجعية سياسية؟”
وشدد على أن علاقتنا ككتائب ممتازة مع رئيس الحكومة نواف سلام وأكثر من ممتازة مع الرئيس عون.
ورأى الجميّل ان المساعدات الموعودة لم تأت لأن السلاح موجود.
واعتبر أن تفجير كنيسة مار الياس في دمشق الأحد هو استهداف لحكم الشرع لأن هذا يؤذيه ويؤذي صورته وعلاقاته وكل ما يحاول أن يقوم به لإعادة العلاقات وفتح القنوات والإتيان بالأموال لإعادة إعمار سوريا.
الحديث كاملاً
علّق رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل على التطورات الاقليمية لاسيما بعد تدخل الولايات المتحدة الاميركية على خط الحرب الايرانية – الاسرائيلية، معتبرًا أن ما يحصل اليوم تم تأجيله على مدى 10 سنوات، مشيرًا الى أن أداء النظام الايراني يخلق عدم استقرار في المنطقة من خلال إصراره على البرنامج النووي رغم كل محاولات الغرب بإيجاد الحلول وكل المفاوضات التي حصلت من 10 سنوات، ولكن في نهاية المطاف 7 تشرين كان له تأثير مباشر على تدهور العلاقة بين إيران والغرب الذي نفذ صبره وبالتالي ما نراه اليوم هو نتيجة طبيعية لمسار دام أكثر من 15 سنة.
الجميّل وفي حديث عبر برنامج “يا أبيض يا أسود”، رأى أن بالنسبة لنا كلبنانيين ما يهمنا بالدرجة الاولى هو أداء إيران في لبنان وتدخلها بالشؤون الداخلية، مضيفًا:” أعتقد أن كلمة تدخل كلمة ملطفة فالحقيقة هو سطو إيران على لبنان عبر حزب الله واستخدام لبنان وشعبه وأرضه وقرى اللبنانيين بالسياسة الخارجية الايرانية ومحاولة نشر نفوذها في المنطقة، نحن نتحدث عن الفترة الممتدة من 7 أيار 2008 حين حصل الانقلاب المسلّح وبات كل شيء يحتاج لرضا حزب الله المموّل من إيران والذي يأخذ أوامره منها إلى جانب سلاحه وإيديولوجيته، ويعتبر ان القيادة الايرانية هي قيادته بالسياسة والامن وبكل شيء آخر “.
واعتبر أن إيران لم تموّل حزب الله ليكون الشارع الشيعي مزدهر ومستقر إنما لاستخدامه بالامن والمنطقة كذراع عسكري في لحظة من اللحظات واستُخدم في 7 تشرين ورأينا النتيحة، مضيفًا:” من الطبيعي ألا تكترث إيران للشعب اللبناني الذي دُمّر لان بالنسبة لها هو ورقة تستخدمها ساعة تشاء، وليس لديها أي شعور مع اللبنانيين إن كانوا من الطائفة الشيعة او لا، والدليل أنه عندما كان يُدمر لبنان وكانت قيادة حزب الله تُقتل والجنوب يُمحى لم نرَ ردة الفعل التي رأيناها الاسبوع الماضي لجهة الصواريخ الباليستية المتجهة نحو اسرائيل، الاستعراضات الايرانية خلال الحرب بين حزب الله واسرائيل كانت تمثيلية أمام ما نراه اليوم، ونسأل لماذا لم تُستخدم هذه الادوات عندها للدفاع عن حزب الله وعن الشيعة في لبنان؟”.
وتابع:” استخدام إيران لحزب الله وللشيعة كوقود لمعاركهم هو واقع وهذا ما رأيناه”.
وردًا على سؤال حول إمكانية دخول حزب الله الحرب، قال رئيس الكتائب:” أفهم أن يكون لدى حزب الله استشهاديون ولكن لاي درجة لديه قدرة على الاستشهاد الجماعي، إذ أن أي دخول للحزب في الحرب هو استشهاد جماعي سيأخذ الطائفة والحزب واللبنانيين والبلد والى الانتحار الجماعي مع العلم أن قدرته على التأثير في الحرب ضئيلة جدًا ولا مصلحة له في الدخول في المعركة خصوصًا بعد دخول الاميركيين على خط المواجهة، لذلك لا أعتقد بعد الذي حصل أن يكون لديهم القدرة العسكرية والمعنوية والنفسية للدخول بمواجهة كتلك الموجودة اليوم وأنا أستبعد ذلك”.
