نقلا عن المركزية –
على غرار اسهم قائد الجيش العماد جوزف عون الرئاسية، يرتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، رافعا معه كل شيء، وحارقا بلهيب نيرانه جيوب المواطنين الفارغة، اذ لم يعد ما يدخلها من رواتب نهاية كل شهر يكفي ثمن صفيحتي بنزين ومازوت تتخطى كل منها المليون ليرة، ومثلها قارورة الغاز السائرة على الدرب نفسه. اجتماعات المصرف المركزي واجراءات ملاحقة المتلاعبين بسعر الصرف لم تفعل فعلها في لجم التصاعد الجنوني للدولار الذي تخطى مجددا عتبة الستين الفا، اما الاجتماعات واللقاءات السياسية التي تحركت بقوة بين بكركي وعين التينة وستتزخم بزيارة وفد كتلة الوفاء للمقاومة الى الرابية في الساعات المقبلة، فلم تنتج ما هو افضل على مستوى حل عقدة الرئاسة الكأداء، مع استمرار التصلب في المواقف في انتظار مُعطيين لا بد سيتظهر مفعولهما اعتبارا من الاسبوع المقبل، الاول داخلي يتصل بحصيلة الحركة الناشطة لتأمين التوافق على هوية الرئيس العتيد وتحديدا موقف الثنائي الشيعي من ترشيح القائد ونزوله عن شجرة دعم مرشحه غير المعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والثاني خارجي مع انعقاد لقاء باريس في 6 شباط الجاري.
اقتناع بري: فغداة الزيارتين اللتين قام بهما وفد اشتراكي الى بكركي ورئيس التقدمي وليد جنبلاط الى عين التينة، من المتوقع ان يزور وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد، غدا، الرئيس السابق ميشال عون في الرابية، في لقاء لن يكون الملف الرئاسي بعيدا منه، علما ان عون كان استقبل اليوم السفيرة الاميركية دوروثي شيا.
وفي السياق، كشفت مصادر اللقاء الديموقراطي عن أن “لا شيء مؤكد حتى الآن حول اقتناع الرئيس نبيه بري بالمضي بترشيح قائد الجيش للرئاسة”. وأضافت: “نحاول اختراق جدار السقوف العالية لأن البلد يتحلل والشعب فقد أدنى مقومات العيش الكريم”، مشددة على ان اللقاء الديموقراطي مستمر بالسعي لايجاد تسوية.
المطارنة يحذرون: في المواقف، وقبيل قمة روحية مسيحية عقدت عند الرابعة في الصلرح البطريركي ستناقش في ابرز مباحثاتها الازمة الرئاسية، كانت التطورات الداخلية كلّها سياسيا وقضائيا واقتصاديا، حاضرة في صلب اجتماع المطارنة الموارنة الشهري. في السياق، جدد المطارنة في بيانهم “إلحاحهم على المجلس النيابي أن يسرع في المبادرة إلى عقد الجلسة الانتخابية التي نص على آليتها وشروطها الدستور لاختيار رئيس جديد للدولة، ولاسيما أن الأوضاع العامة باتت على شفير الانهيار الكارثي الكامل، الذي قد لا تستطيع أي قوة مواجهته. هذا الإنهيار المتفاقم يتحمل مسؤوليته نواب الأمة بإحجامهم عن انتخاب الرئيس تقيدا بالدستور”. واضاف البيان: تابع الآباء بذهول وأسف شديدين، الصراع المحتدم في السلك القضائي، والذي يهدد بتعطيل سير العدالة ولا سيما في ما يتعلق بكشف حقيقة تفجير مرفأ بيروت. وهم يستصرخون ضمائر المعنيين، مع الآلاف من ذوي الضحايا ومن المنكوبين بنفوسهم وأجسادهم وأرزاقهم، من أجل تحييد هذه القضية عن التجاذبات السياسية، ويطالبون بمتابعة التحقيق حتى صدور القرار الظني، وفي أسرع وقت ممكن. إن القضاء هو ركيزة دولة الحق والمؤسسات، بدونه يتحكم بها أصحاب النفوذ والدكتاتوريات، وتسودها الفوضى وشريعة الغاب.
البيطار في العدلية: على هذا الصعيد، حضر اليوم المحقق العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار إلى مكتبه في قصر العدل في بيروت. واذ تردد انه عقد اجتماعا مع رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود “خصص لايجاد حلّ معيّن في قضية انفجار مرفأ بيروت وان الاجتماع يأتي غداة الاجتماعات التي حصلت بين وزير العدل وعبود وبين وزير العدل ومدعي عام التمييز غسان عويدات”، اشارت معلومات صحافية الى ان “لا صحّة لما تمّ تداوله عن لقاء جمع عبود مع البيطار”.
انهيار الليرة: معيشيا، الانهيار يشتد. وبالتزامن مع دخول قرار تحويل سعر الصرف الرسمي للدولار الواحد الى 15 الفا، حلّق الدولار مجددا في السوق السوداء قافزا فوق الستين الف ليرة، فيما عقد المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعا لمناقشة التطورات المالية.
ونتيجة لقفزة الدولار،شهدت أسعار المحروقات ارتفاعا كبيرا بعد الظهر وباتت على النحو الاتي: بنزين 95 أوكتان :1160000 (+78000) بنزين 98 أوكتان: 1186000 (+79000) مازوت: 1197000 (+79000) وغاز: 734000 (+49000).
