نقلا عن المركزية –
انظار العالم كلها متجهة نحو غزة ومفاوضاتها وما ستؤول اليه المقترحات المصرية والاسرائيلية والحمساوية لبلوغ وقف إطلاق نار لمدة أربعين يوما، والإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، في مقابل إطلاق الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة الذي انطلق اليوم انشاء رصيفها العائم في البحر الأبيض المتوسط، في خطوة مهمة في سياق الجهود المبذولة لايصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة.
الآمال انتعشت بالتوصل إلى اتفاق هدنة، في ضوء معلومات عن إن الصفقة بين الطرفين باتت وشيكة وقد يتم التوصل إليها خلال بضعة أيام إذا تم الانتهاء سريعا من بعض الإشكاليات التي تعيق التنفيذ. وكشف مصدر مقرب من الوسطاء أن المقترح يحظى بقبول الطرفين، حماس وإسرائيل، لكن الإشكالية تكمن في عدد المحتجزين من الفئة العمرية والطبيعة الوظيفية المحددة فيه.
والى ان يفرز الخيط الابيض من الاسود وبينما تنتظر القاهرة رد حركة حماس على المقترح المصري للتهدئة فيغزة وصفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، يستكمل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مسار رفع السقوف والتهديد وقد أعلن ، أنه ماض في عملية اجتياح رفح للقضاء على حماس سواء جرى التوصل لاتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار ام لا، موضحا أن عملية إجلاء المدنيين من المدينة بدأت،استعدادا للعملية البرية المرتقبةوان أهداف الحرب لم تتغير.
وتوازياً، يترقب اللبنانيون مصير الرسائل المتنقلة بين بيروت وتل ابيب، غداة تسلّم لبنان الرسمي الورقة الفرنسية المعدّلة للتهدئة جنوبا وما ستنتجه زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الذي زار لبنان الاحد، فالسعودية بعدها، واليوم تل ابيب، معلنا مشاركة إسرائيل بمقترحات قدمت للبنان لتهدئة التوتر مع حزب الله اساسها ضمان تنفيذ القرار 1701.
غارات: في الميدان الجنوبي، اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدتي العديسة ويارون. واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية ايضا بلدة عيتا الشعب. في المقابل، اعلن حزب الله انه “وبعد رصد ومتابعة لحركة دبابة ميركافا إسرائيلية كانت تعتدي على أهلنا وقرانا وتتحصّن داخل موقع المطلة، باغتها عند الساعة 02:10 من بعد ظهر اليوم واستهدفها بالصواريخ الموجهة ما أدى إلى إصابتها وتدميرها وسقوط أفراد طاقمها بين قتيل وجريح”. وكان الطيران الحربي الاسرائيلي اغار ليلا على منزل في بلدة طيرحرفا، ما أدى الى تدميره وإلحاق اضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والمنازل المجاورة. وتفقدت فرق الدفاع المدني التابعة لـ “جمعية كشافة الرسالة الاسلامية” و”الهيئة الصحية الاسلامية” المكان، وعملت على رفع الانقاض التي أقفلت الطريق المؤدية الى بلدة شيحين. ايضا، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي ليل امس مستهدفا قصراً على طريق كفركلا – العديسة ما أدى إلى تدميره وقطع الطريق بسبب الركام كما والحقت الغارة أضرارا جسيمة في الممتلكات والمنازل المجاورة.
مسح الاضرار: ليس بعيدا، رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعا في السراي شارك فيه وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، وزير البيئة ناصر ياسين والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء الركن محمد المصطفى . بعد الاجتماع قال حجار “اجتمعنا كلجنة وزارية مصغرة لمتابعة تطورات الحرب في الجنوب، وتباحثنا بشأن ما نقدمه حاليا للنازحين من مساعدات حتى ولو كانت ضئيلة وكيفية تقديم هذه المساعدات ان كان على صعيد المواد الغذائية او الايواء او الدعم المادي .كما بحثنا في ما يمكن تقديمه للجنوبيين من دعم لتخفيف الأعباء، وهذا الامر سيطرح لاحقا في الموضوع البلدي وبعض الفواتير الثابتة التي يتحملها الجنوبي وخاصة القاطنين ما بعد الليطاني. كما بحثنا ما تقوم به وزارة الصحة حاليا ووزارة الشؤون لمواكبة اوضاع الناس”، اضاف: “وفي حال حصل وقف لاطلاق النار تباحثنا في كيفية متابعة الحكومة لعملية مسح الاضرار، على ان نعقد اجتماعات لاحقة لعرض السيناريوهات المحتملة، وفي حال تدهور الاوضاع تباحثنا في الوضع على المستويين الصحي والغذائي وكيفية تأمين المحروقات والمياه والاوكسيجين وغيرها، وسنبقي اجتماعاتنا مفتوحة لمتابعة الاوضاع وما يعني الوضع في الجنوب “.