وعن كلام أمين عام حزب الله الاخير حول دعم الحزب لايران، اعتبر أن البيان هو للاستهلاك الاعلامي والحزب غير قادر على ترجمة أقواله بالافعال، مضيفًا:” ولكن بعد كل ما حصل لا أستبعد شيئَا ولكن أشك بأن يدخل بهذه المغامرة، بكل الاحوال هناك معطى جديد وهو أنه بات لدينا دولة يجب أن تفرض سلطتها بات لدينا رئيس جمهورية ورئيس حكومة وحكومة مكتملة، وبرأيي هذه السلطة تتحمل مسؤولياتها كونها دولة حقيقية والمهم أن نمنع ميليشيا كحزب الله بأن تجر لبنان الى ويلات جديدة وهنا نتحدث عن قدرة الفرض لا أخذ المواقف الصحيحة فقط، فالمطلوب حزم وأن تقول الدولة اللبنانية “أنا من يقرر ولا أحد يقرر عني” وهي اليوم أمام امتحان ويجب استكمال ضبط السلاح بشكل كامل على كل الاراضي اللبنانية وحصره بيد الجيش اللبناني وهذا ما يقوم به رئيس الجمهورية”.
وتابع: “نحن أمام هناك خطر داهم اليوم على لبنان في حال تحرّك حزب الله أو قام بإرسال مسيّرة أو أطلق صاروخًا، الدولة اليوم أمام امتحان كل الوقائع التي كانت موجودة في السابق لم تعد موجودة اليوم وبالتالي السلطة الجديدة امام امتحان إذ لا يمكن التنصل من المسؤولية والاكتفاء ببيان استنكار، والمطلوب من الدولة أن تمنع إطلاق صاروخ أو مسيّرة بقواها الذاتية في جنوب الليطاني وشماله وفي كل لبنان، وعلى الدولة ان تتحرك باتجاه أي مكان يتم إطلاق أي أعمال عدائية تجاه أي دولة أخرى من الداخل اللبناني.”
وعن عدم إصدار الحكومة بيانًا ردًا على كلام قاسم، قال:” لم اتابع التفاصيل ولكن ما يهمني الافعال لا البيانات والشعارات لمنع جر لبنان الى الحرب، كل الاراضي اللبنانية خاضعة لسيادة الدولة ومن مسؤوليتها وواجبها ضبط السيادة ومنع أي أعمال عدائية تنطلق من لبنان”.
وعن التأخير بملف حصر السلاح، أكد رئيس الكتائب تفهّمه لرئيس الجمهورية ولطريقة عمله، موضحًا أن المرحلة الاولى في حلّ أي إشكال تكون عبر الطرق الدبلوماسية وهذا ما يقوم به رئيس الجمهورية، مضيفًا:” ولكن هذا لا يعني ألا أمد لهذا الحل فرئيس الجمهورية لديه استحقاقات ومتطلبات لقيام الدولة ودعم دولي وعربي ويعلم أن هذا لن يحصل الا بعد معالجة السلاح في لبنان وبرأيي رئيس الجمهورية وضع لنفسه مهلة، واذا نجح هذا الاسلوب فهو لخير البلد وللجميع لان لا أحد يريد اشكالات ونأمل أن يتلقف الحزب الطريقة الايجابية التي يتعاطى بها الرئيس في هذا الملف، أما إذا أرادوا استغلال هذا النفس الايجابي للمماطلة والتأجيل فبذلك هم يجرون رئيس الجمهورية الى استعمال طريقة أخرى بالتعاطي مع الملف، الجميع رافض بقاء السلاح بيد حزب الله والتجربة تشير الى أن هذا السلاح لم يحمِ لبنان وأدى الى استخدام لبنان من قبل دول أخرى لمآرب لا علاقة لمصلحة لبنان بها وبالتالي كل الحجج التي استعملت لتبرير بقاء السلاح سقطت، واليوم وبالرغم من إضعاف حزب الله وفي ظل ما يحصل في غزة ومع ايران، فبقاء هذا السلاح هدفه واحد وهو للسيطرة على الداخل ولتخويف الطائفة الشيعية بالدرجة الاولى واللبنانيين بالدرجة الثانية، والتأثير على الحياة السياسية في لبنان، وهذا أمر مرفوض”.
