نقلا عن المركزية –
يدرك رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه ان حظوظه الرئاسية شبه معدومة وان الظروف التي اوصلت الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا عام 2016 بفعل تحالفه مع حزب الله الذي، بتمترسه خلف عون آنذاك حمل القوات اللبنانية ، الى جانب اسباب اخرى حتما،على ابرام تفاهم معراب ثم التسوية الرئاسية مع الرئيس سعد الحريري، لا تشبه واقع الحال اليوم، ولن تتكرر. فاستمرار دعمه من الحزب مهما طال الزمن لا يعني في اي حال انتخابه رئيساً. هو يعرف تمام المعرفة ان الزمن تبدّل والتحالفات سقطت كلها ولا مجال لاحياء الميت. ويدرك ايضا ان خصمه الرئاسي لم ولن يكون قائد الجيش العماد جوزف عون بل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، والا لما كان اللقاء بين الرجلين في هذا التوقيت بالذات.
تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” ان فرنجية الذي عاين المعركة الضارية التي خاضتها بكركي ومعراب والاحزاب والشخصيات المستقلة ومعهم الشريحة الاوسع من الرأي العام المسيحي لمنع تفريغ الموقع المسيحي الثاني في الدولة، في ظل فراغ الاول، ونجحت في تأجيل تسريح قائد الجيش سنة، خلافا لرغبة باسيل ورغم معركته الطاحنة ضد القائد وصولا الى تخوينه، اتعظ واعتبر. وسارع الى الانخراط في بوتقة داعمي القائد في مواجهة خصمه اللدود باسيل، معتبرا ان معركة الرئاسة لا يجوز ان تفقده الحاضنة الشعبية المسيحية، وانه إن خسر الاولى يربح على الاقل بعضا من المزاج المسيحي المتنامي في اتجاه تأييد قائد الجيش في وجه باسيل الذي اظهر بوضوح في مؤتمره الصحافي الاخير ان معركته معه ليست على خلفية وطنية، يشهد القاصي والداني ان عون يكاد يكون الاكثر وطنية على الاطلاق، بل هي نكايات شخصية كون القائد لم يرضخ له ولطلبات سيد العهد في ثورة 17 تشرين لمواجهة الثوار وقمعهم فقدم مصلحة الوطن على ما عداها ولم يمتثل لأوامر من عيّنه في المنصب.
على هذه الاسس تحرك فرنجيه في اتجاه عون وسرّبت اوساطه خبر اللقاء، حتى يمكن القول بحسب المصادر ان رئيس المردة ” لعبها ذكية” وقطف الثمرة في اوانها، اي في لحظة الخوف على مصير قيادة الجيش معلنا للرأي العام المسيحي “انني في صفكم ولو كنت حليفا لحزب الله”.
انضم الزعيم الزغرتاوي اذا الى محور القائد في مواجهة رئيس التيار واصاب عصفورين بحجر وجه رسالة الى الرأي العام المسيحي وسدد كرة في ملعب خصمه الرئاسي الذي تشير المصادر الى انه شكل السبب الرئيسي في منع انتخابه رئيسا للجمهورية باصطفافه على ضفة المعارضة، ولو انه لا يتقاطع معها الا على اسم مرشح آخر نكاية بفرنجية.
انضمام فرنجية الى محور الجيش المعروف مدى استقطابه للرأي العام،ليس المسيحي فحسب بل اللبناني عموما، ورقة رابحة كسبها فيما غريمه السياسي يراكم الخسائر ، فهو ان لم يجلس الى كرسي الرئاسة لا يخسر على الاقل رصيده الشعبي تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.