نقلا عن المركزية
يعيش البلد فترة هدوء نسبيٍّ سياسيٍّ داخليّ. فالسجالات غائبة، والتصريحات المرتبطة بدور لبنان في ما يحصل على أرض فلسطين المحتلّة تحتلّ وحدها الشاشات، وإن كانت لا تهمّ كثيرين. وحدهما همّ الحرب والمعيشة يشغلان اللبنانيّين. حتى الرئاسة الشاغرة ما عادت أولويّة.
الهدوء أكثر وضوحاً في الشارع الدرزي. فالتواصل محدودٌ جدّاً بين البيتَين الجنبلاطي والأرسلاني، لكنّ التوافق على التهدئة ساري المفعول، والخطاب السياسي للفريقين يتلاقى في هذه الأيّام على الخطوط العريضة، وخصوصاً على الموضوع الفلسطيني.
ولكنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط شاء ألا تنتهي الجولة التي يقوم بها على عددٍ من الزعماء والمرجعيّات من دون أن يمرّ في دار خلدة التي تحتلّ جدران الطابق السفلي فيه صورٌ تختصر جزءاً من تاريخ وطنٍ وطائفة.
وهكذا، بادر تيمور جنبلاط الأسبوع الماضي، وكان اتفاقٌ على زيارةٍ يقوم بها ظهر غدٍ الأربعاء على رأس وفدٍ من الحزب إلى دارة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان في خلدة، حيث سيكون بحثٌ في الملفات السياسيّة البارزة، ولكنّ الأهمّ في مثل هذه اللقاءات هو تثبيت العلاقة الدرزيّة – الدرزيّة التي تعرّضت لهزّاتٍ كثيرة في السابق، قبل أن تثبت منذ سنوات وإن بقيت تحتاج دوماً إلى صيانة.
ومن الواضح أنّ التوافق الدرزي الدرزي، خصوصاً في مرحلة ما بعد حادثة قبرشمون، أمّن استقراراً في الجبل فغابت الأحداث، حتى الفرديّة منها، التي أُهدرت فيها دماءٌ كثيرة بفعل التوتّر الذي كان سائداً.
وتشير المعلومات إلى أنّ الودّ متبادل بين طلال أرسلان وتيمور جنبلاط، وأنّ الإثنين ينظران إلى المستقبل وليسا سجينَي الماضي الثقيل، وأمامهما الكثير من الملفات التي تلقى اهتماماً مشتركاً، من بينها ملف رئاسة الأركان في الجيش الذي كان مدار بحثٍ في اللقاء الذي جمع مساء الإثنين الجنبلاطَين، الأب والابن، مع فرنجيّة الأب والابن.
لذا، فمن المؤكّد الخروج من الاجتماع بأجواءٍ مريحة، والأهمّ محاولة البناء المشتركة للمستقبل، على أسسٍ أكثر صلابةً تمهّد، على الأرجح، لعلاقة وديّة بين تيمور جنبلاط ومجيد أرسلان، القادم قريباً إلى السياسة.
المصدر: mtv
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.