ولدى سؤاله عمّا اذا كان حزب الله يراهن على عامل الوقت ويعتمد المماطلة بانتظار متغيرات جديدة تصب في مصلحته، أجاب الجميّل أن ما لا شك فيه هو أن حزب الله يفكّر بهذه الطريقة وبدوري أريد أن احيله على “ملوك ” ربح الوقت وهم الإيرانيون وهم متخصصون في هذا المجال ومعروف عن الإيراني أن حياكته للسجادة الواحدة قد تستغرق سنتين أو ثلاثا لأنه يعمل بتروٍّ وتأنٍّ ، ولكن أضاف الجميّل: “حتى الإيراني لا يستطيع الافلات من الضربة العسكرية والمماطلة قد تكسب الوقت ولكن لا بد من الوصول الى مرحلة لا يعود فيها من الممكن ممارسة الغش على كل الناس وكل الوقت” .
وتابع الجميّل: “نصيحتي لحزب الله أن تجري الأمور بطريقة حبية وبملء ارادته وأدعوه لفتح صفحة جديدة مع جميع اللبنانيين وأنا ضمنهم وأطرح المصارحة والمصالحة من أجل فتح صفحة جديدة بين اللبنانيين من شأنها طمأنة وإراحة كل الناس واتمنى أن يستفيد حزب الله من هذا التعاطي الايجابي من قبل كل المسؤولين بدءاً برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وصولاً الى أمثالنا ، ونحن نقول لا نريد “مشكل” بل نريد أن نحل هذا الموضوع حبياً ولكن في الوقت نفسه لن نقبل أن نعيش في ظل أي سلاح خارج إطار الدولة”.
وسئل الجميّل هل يستطيع الحزب اتخاذ قرار بمعزل عن ايران؟ فأجاب : في وقت ما على حزب الله ان “يتمرد” على إيران لأنه عندما يتستنج أن هناك من يقوم باستغلاله واستعماله للموت بدلاً منه ومن يستخدمه ثم يرميه ولا يسأل عنه ولا يدافع عنه ولا يحميه أليس من الطبيعي أن يتمرد ؟ وشكّك الجميّل في أن يكون جمهور حزب الله لا يزال مقتنعاً بدعم ايران والدليل عدم قيامه بأي مظاهرة ولو حتى من ألف شخص للتنديد بالقصف الاسرائيلي على ايران .
وتابع:” كل ما رأيناه هو ردة فعل منددة قام بها مئة أو مئتا شخص على درجات نارية وردة الفعل المحدودة هذه لا يمكن اعتبارها رداً كافياً من قبل جمهور حزب الله على ما تتعرض له ايران من ضربات عسكرية قوية جداً”، وهنا سأل الجميّل: أين حشود حزب الله والتجمعات التي كان يتواجد فيها بحر من الناس؟ هذا يعني أن جمهور حزب الله لم يعد متضامناً مع ايران لأنه شاهد ما فعلته عندما وجهت الحرب باتجاهها وقارن مع ما فعلته (وكان ضئيلا جدا) عندما كان يتعرض هو بدوره للإبادة الجماعية في لبنان وهذا لا بد أن يخلق تربة خصبة لتمرد لبناني شيعي على سطوة ايران على لبنان والتمرد على فكرة البقاء أداة يسهل التحكم بها من قبل ايران”.
وأضاف الجميّل: “نحن لا نراهن على شيء وكل ما نريده أن تكون الطائفة الشيعية في لبنان شريكة معنا في بناء “لبنان الغد” ولتحقيق هذا الهدف يجب أن تكون هذه الطائفة مطمئنة لعلاقتها مع باقي اللبنانيين وعليها أن تعرف أيضاً أن على جميع اللبنانيين احتضانها وتكريمها وتعزيزها وأن يكونوا شركاء معها في بناء المستقبل”.
وقال: “من ناحية ثانية على الطائفة الشيعية أن تطمئن لوجود دولة راعية ووجود مؤسسات الدولة الى جانبها وعلينا أن نقول للبنانيين المنتمين للطائفة الشيعية ان لبنان بلدكم ونحن لا نريد أن يلحق بكم أي أذى وكل ما نريده أن نحميكم كما نحمي نفسنا وكل ما “بصير عليكم يصير علينا” وهذا يتطلّب فكّ الارتباط مع إيران والخروج من منطق التقوقع والدويلة داخل الدولة إلى منطق يصبح فيه من كانوا ينتمون الى حزب الله مواطنين ملتزمين بقوانين الدولة اللبنانية ودستورها.”
