نقلا عن المركزية –
في الملف الحكومي، او على الاقل في العلن، لم تخرج تصريحات وكيل وزارة الخارجية الاميركية دايفيد هيل عن المألوف الذي يكرره كل يوم القادة والمسؤولون العرب والاجانب، من توبيخ المسؤولين الى القلق ازاء فشلهم في مسار الاصلاح واتهامهم بسوء الإدارة والفساد والفشل في وضع مصالح البلاد في المقام الأول، والاستعداد الدولي المشروط للمساعدة ودعوة القادة الى ابداء المرونة الكافية للتشكيل. غير ان الضيف الاميركي لديه المزيد ليقوله في ختام اجتماعاته غدا، بعد استكمال جولته على المسؤولين لا سيما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. فهل ثمة ما يخرج من دائرة المألوف عبر الادارة الاميركية قائدة حملة العقوبات الاوروبية المتوقعة على معرقلي تشكيل الحكومة؟ وماذا عن دورها في ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل؟
مصادر سياسية مطلعة على التحرك الاميركي قالت لـ”المركزية” ان اهمية زيارة هيل الذي يغادر منصبه قريبا لمصلحة خليفته فيكتوريا نولاند، تكمن، الى الرسائل التي يحملها للمسؤولين على اهميتها، في التقرير الذي سيرفعه الى اداراته، وهو تقرير تقييم للاضرار (assisment damages ) الذي سترتكز اليه نولاند لمقاربة المواضيع في لبنان حينما تتسلم منصبها الجديد.
حكومة واصلاحات: احتلّت جولة هيل على المسؤولين اللبنانيين اليوم، صدارة المشهد الداخلي. وقد شدد امامهم على اولوية الاسراع في تشكيل حكومة تنفّذ اصلاحات، وبحث ايضا في ملف الترسيم البحري، على ان يتوسّع فيه اكثر غدا خلال زيارته قصر بعبدا.
مهتمون بلبنان: وفي وقت افيد ان الدبلوماسي لن يلتقي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وهو امر غير مستغرب ما دامت بلاده تفرض عليه عقوبات، استهلّ لقاءاته اليوم من الخارجية حيث استقبله وزير الخارجية شربل وهبي. واذ غادر من دون تصريح، قال وهبي بعد اللقاء: أوضح هيل مقاربة الادارة الاميركية الجديدة لملفات الشرق الاوسط ولبنان والتي هي اقرب لمفهومنا. واضاف “هيل اكد دعم استقرار لبنان والهدوء في الجنوب ودعم الجيش وثقة واشنطن به واشار الى ان الاخيرة لا تزال مهتمة بلبنان ولم نتطرق الى التأليف”. واشار الى ان هيل سيبحث الترسيم مفصلا غدا مع الرئيس عون ومع رئيس الحكومة. وعن عدم توقيع الرئيس عون على تعديل مرسوم ترسيم الحدود البحريّة تزامناً مع زيارة هيل قال: الرئيس عون لا يقدّم هدايا على حساب مصالح لبنان.
عين التينة: بعدها انتقل هيل الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال هيل اثر اللقاء:” أنا في لبنان اليوم بناء على طلبِ الوزير بلينكن لمناقشة الأزمة السياسية والاقتصادية المؤلمة التي تواجه لبنان ولإعادة التأكيد على التزام أميركا بالشعب اللبناني“.
أضاف: “إن أميركا وشركاءها الدوليين قلقون للغاية ازاء الفشل الحاصل هنا في إطلاق برنامج الإصلاح الحاسم الذي طالما طالب به الشعب اللبناني. لقد قمت بزيارة لبنان في كانون الأول من العام 2019 ومرة أخرى في آب من العام 2020، وسمعت آنذاك إجماعا واسع النطاق بين القادة اللبنانيين حول الحاجة، التي طال انتظارها، إلى تنفيذ إصلاحات مالية واقتصادية وحوكمة رشيدة، انما حتى اليوم لم يحرز سوى تقدم ضئيل جدا. وفي الوقت نفسه، يعاني ملايين اللبنانيين بالإضافة الى الجائحة، من مصاعب اقتصادية واجتماعية. إنه تتويج لعقود من سوء الإدارة والفساد وفشل القادة اللبنانيين في وضع مصالح البلاد في المقام الأول. سيكون لدي المزيد لأقوله عند اختتام اجتماعاتي غدا، ولكن رسالتي خلال اجتماعات اليوم هي بكل بساطة: إن أميركا والمجتمع الدولي مستعدان للمساعدة، ولكن لا يمكننا أن نفعل شيئا ذا مغزى دون الشريك اللبناني“. وختم: “حان الوقت لكي ندعو القادة اللبنانيين إلى إبداء المرونة الكافية لتشكيل حكومة راغبة وقادرة على الإصلاح الحقيقي والأساسي، هذا هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة. كما أنها ليست سوى خطوة أولى وستكون هناك حاجة الى تحقيق تعاون مستدام إذا كنا سنرى اعتماد وتنفيذ إصلاحات شفافة“.