من جهة واحدة: من جانبه، رأى وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري أن” لبنان ليس الاولوية لدى الغرب بل الوضع بين اسرائيل وفلسطين”. واشار في حديث تلفزيوني الى أن “الورقة الفرنسية متعلقة بالقرار 1701 باتفاق جدي لاعادة الاستقرار الى الحدود الجنوبية، مبنيّة على نقاط اساسية مرتبطة بالاراضي المتنازع عليها والمحتلة والوضع الامني والعسكري وعدة امور اخرى”. وأوضح أن “أميركا، وبطبيعة الحال، لها علاقة بتطبيق القرار 1701″، وقال: “ما يخيفني ان يتم الحديث عن قرار التطبيق من جهة واحدة، على أمل ألا تكون الاولوية لمصالح اسرائيل”.
النزوح: على صعيد آخر، وعشية وصول رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين الى بيروت الخميس في 2 أيار المقبل، برفقة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، حضر ملف النزوح السوري في السراي اليوم. فاستقبل ميقاتي الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني -السوري نصري خوري (الذي زار قائد الجيش ايضا) وعرض معه التطورات الراهنة والاوضاع بين البلدين والملفات المشتركة، وسبل تسهيل عودة النازحين السوريين. وإستقبل ميقاتي رئيس بعثة لبنان الدائمة لدى الإتحاد الاوروبي السفير فادي حاج علي وبحث معه التحضيرات لزيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين الى لبنان الخميس.
بين فرونتسكا وبورجيا: رئاسيا، كتبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا على منصة “إكس”: “في لقاء مع السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا، أكدنا ضرورة تعزيز الجهود الجماعية للمساعدة على دفع عملية انتخاب رئيس للجمهورية قدماً وتعزيز مؤسسات الدولة في لبنان”.
الانسحاب: الى ذلك، وفي الملف الرئاسي ايضا، اعلن الوزير المكاري أن “نظرية انسحاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه أم لا هي نظرية خاطئة، إذ ان الذهاب الى الحوار فقط في حال انسحابه لم يعد حوارا، ومن يقرر انسحاب فرنجيه ام لا هو فرنجيه نفسه”، داعياً الفريق الاخر الى” الاتفاق على مرشح”. وأوضح ان” موضوع ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور اصبح خارجاً والترشيح لم يكن جدياُ بل فقط لإخراج فرنجية من السباق”.
المبادرة مستمرة: بدوره، أكد عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني أن “مبادرة الكتلة مستمرة بانتظار التسوية الداخلية – الخارجية لانتخاب رئيس للجمهورية”، مشيرا إلى ان “هناك نقاطا ايجابية تدفع تلك المبادرة باستمرار”. واعتبر في حديث اذاعي أن “الموضوع المعرقل لانتخاب رئيس، هو الدعوة إلى الحوار ومن ثمّ إلى جلسة انتخابية”، لافتا إلى أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يقبل بأن يدعو تكتل الاعتدال الوطني إلى الحوار”، مشيرا أن “كلا يقوم بدوره”.
قرار لبناني: من جانبه، اكد النائب فؤاد مخزومي بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن “انتخاب رئيس للجمهورية قرار لبناني بحت، فمن واجب النواب امساك زمام الأمور وتطبيق الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية ولمصلحتنا تسريع هذه العملية للبدء بالإصلاحات”.
مواجهة التحديات: في الغضون، التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل في مكتبه في بكفيا، النائب اللواء أشرف ريفي وجرى عرض “للتطورات على الصعيدين المحلي والاقليمي وتدهور الوضع الأمني على وقع العراضات المسلحة من الشمال إلى الجنوب والتي تضرب ما تبقى من هيبة للدولة. وتم الاتفاق على تكثيف التواصل والتنسيق لمواجهة التحديات المقبلة”، بحسب بيان صادر عن حزب الكتائب.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.