واذا لم يسر حزب الله بالمنطق التوافقي الحبيّ، رأى الجميّل أنه علينا أن لا نستبق الأمور وعلينا أن نعطي فرصة للتوافق وعلينا تنوير الرأي العام على حقيقة الأمور ولكن رئيس الجمهورية هو من يضع الخطة “باء” في حال عدم سير حزب الله في التوافق حبياً وواجبنا أن نقترح الأفكار على الرئيس وهذا ما نقوم به والمسؤولية هي على عاتق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
عن أداء رئيس الجمهورية، قال الجميّل: “الناس ترى الوقت يمر وقد مر 5 أشهر على تشكيل الحكومة وترى أن رئيس الجمهورية يتعامل بالكثير من التأني والتريث (المسايرة) في ما خص سلاح حزب الله وأتفهم رأي الناس ولكن أنا أحاول أن أفهم كيفية تفكير رئيس الجمهورية وسبب تصرفه بهذه الطريقة علماً أنه ملتزم تجاهنا بخطاب القسم وأيضا تجاه المجتمع الدولي بأنه سيقوم بحل موضوع سلاح حزب الله وهنا أسأل اذا الرئيس ملتزم بحل موضوع نزع سلاح حزب الله فما الذي يدفعه للتصرف بهذه الطريقة؟، لا شك أن رئيس الجمهورية يحاول حل موضوع السلاح بطريقة ودية ولكن يجب الانتباه للوقت، وأمد الوقت ضيق لأن هناك استحقاقات اصلاحية في البلد واستحقاقات مالية واستثمارات خارجية وأيضا هناك اهتمام دولي وفي حال عدم معالجة موضوع سلاح حزب الله سوف نخسر كل هذا ورئيس الجمهورية يدرك جيداً هذا الأمر .
تابع الجميّل: “لست بموقع الدفاع عن رئيس الجمهورية وأنا اتحدث من الوجهة التي أرى فيها سير الأمور”.
وسئل الجميّل هل دفع نتنياهو المنطقة الى الهاوية؟ أجاب:” نعم دفعها بهذا الاتجاه ولكن ليس بمفرده بل بمشاركة السنوار وخامنئي وربما بغياب هذه الشخصيات الثلاث كان من الممكن الوصول الى حل دون الذهاب الى حرب كونية تحصد مئات آلاف الضحايا”.
وأضاف:” إن عملية السنوار في غزة كانت كارثية بالنسبة للبنان لأنه جلب الى لبنان الويلات وأنا أفضل دائماً أن تعالج الأمور دون دم وحروب لأني إنسان مسالم وربما المسائل في الشرق الأوسط لا تحل إلاّ من خلال الحروب ولكن أنا لست ممّن يحبذون الحروب ونحن نتعامل مع نتائج الحروب ولو كان هناك “عقلاء” كان من الممكن معالجة كل مشاكل المنطقة دون دماء فمثلا إنقلاب “أبيض” على النظام في ايران كان يمكن أن يعالج كل مشاكل المنطقة وضمنها مشاكل لبنان وغزة من دون دماء ولو وصلت ثورة 2005 في ايران الى نتيجة وتمكنت من إسقاط النظام وقتها كان من شأن ذلك أن يوفّر علينا الكثير من المآسي وكان من الأجدى أن يبدأ الحل من إيران بدلا من تدمير المنطقة بأكملها.”
وعما اذا كان ضرب ايران يسهل على الدولة اللبنانية حصر السلاح، قال الجميّل:” هذا أكيد وطالما ايران بموقع قوة وقادرة على تمويل وتسليح واعطاء المعنويات لحزب الله فهذا يدفعه الى التفكير بإمكانية عدم تسليم سلاحه ولكن اضعاف ايران في المنطقة يجعل حلفاءها يعيدون حساباتهم قبل القيام بأي خطوة”.
وأكد الجميّل أن الرئيس نواف سلام ملتزم بالنفس التغييري وبنفس المستوى رئيس الجمهورية أيضاً ولكن نحن الأكثر التزاماً بنفس التغيير والناس ترى كيف يتجلى ذلك في وزارة العدل حيث هي المكان الوحيد الذي لم تحصل فيه “محاصصة”.