كليمنصو والوسط: ثم توجّه المسؤول الاميركي الى كليمنصو للقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وقد استقبله الاخير ترافقه السفيرة الأميركية في لبنان دورثي شيا، في حضور النائبين السابقين غازي العريضي ومروان حمادة حيث جرى عرض مختلف الأوضاع العامة والتطورات السياسية. واستبقى جنبلاط الحضور الى مائدة الغداء. وقرابة الثانية، استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري في بيت الوسط هيل ترافقه شيا، وتم خلال اللقاء عرض المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
الى موسكو: في الغضون، غاب الملف الحكومي عن الواجهة. وعلى هذا الصعيد، تتجه الانظار الى الزيارة التي يقوم بها الحريري الى موسكو اليوم وما يمكن ان تخرج به من نتائج على الصعيد السياسي او الاقتصادي والانساني والصحي.
التدقيق اولوية: وعلى عكس التشكيل، التدقيق الجنائي حاضر. فقد أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان “من أولى مهام الحكومة الجديدة ستكون تحقيق الإصلاحات ومتابعة مسألة التدقيق المالي الجنائي”، معتبرا ان “هذه الخطوات أساسية لانها تعيد الثقة الدولية بلبنان ولا سيما ثقة الصناديق المالية التي سوف تساعده على تنفيذ خطة النهوض الاقتصادي“. كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الجنرال مارتن سامبسون والوفد المرافق في زيارة للاطلاع على الأوضاع في لبنان والتعاون اللبناني- البريطاني في المجالات كافة، لا سيما المجال العسكري. وفي هذا الاطار، شكر الرئيس عون الجنرال سامبسون على المساعدات التي تقدمها بلاده في تأمين الحدود الشرقية والشمالية، ولا سيما بناء أبراج ومراكز مراقبة حدودية بلغ عددها حتى الان 79 برجا، إضافة الى منظومات المراقبة المتحركة والسيارات المصفحة، ودورات التدريب والتخصص. كذلك شكره على المساعدات الإنسانية والإنمائية التي تقدمها بريطانيا في مجال دعم القطاع التعليمي ومواجهة ازمة كورونا والمساعدة على تحمل عبء النزوح السوري وتداعيات انفجار مرفأ بيروت“.
عدوان لعون: اما مرسوم تعديل ترسيم الحدود الذي اعاده عون امس الى الامانة العامة لمجلس الوزراء، فتفاعل اليوم. في السياق، رأى النائب جورج عدوان أن موضوع تعديل المرسوم 6433 يتسم بأهمية وطنية كبرى لأنه موضوع سيادي ويتعلق بحقوق كل اللبنانيين من دون استثناء وسيادة لبنان على بحره وأرضه. وقال من مجلس النواب للبنانيين: عندما يكون لديكم لجنة تفاوض بهذه الحرفية والمسؤولية من واجبنا كلبنانيين أن نقف وراءها، وهذا مثل لنعلم أن الدولة اللبنانية والجيش هم الأحرص وهم يجب أن يكونوا مسؤولين عن سيادتنا. ولفت الى أنه “عندما نرى الحرفية والتقنية والجدية التي عملت بها قيادة الجيش قائد وضباط، والمتابعة التي قامت بها وزيرة الدفاع، نعلم أنه لدينا جيش يمكننا أن نفتخر به، ولدينا ضباط محترفين ومسؤولين بما يقومون به“. وقال: قبل صدور المرسوم 6433 طُلب من الحكومة اللبنانية دراسة من الukho ، وأعدت تقريراً يقول إنه هناك طريقتين يمكن أن نتكل عليهما وتؤديان لاعتماد نقطة غير النقطة 23 وهي النقطة رقم 29. وأشار الى أنه “في حزيران 2018 بات لدى مصلحة الهيدوغرافيا في القوات البحرية اللبنانية المعرفة والإمكانات للقيام بمسح جديد، وفي نهاية 2019 أنهى وأكمل الجيش الملف الخاص به بخصوص ترسيم الحدود من خلال لجنة شكلها“. وكشف أنه “خلال المفاوضات الخاصة بترسيم الحدود تبين أن الخط رقم 1 الإسرائيلي والخط اللبناني 23 ساقطان من الناحية التقنية والقانونية”، مشيراً الى أنه تبين ان إثبات خط “هوف” والذي يعطي تأثيراً كاملاً لصخرة “تخليت” يؤدي إلى إجحاف كبير بحق لبنان. وختم عدوان: أطلب من رئيس الحكومة حسان دياب أن يعقد جلسة مجلس وزراء غداً إن لم يكن اليوم لتعديل المرسوم رقم 6433 وأن يضع كل الاعتبارات جانباً وإن لم يقدم على هذه الخطوة أتوجه لرئيس الجمهورية لأطلب منه أن يوقع المرسوم لأنه مؤتمن على المصلحة الوطنية الكبرى وعلى الدستور.
