نقلا عن المركزية –
اذا كانت “عملية” القرصنة الإلكترونية لمطار رفيق الحريري الدولي مساء الأحد زادت الشكوك والمخاوف حيال “إيحاءات” تحضيرية لمخطط حربي إسرائيلي ضد لبنان، حتى لو لم تنكشف بعد أي دلائل وقرائن تكشف الجهة التي تقف وراء الخرق، فان الوقائع الميدانية الجارية “في الميدان” الجنوبي وعبره، زادت هذه المخاوف في ظل التصعيد الذي شهدته ألمواجهات في الأيام الأخيرة ولا سيما مع استهداف إسرائيل امس مسؤولا ميدانيا كبيرا في “حزب الله” انتقاماً لقصف الحزب قاعدة ميرون للمراقبة الجوية الجمعة. ولكن اللافت في هذا المشهد تمثل في تصاعد ملحوظ للكلام عن الحل الديبلوماسي للازمة وسط العد العكسي لانفجار حربي واسع محتمل، وهو مسار مواز للتصعيد الميداني بات يتعين التركيز عليه بقوة في ظل الحركة الديبلوماسية المحمومة التي تشهدها المنطقة بدفع قوي واستثنائي بل بدور قيادي من الولايات المتحدة ولو بمساهمات أوروبية متعددة الامر الذي تجسده الجولة الراهنة الجارية لوزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في المنطقة. ولخص بلينكن نفسه هذا المسار بإعلانه ان ليس من مصلحة لبنان او إسرائيل او “حزب الله” تصعيد الصراع.
وفيما تتصاعد هذه الحركة مجسدة السباق بين الديبلوماسية والمواجهات العسكرية والميدانية في غزة و#جنوب لبنان، علمت “النهار” ان السفيرة الأميركية الجديدة المعينة في لبنان ليزا جونسون ستصل بعد غد الخميس الى بيروت للشروع في مهمتها الجديدة فيما سيلي وصولها بسرعة وصول الموفد الأميركي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الى بيروت لاستئناف المهمة البارزة التي بدأها في تل ابيب قبل أيام ساعيا الى منع توسع المواجهة الحربية الواسعة من غزة الى لبنان .
ولعل ما جسد بوضوح هذا السباق “المصيري” بين الديبلوماسية والحرب حديث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي امس عن معالم الحل المطروح لبنانيا كما عن تلقي “عرض” بحل مقترنا بتأكيده لعودة هوكشتاين هذا الأسبوع. وقد صرح ميقاتي في حديث الى قناة “الحرة”: “اننا نعمل على حل ديبلوماسي للوضع في الجنوب ربما سيكون تطبيقه مرتبطا بوقف العدوان على غزة”. وشدد على” أن المطلوب اعادة إحياء إتفاق الهدنة وتطبيقه وإعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجيا، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة”. وكشف ان مستشار الرئيس الاميركي أموس هوكشتاين سيزور بيروت هذا الاسبوع، “وسنبحث معه في كل هذه المسائل”. وقال: “لقد ابلغنا الجميع استعدادنا للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار1701″.
وكشف :”إننا تلقينا عرضا بالانسحاب الى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح حزب الله”.
ولم يكن خافيا ان حديث المفاوضات لا بد من ان يثير تساؤلات وشكوكا اثارها رئيس حزب “القوات اللبنانية”سمير جعجع اذ قال امس :”رئاسة جمهورية لبنان لن تكون بدلأً عن ضائع في المفاوضات الإقليمية الحالية. رئاسة الجمهورية في لبنان موضوع مهمّ جدًّا، وموضوع قائم بحدّ ذاته”.
المصدر: النهار
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.