وأضاف الجميّل: “يجب أن لا نصل الى اصطدام مع الرئيس بري وهو قال أنه في حال طبّق مبدأ عدم المحاصصة على الجميع فهو سيقبل بتطبيقه وعندما يوضع المعيار نفسه على الجميع من شأن ذلك أن يرضي الجميع وبالتالي يجب على الرئيس بري أن لا “يزعل” وعلى الرغم من انتماء وزير العدل الى حزب الكتائب فالحزب لم يطالب بأي حصة له ولم يعيّن أي قاض محسوب على الكتائب وبالتالي لا يحق لأي أحد أن يفرض القاضي الذي يريد “.
وسأل الجميّل “كيف يمكن الوصول الى استقلالية القضاء في حال تعيين القضاة من قبل مرجعيات سياسية ؟ وكيف يمكن للقاضي أن يكون مستقلا في عمله وعدم انحيازه في حال تم تعيينه من قبل مرجعية سياسية؟”.
وأضاف: “في ما خص وزارة العدل، فقد أعيد العمل مع تسلم الوزير نصار في تحقيق انفجار مرفأ بيروت بعد توقف لمدة سنتين والتشكيلات القضائية أنجزت بعدما تمّ تعطيلها لمدة 5 سنوات وتم استكمال تعيين مجلس القضاء ومجلس الشورى وتعيين تفتيش قضائي وهيئة القضايا ولكن عندما وصلنا الى المدعي العام المالي توقف العمل وجميع التشكيلات تمت باستثنائه”.
وأشار الجميّل الى أن “الوزير نصار سرّع موضوع الموقوفين والمحاكمات من خلال فتح مركز المحاكمات (محكمة) في سجن روميه واليوم يجري تسريع المحاكمات وهو مطلب عمره عشر سنوات، يضاف إلى ذلك قانون إستقلالية القضاء الذي تمنيت مناقشته في مجلس الوزراء بعد سبع سنوات من توقيفه وأقرّه مجلس الوزراء بناء على مشروع عمل عليه وزير العدل بعد أخذه بملاحظات لجنة الإدارة والعدل وعمل عليه مع القضاة وجميع الاختصاصيين وتمكن من تمرير مشروع استقلالية القضاء في مجلس الوزراء ونقله الى مجلس النواب وما تم انجازه في وزارة العدل خلال ستة أشهر لا يمكن لأحد تخيّله”.
وتابع الجميّل: “ولكن اليوم اذا كنا حريصين على استقلالية القضاء اللبناني فعلى القوى السياسية أن لا تتدخل في التعيينات وهذا موجّه للرئيس بري وأقول له: لو أن غيرك يتدخل في التعيينات قد يصبح لديك الحق في التدخل”.
وذكّر الجميّل بأن الرئيس بري كان يقول أنه مستعد لعدم التدخل في التعيينات في حال لم يتدخل أحد وحتى الآن لم يتدخل أحد وحتى حزب الكتائب لم يقترح أسماء لكي نعطي المثل للجميع وليس الهدف خوض معركة مع الرئيس بري بل بناء دولة وأن تكون وزارة العدل التي نحن مؤتمنون عليها كحزب كتائب “نموذجا مختلفا” في الحياة السياسية.
ولفت الجميّل إلى أن لبنان اليوم في صراع داخلي لأن طموح اللبناني دولة القانون وعلينا نحن اللبنانيون أن نقرر ما نريد: هل نريد الاستمرار بالعيش في دولة المزرعة؟ أو نريد الذهاب باتجاه شيء جديد؟
وعن اعتباره التعيينات الدبلوماسة محاصصة، قال: “عندما يقول بري إنها روعة بينما القضائية “ما بتسوى” ماذا يعني ذلك؟”
وأردف: “المشكلة أننا تلاميذ الشيخ بيار أي أننا لا نعرف الكذب، وأنا أقول إننا ملتزمون بمعايير معينة لا نحيد عنها مهما حصل، فلا يمكن أن أقول للناس شيئًا وأتصرف عكسه، مع العلم أن السياسيين في لبنان يتصرّفون بهذه الطريقة.”