بعبدا تشرح: في المقابل، اكدت مصادر سياسية مقربة من بعبدا لـ”المركزية” أن ” المسار الذي سلكه رئيس الجمهورية استند إلى الجانب الدستوري ولم يصدر عن الرئيس أي رفض أو إنكار لاتفاق –الإطار ولم يكن هناك أي تشكيك في ما أنجزه رئيس مجلس النواب نبيه بري لا بل تمّ البناء عليه..أما عملية نقل الملف فجاءت في الإطار الدستوري الطبيعي ومن ضمن صلاحيات رئيس الجمهورية الذي يعقد الإتفاقات مع الخارج“. ولفتت إلى أن “لبنان دخل بإرادته والإجماع في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل. إذا هو لا يزال في مناخ التفاوض وليس المواجهة. ومشروع تعديل المرسوم 6433 يتعلق بترسيم حدود تترتب عليها إنعكاسات داخلية وخارجية، وعليه استند الرئيس عون إلى مسألتين أساسيتين: أن المرسوم تضمّن شرطا مفاده أن يجري إقراره من مجلس الوزراء وقد وقع عليه الوزراء ورئيس الحكومة، وهذا ينسجم مع الرأي الذي قدمته هيئة التشريع والإستشارات في 17 شباط 2021 الأمر الذي لم يحصل. المصادر أضافت:” هذا الأمر استدعى الرئيس عون إلى التمهل في التوقيع عليه وإعادته إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء مرفقا برسالة واضحة مفادها ضرورة عقد جلسة لمجلس الوزراء للتصديق على المرسوم”. وعُلِمَ في هذا الإطار أن اتصالا جرى بين عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في هذا المجال “أما التفاصيل فتبقى بالأمانات” بحسب المصادر.
كتاب ملّح: على صعيد مالي – معيشي، وجّه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كتاباً إلى وزير المال في حكومة تصريف الأعمال، رأى فيه “ضرورة أن تقوم الحكومة سريعاً، بوضع تصوّر واضح لسياسة الدعم تضع حداً للهدر الحاصل…”، خاتماً كتابه “نظراً إلى خطورة الوضع وللتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية التي قد تنتج عن التأخر في البتّ بما تقدّم، نتمنى عليكم إعطاءنا أجوبة واضحة وصريحة، وذلك بالسرعة الممكنة”.
سلامة- بري: وبعد الظهر، زار سلامة رئيس مجلس النواب نبيه بري وعرضا للوضع المالي في البلاد وغادر الحاكم من دون تصريح.
غادة عون: قضائيا، وبعد أن دُعيت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون اكثر من مرة الى النيابة العامة التمييزية ولم تحضر، ونظراً لتعدد الشكاوى في وجهها المتعلقة بمجمل نطاق عملها القضائي، قرر مجلس القضاء الاعلى اليوم الطلب من النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات ومن رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد اتخاذ الإجراءات والقرارات بحقها ضمن نطاق اختصاص كل واحد منهما. ودعيت القاضية عون كذلك للحضور امام مجلس القضاء الاعلى للاستماع إليها عن مجمل أدائها.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.