نقلا عن المركزية –
أين لبنان اليوم من الخطوط العريضة التي حددها له بيان قمة جدة الخليجية – الاميركية السبت، والتي تُعتبر ضرورية في نظر المجتمع الدولي بأكمله، ليهبّ الى مساعدة بيروت المنهارة؟ أثبتت مستجدات “الويك اند”، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطلعة لـ”المركزية”، بدءا ببيان القمة السعودية – الاميركية وصولا الى بيان جدة، ان العالم بأسره ليس بعيدا من لبنان وأنه يتابع من كثب شؤونه وشجونه، اي ان ملفّه حاضرٌ في اولوياته، غير ان ذلك لا يعني انه سيدعم دولتَه، إن هي لم تسارع الى التقيد بقائمة الشروط الاقتصادية والسيادية التي يكررها لقادتها منذ سنوات.
وفق المصادر، هذه الشروط ستتكرر مجددا في المحادثات الفرنسية – الاماراتية في باريس، وعلى لسان المبعوث الفرنسي المكلف متابعة الاصلاحات بيار دوكان الذي قد يزور بيروت في الساعات المقبلة، إلا ان تعويل العرب والغربيين على تنفيذها في الاسابيع القليلة المقبلة الفاصلة عن نهاية عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تراجع، وقد بات اهتمامهم الاول، حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها وايصال رئيس قادر فعلا على الانقاذ والاصلاح الى بعبدا، على ان تنطلق مسيرة انتشال الدولة من حفرتها، بعد هذا الاستحقاق. بمعنى أوضح، المجتمع الدولي يمنح لبنان من جديد فترة سماح، ويريد منه اليوم إدخالَ الرئيس “الصح” الى القصر، على ان ينصرف الاخير بعد ذلك الى قيادة عملية الاصلاح والاشراف عليها.
ووفق ما يمكن قراءته في سطور المواقف والبيانات الدولية، هذا الرئيس لا يمكن ان يكون فاسدا او حليفا للفاسدين ولا ان يكون مناصرا للدويلة وللسلاح غير الشرعي ولا من داعميه او مغطّيه.. فهل سينجح البرلمان في اتمام الانتخابات العتيدة كما يجب، ليكسب الدعم الدولي الذي يحتاجه لبنان بقوة؟ هذا هو السؤال الاكبر والتحدي الاكبر اليوم، والجواب عليه، سيظهر في الاسابيع المقبلة.
وكان جاء في البيان الختامي لقمة جدة عن لبنان ما حرفيته “عبّر القادة عن دعمهم لسيادة لبنان، وأمنه واستقراره، وجميع الإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي. نوّه القادة بانعقاد الانتخابات البرلمانية، بتمكين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. وبالنسبة للانتخابات الرئاسية القادمة دعوا جميع الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية. أشاد القادة بجهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان. نوه القادة بشكل خاص بمبادرات دولة الكويت الرامية إلى بناء العمل المشترك بين لبنان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبإعلان دولة قطر الأخير عن دعمها المباشر لمرتبات الجيش اللبناني. أكدت الولايات المتحدة عزمها على تطوير برنامج مماثل لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. كما رحب القادة بالدعم الذي قدمته جمهورية العراق للشعب اللبناني والحكومة اللبنانية في مجالات الطاقة والإغاثة الإنسانية. دعا القادة جميع أصدقاء لبنان للانضمام للجهود الرامية لضمان أمن لبنان واستقراره، وأكد القادة على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.