وأضاف: “السؤال هل الناس ستبدأ بالتمييز بين من يقول وينفذ ومن يقول ويتصرف عكس ما يعلن؟ أم سيستمرون بمسامحة من يبيعونهم شعارات قبل الانتخابات وعند الوصول الى التنفيذ يتغيّر كل الموضوع”، وتابع: “بالنسبة إليّ هذا خيار حياة وكل واحد يتخذ خيار حياته.”
وعن ثنائية عون بري التي تثير حساسية سلام، قال: “لا أرى ثنائية بل تعاون بين الرؤساء الثلاثة.”
ولفت إلى تواصل مباشر اليوم بين عون وسلام للتنسيق بكل ما يحصل بإيران، إذًا هناك تواصل وما من ثنائية وهذا أكيد وليس صحيحًا أن الرئيس سلام معزول وما من أزمة وهناك تواصل واجتماعات ولقاءات.
وشدد على أن علاقتنا ككتائب ممتازة مع سلام وأكثر من ممتازة مع الرئيس عون، إذًا علاقتنا مع الرئيسين جيدة ولا مبرّر من بث جوّ أن هناك رئيسين ضد الرئيس الثالث، فهذا غير صحيح.
وعما إذا كانت الكتائب الابن المدلّل للعهد الجديد، قال الجميّل: “هذه كلمة كبيرة، مشيرًا إلى أن الكتائب دعمت المرشح جوزاف عون منذ بداية الطريق وباقون إلى جانبه، وتاريخيًا الكتائب كانت إلى جانب الرئيس والداعم الأساسي للرئاسة، لكن الأمر توقف عندما صار الرئيس يعيّن من رستم غزالي وغازي كنعان بعهد الوصاية السورية ومن ثم بالعهد الإيراني عندما صار حزب الله يعيّن الرئيس، واليوم بعدما تحرّرنا من كل هذه الوصايات وانتُخب رئيسٌ متحرّر من أي تبعية لأي دولة خارجية وهو لبناني ومصلحة لبنان بالنسبة إليه فوق كل اعتبار، فإن الكتائب طبيعيًا رأت نفسها إلى جانب رئيس الجمهورية.”
وعن سبب عدم رؤية الكتائب طبيعيًا إلى جانب الرئيس ميشال عون، قال: “لأننا كنا ضده في الانتخابات وهو حليف حزب الله وكان يغطي وضع يد حزب الله على البلد بكل الفترة الممتدة من 2006 لليوم.”
أضاف: “لا أجرّح بأحد فالتيار الوطني الحر أخذ خيارًا بالتحالف مع حزب الله وهو ممثل الوصاية الإيرانية على لبنان وعندما يكون الرئيس عون مرشح الحزب ويصل إلى الرئاسة بعد سنتين من التعطيل من قبل الحزب وليس من قبل التيار الوطني الحر، بالتالي نعتبر أن الرئيس عون كان كحليف لحزب الله ينفذ سياسة الحزب وأجندته”.
وتابع: “الأكيد أن الرئيس عون هو عسكري ولديه مواقفه، إنما مصلحته للوصول الى مركز الرئاسة اقتضت منه هذا التحالف، ولكن بالأمور الكبرى مثل السلاح وغيره بقي 6 سنوات في سدة الرئاسة ولم يطرح موضوع السلاح.”
وعن الرئيس ترامب وما إذا كان أبيض أو أسود، قال: “ترامب أبيض وأنا لا أحب اللغة الخشبية وفي أميركا كانت سائدة فأتى وكسّر قيودًا ومحرّمات وبالنسبة له أولويته بلده، على الولايات المتحدة أن تلعب دورًا أكبر ولا تفكّر فقط بالداخل الأميركي إنما إذا أردت أن يكون بلدي أولا فأعتبر أن ما يقوم به ترامب للأميركيين مهم جدًا. هو ابيض لأنه هزّ كل “الخبرية” وعلى عهده استعاد لبنان جزءًا من سيادته ونأمل ان يستعيدها كاملة”.
وعن نتنياهو، قال: “أسود لأنه دمّر بلدي”.
