على هذه الارض يا صديقتي لا وجودَ للحياة..لا وجود للإنسان..
قد علمونا منذ الصغر انّ الحياةَ كرامةُ الانسان…
وعندما كَبرنا ذهبنا نبحثُ عن تلك الكرامة علّنا نجدُ الحياة…
بحثنا عنها في الآباءِ وقد رحلوا
بحثنا عنها في الامهاتِ وقد يئسن
بحثنا عنها في العائلة وقد تشتت
بحثنا عنها في الأصدقاء، في الاقرباء، في الغرباء .. في عابري السبيلِ حتى وجدنا أننا كلّنا نبحثُ عن الحياة…
في وطني يا صديقتي ان عطشنا نشرب من بئرٍ موحلٍ حقيرٍ بالَ فيه مخنثٌ فرضَينا…
ان جعنا توسلنا فُتات كلاب جعارية تحرس كلاب زنا ورضينا…
في وطني يا صديقتي اباءٌ يُعلّمون اولادَهم أَنْ افسدوا في الارضِ كما أفسدَ حكامُنا…
في وطني يا صديقتي يخبّئونَ الشمسَ عن السماء ويحجبون القمرَ عن الفضاء.. يعتمرون شواطئَ ملوثةً نرسوا على رمالِها َزحفاً نرجوهم ان خذونا الى الحياةِ،، تعبنا ونحنُ نبحثُ هنا عن الحياة….
في وطني يا صديقتي لا تحدثيني عن الحب، فالحقدُ يرافِقُني من عتبةِ دارٍ الى عتبة دار …
في وطني يا صديقتي نشتهرُ بصناعةِ الذل.. بتجارةِ العهر، بزراعةِ السُّم ، وفي نهايةِ الاسبوعِ نسوحُ على شطٍ منهوب ندفع فيه ما جنينا من فتاتِ ذاك الكلبِ المسعور…
في وطني يا صديقتي بحثتُ عن كرامتي فوجدتُها عند قلةٍ يبحثون مثلي عن الحياة..
مشينا معاً بصمت.. ولا احد يصغي لصمتِ الأخر…
لا يعرفُ احدُنا الأخر…
كُلنا يشك بالأخر…
نحن القلةُ يا صديقتي في وطنِ القلة… نحن الاغبياءُ ارتضينا الذلَّ رصيفاً يُبعِدُنا عن ذلِّ الطرقات.. ذلُّ الرصيفِ أهون .. فيه بعضُ الأمان…
في وطني يا صديقتي نعرفُ الحياةَ من شاشةِ التلفاز..
من اخبارِ المهاجرين…
في وطني يا صديقتي ما زلنا صغارا نبحث عن تلك الحياة خلف البحار علَّنا نجدُ فيها كرامة الانسان.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.