نقلا عن المركزية-
منذ الثامن من كانون الأول الماضي، تاريخ الهروب المذلّ لبشار الأسد إلى روسيا، والجزار المخلوع لم يظهر بعد لا بالصوت ولا بالصورة.
على الرغم من مرور 22 يوماً، لم يعلن الكرملين عن استدعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للأسد لتوجيه بعض الأسئلة إليه.
حتى الآن، لم يتمّ الكشف عن مكان إقامة الأسد، على الرغم من المحاولات الاستقصائية لعدد كبير من وسائل الإعلام العالمية لكشفه من دون جدوى. فروسيا تتعامل مع هذه المسألة بسرية كبيرة، ولا يرجّح أن يكون مقيماً في شقته الفخمة التي اشتراها لأنها معروفة العنوان، ويرجح أن يكون في منطقة محمية أو منشأة حكومية روسية مخصصة للشخصيات البارزة مثل “مجمع ضيافة الدولة” في ضواحي موسكو.
على خط فلول النظام المجرم، شكل تخاذل المسؤولين اللبنانيين نقطة عبور لعدد كبير من أركان منظومة الأسد، وكانت الاستفاقة بعد 21 يوماً، بعدما تحوّلت البلاد إلى مأوى لعناصر قوات الأسد. فقد سلّم لبنان أخيراً الإدارة الأمنية في سوريا 70 شخصاً، بينهم ضباط سوريون برتب مختلفة عبر “معبر العريضة” لجهة ريف طرطوس، علماً أن عدداً كبيراً من شخصيات النظام من بينهم مسؤولون أمنيون وسياسيون وضباط تمكنوا في الأيام الماضية من الفرار إلى الخارج عبر لبنان. والبعض بقي مختبئاً بحماية “حزب الله” في مناطق لا تزال عصية على الدولة.
وإذا نظرنا إلى مرحلة ما بعد سقوط الأسد، يمكن رصد هروب رفعت الأسد عمّ الرئيس المخلوع عبر مطار رفيق الحريري الدولي بشكل طبيعي بعد حصوله على تطمينات، رغم أن القضاء السويسري يتهمه بارتكاب عمليات قتل وتعذيب ومجازر راح ضحيتها ما بين 10 إلى 40 ألف قتيل.
أيضاً، المطلوب علي المملوك أحد رموز نظام الأسد، تمكّن حسب تقارير أجنبية من دخول لبنان عبر معبر غير شرعي وسافر إلى دولة عربية. وعلى الرغم من نفي وزير الداخلية بسام مولوي وجوده في لبنان أو دخوله عبر أي من المعابر الشرعية، فهذا لا ينفي تماماً إمكانية تنفيذ مهمة الهروب برعاية “حزب اللّه” عبر لبنان.
صحيح أن زوجة ماهر الأسد ونجله دخلا وغادرا لبنان بطريقة شرعية، لكن ألم يكن حرياً بالسلطات اللبنانية تسليمهما كي لا تكون البلاد امتداداً لنظام أمعن في الإجرام بحق الشعبين اللبناني والسوري؟
وتتحدث التقارير أيضاً عن دخول غسان بلال مدير مكتب ماهر الأسد إلى لبنان عبر معبر غير شرعي وسفره إلى الخارج.
أيضاً بشرى الأسد شقيقة الرئيس المخلوع وزوجة آصف شوكت والتي غادرت سوريا مع ابنها باسل عبر مطار رفيق الحريري الدولي.
وبثينة شعبان المستشارة السياسية السابقة لبشار التي شوهدت لها صورة وهي تغادر عبر مطار رفيق الحريري الدولي مستخدمة جواز سفر دبلوماسياً.
في المقابل، من تمّ توقيفهم لا يتخطون أصابع اليد، آخرهم زوجة وابنة دريد رفعت الأسد بعدما تبيّن أنهما تحملان جوازي سفر مزورين.
ويبقى الأخطر الفلتان على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية، إذ سجل في الساعات الماضية توقيف أبناء طرابلس باصاً بالقرب من جسر أبو علي قالوا إنه يقل “شبيحة” من نظام الأسد دخلوا عبر المعابر إلى لبنان.
فهل أصبحت الحدود معبراً سهلاً لكلّ فار من سوريا؟ من يحمي هؤلاء في الداخل اللبناني ولأي أهداف وغايات سوف يتم استعمالهم، علماً أن المعلومات تشير إلى وجود آلاف محميين في منطقة بعلبك الهرمل.
كل ذلك والتهريب مستمرّ عبر الحدود ليس فقط للأشخاص بل للبنزين والدواجن وغيرها، إذ يسجل يومياً تهريب 200 ألف ليتر بنزين إلى سوريا. كما تدخل إلى لبنان أطنان من البيض والدجاج الحي عبر الحدود غير الشرعية.
كي لا يردّد المسؤولون في لبنان عبارة “لو كنت أعلم”، تتحضّر الإدارة الأميركية لاستصدار مذكرات توقيف دولية عبر الإنتربول بحق عدد من جزاري النظام السوري السابق وتتنوّع التهم بين القتل والخطف والاغتيال والاحتجاز القسري والتعذيب وتجارة المخدرات والأعضاء البشرية. وتشمل اللائحة 74 اسماً على رأسها بشار الأسد وماهر الأسد وعلي المملوك وكفاح ملحم وكمال حسن وحسام لوقا وغيرهم.
صحيح أنه فات الآوان لأن “يللي ضرب ضرب ويللي هرب هرب” ولكن على الحكومة والقوى الأمنية اللبنانية تطويق ذيول أخطاء الماضي سريعاً كي لا تفتح الساحة اللبنانية على مفاجآت أمنية من نوع آخر يُعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف تنتهي.
نخلة عضيمي – نداء الوطن
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.