نقلا عن المركزية –
لا تعلّق موسكو آمالاً كبيرة على «الجدوى اللبنانية» لزيارة إيمانويل ماكرون للسعودية أخيراً، رغم «التهليل» اللبناني للمحادثة الهاتفية المقتضبة التي رتّبها الرئيس الفرنسي، خلال الزيارة، بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي. المسؤولون الروس يؤكدون أن بلادهم تدعم أي مبادرة تساعد على التهدئة في لبنان، إلا أن الترويج لـ«مبادرة فرنسية جديدة» لا يبدو مقنعاً لموسكو، حسب ما ورد في “الأخبار”. وهو ما عبّر عنه، بلغة مباشرة وبوضوح، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، أمام دبلوماسيين عرب أخيراً، بالقول: «نأمل ألا تكون المبادرة الفرنسية الجديدة شبيهة بالمبادرة الفرنسية التي أعقبت انفجار مرفأ بيروت» في 4 آب 2020، موضحاً أن ماكرون، يومها، «رفع السقف في تصوره لإنقاذ لبنان فأعلن جاهزيته للمساعدة، وأطلق مبادرة لتطوير نظام سياسي جديد، وتأليف حكومة مختصين غير حزبيين… ومن ثم تبين أنه لم يبقَ من المبادرة الفرنسية سوى اسمها». وهذا ما يعني أن «هناك خشية واقعية من أن يبقى اتصال بن سلمان مع ميقاتي من دون ترجمة واقعية» بحسب ما أكّد لـ«الأخبار» دبلوماسي عربي التقى بوغدانوف أخيراً.
وكانت العلاقات اللبنانية – الخليجية مدار بحث بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره اللبناني عبد الله بو حبيب الذي زار موسكو في 22 تشرين الثاني الماضي، وطلب وساطة روسية لدى دول الخليج لتخفيف ضغوطها على لبنان، ولدى طهران للتدخل لدى حلفائها من أجل تهدئة التوتر مع دول الخليج، بعد الأزمة التي افتعلتها السعودية الشهر الماضي على خلفية تصريحات قديمة لوزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي.
وبالفعل، زار بوغدانوف طهران نهاية الشهر الماضي والتقى نائب رئيس الجمهورية محسن رضائي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ودعا المسؤولين الإيرانيين للتواصل مع حزب الله لتهدئة الخطاب مع السعودية، ومع أنصار الله لتجميد معركة مأرب. وبحسب المعلومات، فإن بوغدانوف سمع تأكيدات واضحة بأن إيران لا تريد التصعيد.
وفي المقابل، استقبل بوغدانوف، الأسبوع الماضي، القائم بالأعمال السعودي في موسكو، وتمنّى عليه إبلاغ حكومة بلاده رغبة روسيا في تخفيف الضغوط على لبنان. وبحسب معلومات توافرت لـ«الأخبار»، قال المسؤول الروسي للدبلوماسي السعودي: «كلّما ضغطتم على لبنان استفادت إيران من ضغوطكم، فهل هذا ما تريدونه؟». وأوضح بوغدانوف أن على العرب التعلّم من التجربة السورية، بعدما أدّى ابتعادهم عن سوريا إلى ترك الأبواب مفتوحة بصورة أكبر أمام إيران وتركيا. وقال: «لا تكرّروا في لبنان أخطاءكم في سوريا… إن أردتم مواجهة إيران، فلا تفعلوا ذلك بالضغط على لبنان والانسحاب منه، بل بالتنافس على مساعدته. لتكن منافستكم مع إيران على خدمة الشعب اللبناني أو السوري، وإذا شعر اللبنانيون بأنكم تساعدونهم أكثر من الطبيعي أن يتعاطفوا معكم». وسأل بوغدانوف زائره: «أنتم ترغبون بلعب دور ريادي في المجتمع السُّني العربي وفي الوقت نفسه تمارسون الضغوط على المؤسسات السُّنية في لبنان. زعماء الطوائف الأخرى لن تؤثر فيهم هذه الضغوط. لكن، كيف سيشعر أي مواطن لبناني سُني وهو يرى أمراء وملوك الخليج يعاقبون زعماء السُّنة وأن السعودية حامية السُّنة تخلّت عنه، فيما توجد في المقابل دولة اسمها إيران تساعد الآخرين؟».
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.