نقلا عن المركزية –
الخماسي الدولي غير راض عن المقاربة الفرنسية للأزمة اللبنانية وكيفية حلّها. هذه أبرز خلاصات الاجتماع الذي جمع امس في الدوحة ممثلين عن كل من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر. من حسن حظ اللبنانيين ان الاجتماع عقد في هذا التوقيت، قبل أن يذهب المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بعيدا من الخطّة التي وضعها للخروج من المراوحة السلبية رئاسيا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ذلك ان حضوره الى بيروت للمرة الثانية واقتراحه جلوس القوى السياسية الى طاولة حوار، كانت لتكون فعلا “مضيعة وقت” ليس فقط بسبب الاعتراض المحلي “المُعارض” لهذه الفكرة، بل لان لا تأييد خارجيا لهذا الطرح ايضا.
الرجل سيعود اليوم الى الاليزيه، بخيبة أمل، تتابع المصادر، وهو سيعيد النظر في التصوّر الذي كان وضعه. فالحوار “لن يمرّ” بعد اليوم، شأنه شأن كل توجهات باريس “التسووية” التي تقوم على قاعدة “مسايرة” الاقوى في لبنان اي حزب الله. فـ”الخماسي” اعاد الامور الى المربع الاول، بتمسّكه بحل يحترم الدستور اللبناني ويحترم الطائف وبانتخاب رئيس يقود مسيرة الاصلاح، وبأهمية تطبيق لبنان القرارات الدولية التي صدرت عن مجلس الامن وابرزها الـ1701 والـ1559.. أي أن واشنطن والرياض والدوحة والقاهرة، تعتبر ان لا مجال للتنازل او “المسايرة” في هذه النقاط.
لكن في الوجه الآخر من هذا التشدد – المطلوب طبعا سياديا واصلاحيا لما فيه مصلحة الشعب اللبناني ولبنان الدولة – انه يعني ان الستاتيكو السلبي سيستمر في الداخل، كون الثنائي الشيعي يرفض هذه “الثوابت” ويعطّل جلسات الانتخاب ويطيّر نصابها لمجرّد شعوره بأن رئيسا من هذه “القماشة” قد يصل الى قصر بعبدا.
السؤال الابرز الذي يطرح نفسه هنا هو الآتي، وفق المصادر: ماذا سيفعل لودريان بعد “الضربة” التي تلقاها من “الرباعي”؟ هو أمام خيارين: إما ان يعود الى بيروت في الأسبوع الأخير من تموز كما كان مقررا، فيطرح الحوار ويفشل هذا الطرح، او لا يطرحه ويجري جولة محادثات لبنانية جديدة لملء الوقت لا اكثر.. إما أن يعدل عن فكرة زيارة لبنان من جديد في الوقت الراهن ويستبدل هذه الخطوة بجولة يقوم بها في الاقليم، وتحديدا في ايران، ليطلب منها التدخل مع “حزب الله” لتليين موقفه الرئاسي، بعد ان فهم عميد الدبلوماسية الفرنسية أن بلاده لا يمكن ان تستمر في “مهادنة” الحزب في خياراته، فيُبلغ طهران هذا الموقف ويطلب منها ان تبني على الشيء مقتضاه وان تتصرف مع حلفائها في لبنان “وإلا”.. وإذ تشير الى ان الرباعي يؤيّد هذه الاتصالات الفرنسية وقد يساعده فيها حتى وفق آلية عمل وضعها، تعتبر ان ايا تكن التوجهات الدولية اليوم، فإن من الواضح ان ساعة الحل اللبناني الرئاسي لم تدقّ بعد، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.