الجامعة اللبنانية: في الغضون، أضرب القطاع التعليمي الخاص “جزئيا”، فيما تستعد القطاعات العمالية لاضراب في 8 شباط المقبل. واستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي رئيس الإتحاد العمالي العام بشاره الأسمر يرافقه وفد من “لجنة التشغيل” في الجامعة اللبنانية. واعلن الأسمر بعد اللقاء “وضعنا دولة الرئيس اليوم في الأجواء الكارثية التي تعيشها الجامعة نتيجة انتهاء عقد الصيانة فيها، والنتائج الكارثية أيضا المترتبة على استمرارية عمل 600 عامل في هذا الظرف الإقتصادي الصعب. إن توقف المتعهد عن العمل يعني توقف عمل 600 عامل وموظف، عدا عن المشاكل التي ستنشأ في الجامعة نتيجة لعدم وجود صيانة لمولدات الكهرباء ولمضخات المياه وكل ما يتعلق بالجامعة من مستودعات وزارة الصحة فيها والمختبرات، فكل شيء في الجامعة معرض للخطر ولخسارة ملايين الدولارات من تجهيزات، ومن هنا ضرورة استمرار عمل اي متعهد في الجامعة”.
الكهرباء: الى ذلك، وبينما اعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب من واشنطن ان يتم درس استثناءات من قيصر لكل من القاهرة والاردن، عقد ميقاتي إجتماعا للبحث في ملف الكهرباء صباح اليوم في السراي ضم وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض ووفدا من شركة كهرباء فرنسا في حضور مستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس. واعلن فياض بعد اللقاء “الإجتماع اليوم مع وفد من كهرباء فرنسا هو من أجل متابعة الأعمال القائمة مع شركة كهرباء لبنان وأعمال التخطيط مع وزارة الطاقة لإقامة معامل جديدة ومتابعة الأعمال تمهيدا للمرحلة المقبلة”. وعن زيادة التغذية بالتيار الكهربائي قال “ان التغذية الكهربائية ستبقى على مستوى 250 ميغاوات لغاية منتصف هذا الشهر بغية تأكد شركة كهرباء لبنان من التزامات الوزارات المعنية، خصوصا وزارتي الداخلية والدفاع، والقضاء والجيش وقوى الأمن الداخلي ليكونوا جميعا جاهزين لتخصيص فرق لصالح كهرباء لبنان لمؤازرة أعمال نزع التعديات، بغية ان تكون زيادة التغذية مفيدة والا يكون هناك هدر. والمطلوب الالتزام من الوزارات والهيئات والجهات المعنية من الآن لغاية منتصف الشهر، وعلى أساسه تأخذ شركة كهرباء لبنان قرارا بزيادة التغذية لغاية 500 ميغاوات. وأشار الى “ان مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك طالب باجتماع ثان للجنة الكهرباء من أجل أن يتأكد من موضوع الإلتزام بالمؤازرة، وقد طلبنا المؤازرة ولكننا لم نر حتى الآن تحركا والتزاما على الأرض ونحن ننتظر”..
تسعير الدواء: ليس بعيدا من الشأن الحياتي، رأت نقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات أن “مصرف لبنان قام بتثبيت سعر الصرف الرسمي للدولار على 15000 ليرة لبنانية بدءا من تاريخه. وأكد وزير الصحة العامة مرارا أن الأدوية الّتي دخلت لبنان قبل هذا التاريخ، سيتمّ دعمها على سعر صرف 1500 ليرة، لأنّه تمّ استيرادها وبيعها على هذا السعر. إلّا أنّ الشّركات المستوردة لم تحصل حتى اليوم على أي تأكيد أو توضيح حول سعر الصرف الذي سيعتمد لدعم الأدوية التي ستدخل لبنان من بعد تاريخ ١ شباط ٢٠٢٣”. وطلبت النقابة، في بيان، من السلطات المعنية “اتخاذ القرار المتعلق بسعر الصرف الذي سيتم اعتماده لدعم الأدوية مستقبلا في أسرع وقت لأن أي تأخير سيؤدي بدوره إلى تأخير وصول شحنات الأدوية إلى لبنان. وهذا الأمر سوف يهدد تلبية احتياجات المرضى اللبنانيين، وسيترتب عنه حكما تداعيات سلبية وخطيرة على واقع القطاع الصيدلاني والدوائي المأزوم أصلا”.
التوازن المالي: في الاثناء، عقدت جلسة للجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي ووزير المال يوسف خليل لدرس اقتراح قانون اطار لاعادة التوازن للانتظام المالي في لبنان. ووجه كنعان كتاباً إلى رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان ووزير المال ووزير الاقتصاد ولجنة الرقابة على المصارف، يطالبهم فيه بالأرقام الرسمية الخطية المطلوبة لبحث اقتراح قانون التوازن المالي. وقال ابراهيم كنعان بعد انتهاء الجلسة “الارقام وصلت مجتزأة لكن المطلوب ان تصل رسمية ونهائية ولكن ما حصل هو بداية. وجهت اليوم لمصرف لبنان والحكومة سؤالًا عن اين اصبح التدقيق الجنائي والى اليوم فالارقام افتراضية. عندما نسأل عن المودعين “بتقوم القيامة”، اذا كان هذا القانون ليس لاسترجاع اموال المودعين لماذا تم إرساله”؟. أضاف: كفى كذبا على المواطن، كان من المفروض اعادة هيكلة الدين منذ اليوم الاول. الناس يريدون معرفة مصيرهم ويحتاجون لمسؤول فعلي يتحمل المسؤولية”. وأشار إلى أن “كرة النار تحال الينا بشكل غير مباشر، في وقت المسؤولية يجب ان تتحملها الدولة اللبنانية ومصرف لبنان والمصارف ولن نقبل بالتضحية بأموال المودعين “بشطبة قلم” من اجل مصداقيتنا واعادة الثقة بلبنان
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.