وعن “أن حرب الإسناد هي التي دمّرت البلد”، قال الجميّل: “لو لم يكن حزب الله موجودًا لما هجمت اسرائيل على لبنان وأحمّل حزب الله مسؤولية الحرب، فإسرائيل منذ 1969 تقوم بردة فعل على فتح جبهة لبنان من قبل الفلسطيني او الإيراني او حزب الله ، لكن هل هذا يعني أني سأعتبر نتنياهو أبيض؟ هناك من أرسل صواريخ وطائرات ودمّر البلد، وأحمّل المسؤولية لحزب الله لكن بالنهاية آلاف الناس ماتوا فهل أعتبر قاتلهم أبيض؟ ”
وتابع: “كأننا نقول لبعض شركائنا في الوطن النظام السوري قتل بشير الجميّل ودمّر بيوتنا وقتل عشرات آلاف المسيحيين خلال الحرب فيقول أحدهم حافظ الأسد أبيض فما هو شعوري؟”
ولفت إلى أننا عندما نجيب عن هكذا أسئلة يجب أن نضع أنفسنا مكان الآخر، من دمّر بيته ومن فقد ولده وأقرباءه ولا أعتبر نتنياهو أبيض كما لن أتقبل أن يقول أحدهم حافظ الأسد أبيض أو بشار الأسد أبيض.
وعن المرشد الإيراني خامنئي، قال: “هو أسود لأنه استخدم لبنان من دون الاكتراث لقيمة الحياة وللطائفة الشيعية.”
وعن الأمير محمد بن سلمان، قال: “ناصع البياض، فهو ينهض بالمملكة وينقلها من مكان إلى آخر، يأخذها إلى الازدهار والتطور والانفتاح ويحارب التطرف داخل بلده وفي العالم الإسلامي ككل ويقوم بسباق تكنولوجي ويضع اقتصاد بلده وراحة بال شعبه فوق كل اعتبار وتجاه لبنان لم نر منه إلا الخير.”
وعن “أن المساعدات الموعودة لم تأت”، قال: “لأن السلاح موجود”.
وعن الرئيس جوزاف عون: “أبيض بالتأكيد هو حبيب قلبنا”.
وعن الرئيس نواف سلام، قال: “هو ناصع البياض.”
وعن الرئيس بري، قال: “ما من شك أن علينا أن نفصل بري عن حزب الله، فبري أجندته لبنانية ولو لم توافق على أدائه وأسلوبه ولكن ليس جنديًا في جيش ولاية الفقيه وما من إيديولوجية متشددة دينية لديه، فحركة أمل ليست منطمة دينية متطرفة، وعلى صعيد الاعتدال الديني والطائفي يمكن أن نأخذ ونعطي معه ولديه خبرة قديمة، لكن لدينا مشكلة معه بطريقة إدارة البلد وفي إدارة مجلس النواب والتموضع السياسي الى جانب حزب الله مع العلم أنه حاول أن يلعب دورًا للتخفيف عن لبنان وعن الطائفة إنما هناك مشكلة بالأداء الداخلي.”
وعن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قال: “أنا مع أن يبقى هو، مع العلم أن لدي مشكلة كبيرة مع كل إيديولوجية حزب الله”.
وعن الرئيس السوري أحمد الشرع قال: “لدي علامة استفهام كبيرة حوله، هو لغز كبير فلا يمكن أن أفهم كيف حصل هذا التحوّل لديه، والذي لم يُشهد له مثيل بتاريخ العالم السياسي”، مشيرًا إلى أن هذا التحوُّل كان مطلوبًا ولكن عندما يكون التحوّل كبيرًا فلا يمكن أن نحكم عليه بمجرد فترة قصيرة جدًا”.
وسأل: “هل سيستمر هذا التحوّل والأقوال ستترجم بالأفعال وكيف سيتم التعاطي مع الأقليات في سوريا أي المسيحيين والدروز والعلويين وهل سيحافظ ويحمي ويؤمّن الشراكة بين الشعب السوري؟”
أضاف: “من المبكر أن نحكم على الشرع، فلننتظر”.
واعتبر أن تفجير كنيسة مار الياس في دمشق أمس هو استهداف لحكم الشرع لأن هذا يؤذيه ويؤذي صورته وعلاقاته وكل ما يحاول أن يقوم به لإعادة العلاقات وفتح القنوات والإتيان بالأموال لإعادة إعمار سوريا.
وختم الجميّل موجّهًا التحية للإعلامي وليد عبود: “نعرفك منذ 20 سنة وكنت أيام الاحتلال السوري والوصاية صوتًا حرًا ولا نعرفك إلا هكذا ولا نريدك إلا هكذا، ودعمنا لك كامل ونتمنى لك كل التوفيق أينما كنت وعلى أي منبر.”
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.