نقلا عن المركزية –
اثر زيارةٍ سوريّة لمصر هي الاولى منذ عزل سوريا عربيا، أكّد وزير الخارجية المصري سامح شكري، السبت، دعم مصر الكامل لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية، في أقرب وقتٍ ممكن. وقال، خلال لقاءٍ جمعه ونظيره السوري فيصل المقداد هو الاول منذ العام 2011، إنّ التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية من شأنها أن تضع حداً للتدخلات الخارجية… بدوره، نقل المقداد تقدير بلاده لدور مصر الداعم والمساند لسوريا وشعبها على مدى أعوام الأزمة. وأعرب وزير الخارجية السوري عن تطلعه إلى أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التضامن العربي مع سوريا، كي تتمكن من تجاوز أزمتها… ووفق وزارة الخارجية المصرية، فإنّ الوزيرين اتفقا على تكثيف قنوات التواصل بين البلدين، في مختلف الأصعدة، خلال المرحلة المقبلة. ولفتت الخارجية المصرية إلى أنّ “المباحثات تناولت أيضاً عدداً من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
التقاربُ المصري – السوري منسّقٌ طبعا مع العرب عموما ومع السعودية خصوصا التي وصلها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الساعات الماضية، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
على اي حال، واثر زيارة المقداد للقاهرة، قالت رويترز نقلا عن ثلاثة مصادر وصفتها بـ”المطلعة”، إن السعودية تعتزم دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية المزمع عقدها بالرياض في ايار المقبل، في خطوة من شأنها وضع حد لعزلة سوريا الاقليمية. وبحسب هذه المصادر المطلعة، سيتوجه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى دمشق في الأسابيع المقبلة لتسليم الرئيس السوري دعوة رسمية لحضور القمة المقرر عقدها في 19 ايار. وكانت رويترز تحدثت الشهر الماضي، عن توصّل الرياض ودمشق إلى اتفاق لإعادة فتح سفارتيهما بعد شهر رمضان. واذ لم تؤكد وزارة الخارجية السعودية التوصل إلى اتفاق، فإنها قالت إنها تجري محادثات مع وزارة الخارجية السورية لاستئناف الخدمات القنصلية.
لم تعد اذا، اعادة النظام السوري الى الحضن العربي، بعيدة، بل هي تقترب تدريجيا. هي كانت انطلقت اثر زلزال 6 شباط، غير ان هذا المسار تم تفعيله بضوء اخضر سعودي اكثر وضوحا، غداة الاتفاق السعودي – الايراني. ففي ضوئه، انطلقت عملية تهدئة وتبريد في المنطقة، يُعتبر احتضان بشار الاسد من ركائزها. فبعد ان قاطعه العرب لسنوات، تحوّلت سوريا الى ساحة في يد الايرانيين. اما اليوم، وبعد اتفاق بكين، فإن تخفيف النفوذ الايراني في الدول العربية وسوريا منها، تحت عنوان عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية الذي لحظه التفاهمُ الاقليمي، يُفترض ان يتكفّل بتلبية احد ابرز الشروط التي وضعها العرب أمام الاسد لفك عزلته.
انطلاقا من هنا، من غير المستبعد ان نرى الاسد في القمة المقبلة.. لكن في حال أخلّت ايران بما وقّعت عليه في الصين، واذا بقي الاسد يفتح بلاده امام المد الايراني الذي يُستهدف في شكل شبه يومي من قِبَل الاسرائيليين.. فعندها لكل حادث حديث، وقد أُعطي التفاهم مهلة شهرين للاختبار.. فلننتظر ونرى.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.