نقلا عن المركزية –
غيّب الموت الإعلامية الزميلة جيزيل خوري، زوجة الشهيد سمير قصير، فجر اليوم في مستشفى الجامعة الأميركية – بيروت بعد صراع مع مرض السرطان.
بعد اغتيال زوجها الصحافي والمؤرّخ سمير قصير في 2 حزيران (يونيو) 2005، أطلقت الراحلة مؤسّسةً تحمل اسمه في 1 شباط (فيراير)2006، وحوّلتها إلى إحدى أبرز المؤسسات الإقليمية المتخصصة في رصد الانتهاكات ضد الحرّيات الإعلامية والثقافية في المشرق العربي، ودعم الأصوات الإعلامية المستقلّة في لبنان ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حملت قضية حرية الصحافة إلى المحافل العالمية، دافعةً الاتحاد الأوروبي لإطلاق جائزة سمير قصير لحرية الصحافة عام 2006. انتُخِبت عضواً في مجلس إدارة المنتدى العالمي لتطوير الإعلام بين 2016 و2020، وعضواَ في لجنة تحكيم جائزة “غيلرمو كانو” لحرية الصحافة التي تمنحها اليونسكو. نالت وسام الفنون والآداب الفرنسي من رتبة ضابط عام 2012، ووسام جوقة الشرف الفرنسية من رتبة فارس عام 2019.
انطلقت مسيرة خوري المهنية سنة 1986 في “المؤسسة اللبنانية للإرسال”، واستضافت أبرز الشخصيات السياسية والثقافية العربية والعالمية في برنامجها “حوار العمر” بين عامَي 1992 و2001، قبل انضمامها إلى مجموعة “أم بي سي” سنة 2002 ومساهمتها في إطلاق قناة “العربية”، حيث قدّمت برنامج “بالعربي” بين عامَي2003 و2013.
انتقلت الراحلة إلى قناة “بي بي سي عربية” سنة 2013 حيث حاورت كبار القادة والمفكّرين عن لحظات مفصلية في التاريخ المعاصر ضمن برنامج “المشهد”، ومن ثمّ إلى قناة “سكاي نيوز عربية”، سنة 2020، مع برنامج “مع جيزال”، الذي شكّل نقطة تحوّل في شكل البرامج الحوارية وإيقاعها وتنوّع مواضيعها. كتبت وأنتجت أفلاماً وثائقية عن أبرز القامات السياسية العربية، وأسست شركة “راوي” للإنتاج الوثائقي إلى جانب الصحافية والسفيرة سحر بعاصيري.
سامي الجميّل: ونعى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل الإعلامية القديرة جيزيل خوري وكتب عبر حسابه على منصّة إكس: “برحيل جيزيل خوري يفقد لبنان إعلامية متميزة، حملت راية الكلمة الحرة وناضلت في سبيل ترسيخها في لبنان والعالم العربي. وداعاً جيزيل!”.
القصيفي: اعرب نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي عن حزنه لغياب الاعلامية جيزيل خوري بعد صراع طويل مع المرض.ورأى أن الشاشة العربية ستفتقد وجها تميز بحضوره، وثقافته وجرأته، وحرفيته، وعشقه للحرية. واضاف أن جيزيل خوري العلمانية المتشبثة بقناعاتها الوطنية والسياسة والاجتماعية،كانت تؤمن بالحوار ولم تضع قيودا على نفسها او تقدم مبررات لرفضه، فجاءت البرامج السياسية التي قدمتها حيثما عملت لتعكس هذا التوجه. وهي استطاعت أن تفرد لنفسها مكانة متقدمة بين مقدمي البرامج السياسية على الشاشات اللبنانية والعربية، وتمكنت من استقطاب جمهور واسع من المتابعين.
رحلت جيزيل خوري، وهي بعد قادرة على العطاء، لولا يد الموت التي اقتلعتها من الحياة التي تليق بها. وسيفتقد هذا الجمهور إطلالتها الجميلة والانيقة، وقدرتها على الإحاطة بالموضوعات بلغة جاذبة ورشيقة تدل إلى تضلعها اللغوي والمهني.
وختم القصيفي : إن غياب جيزيل خوري سيكون له الوقع الأليم في المجتمع الاعلامي اللبناني والعربي والثقافي. كما سيكون لغيابها وقع الحضور لأنها مثلت جيلا من الاعلاميين شق طريقه بثبات وطموح إلى النجاحات التي حقق ، وكان رافعة التحول والحداثة في الاعلام العربي. وقدم القصيفي باسم مجلس نقابة المحررين واسمه الى عائلة الراحلة الكبيرة وزملائها سائلا الله أن يتغمدها بواسع رحمته.
صحيفة النهار: برحيلها المبكر وهي في عز العطاء، تفقد “النهار” جيزيل خوري زميلة نذرت رسالتها الصحافية والإعلامية لقضية القضايا ألا وهي الحريات، كما تفقدها بخصوصية كونها زوجة الشهيد سمير قصير ورفيقة دربه ولو لمدة لم تطل، كما تفقدها وجهاً إعلامياً بارزاً عملت بجهد دؤوب ونجحت في بلوغ الشهادات العالمية لجهدها وتطورها.
بحزن شديد في زمن القلق والايمان الذي نجتازه، تنعى “النهار” الى المجتمع الإعلامي والصحافي والى جميع اللبنانيين الزميلة الراحلة جيزيل خوري التي ستظل إنجازاتها الإعلامية علامة فارقة في مسارها المهني والوطني والإنساني، كما كانت العضد الأوثق للشهيد سمير قصير في مسار النضال من أجل تحرر لبنان والانسان العربي ولا سيما في قضية فلسطين وربيع الأوطان العربية قاطبة.
تشاء المفارقة المحزنة أن ترحل جيزيل في ظروف تفجّر كل ما نذر سمير قصير نفسه له مع رفيقة نضاله. وداعا جيزيل خوري.
الخارجية الأميركية: وقدمت وزارة الخارجية الأميركية تعازيها الى عائلة خوري. وكتبت على حسابها على موقع “أكس”: “خالص العزاء والمواساة في وفاة الإعلامية صاحبة المسيرة الطويلة جيزال خوري. العزاء لعائلتها وأسرتها الإعلامية الكبيرة”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.