نقلا عن المركزية –
أشارت “النهار” الى ان وسط حالة سياسية غير مسبوقة على صعيد تصاعد عوامل الفوضى والتخبط والعجز والقطيعة التي تسود وضع السلطة، رغم تقدم العد العكسي لبدء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي، سيواجه لبنان في الأيام المقبلة محطة بارزة تتمثل في تحرك الوساطة الأميركية في ملف الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل وسط مؤشرات متنامية حيال جدية كبيرة في دفع الجانب الأميركي للمفاوضات غير المباشرة للتوصل الى تسوية محتملة للترسيم تفتح الباب للطرفين لاستخراج الغاز والنفط. وعلى الجدية الكبيرة، بل والخطورة التي يتسم بها هذا الملف، فان تداعيات الازمة الحكومية والقطيعة المتمادية بين اركان السلطة زادت المخاوف من ان يواجه لبنان الرسمي أي طرح يأتي به الوسيط الأميركي في مفاوضات الترسيم البحري للحدود بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين في زيارته المقبلة لبيروت اخر الاسبوع الجاري، بتخبط وعدم انسجام، علما ان تداعيات الازمة السياسية الداخلية ستشكل مسببا إضافيا للتعقيدات والاخطار التي تحوط هذا الملف. ولفتت أوساط معنية في هذا السياق الى ان تبادل التهديدات والسجالات أخيرا بين مسؤولين إسرائيليين والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله حول هذا الملف، كشف مجددا خطورة غياب او تغييب صوت وحضور الدولة اللبنانية المؤثر او المعتبر في هذا الملف، الى درجة لم يأبه معها نصرالله في الإعلان جهرا وعلنا ان حزبه يأخذ القرارات اللازمة في ملف الترسيم والحرب والسلم بداعي عدم الثقة بقدرة الدولة على اتخاذ القرار الذي يحمي لبنان. ولفتت أيضا الى انه قبل أيام قليلة من زيارة هوكشتاين التي توصف بانها مفصلية في هذا الملف، وما سيترتب عنها من نتائج، لم يتحرك مشهد اركان السلطة ولم تسجل أي مبادرة اقله لاعطاء الانطباع الحاسم والجدي ان اركان الدولة يحيدون هذا الملف الاستثنائي في خطورته عن حساباتهم الضيقة الدخلية، بل تركوا الساحة تماما، وتفرجوا، ولا يزالون يتفرجون على تصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل و”حزب الله”، وكأن الدولة طرف ثالث بينهما ! والانكى كما تشير الأوساط نفسها الى ان زيارة هوكشتاين ستصادف عشية احياء الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب مع كل ما ستحفل به هذه المناسبة من غضب واعتمال للانفعالات الشعبية حيال مؤامرة تعطيل التحقيق العدلي في ملف الانفجار، كما في ذروة تفجر الازمات الاجتماعية والخدماتية. وهما محطتان ستكشفان واقع انهيار الدولة أولا وأخيرا في وقت لن يكون بعده كلام الا للاستحقاق الرئاسي الذي يتوقع ان ينطلق بقوة بعد الرابع من آب.
واللافت ايضا على صعيد ملف الترسيم، تمثل امس في ما أعلنته في اسرائيل هيئة البث الإسرائيلية “كان 11” بأن “مسؤولين في إسرائيل يعتقدون أن الخلاف البحري مع لبنان على وشك الانتهاء والتوصل إلى الحل “. وأشارت “كان 11” إلى أنه “من المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان الأسبوع المقبل، حاملاً معه إطار العمل لاتفاق، والذي سيكون في الواقع بمثابة حل وسط بين مطالب إسرائيل ومطالب لبنان، وستكون منصة غاز كاريش مدرجة في أراضي إسرائيل، وستقوم الشركة نفسها بالتنقيب في كل من إسرائيل ولبنان”.
من جهتها، أشارت “اللواء” الى ان من المتوقع ان يعود هوكشتاين الى بيروت مساء الاحد المقبل، لبدأ جولة جديدة من المفاوضات تشمل الرؤساء الثلاثة ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، وسط اجواء توحي بإمكانية التوصل الى حل يؤدي الى ترسيم الحدود بين البلدين.
الى ذلك، كشفت مصادر مواكبة لعملية الترسيم عبر “الانباء” الالكترونية أن هوكشتاين يحمل هذه المرة حلاً يتلخص بقانا مقابل كاريش، مقابل تعويض يدفعه لبنان لاسرائيل وعندما يحصل لبنان على قانا هذا يعني ان هناك قسم من هذا الحقل تابع لاسرائيل ولهذا السبب تطالب اسرائيل بتعويض كبير، لكن المشكلة أن لبنان لم يتأكد بعد من وجود النفط والغاز في قانا وبالتالي من الصعب أن يعد بشيء قبل التأكد من وجود النفط والغاز.
المصادر كشفت ان رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران يستعجلان التوقيع في ايلول لانقاذ سمعة العهد خاصة وان العهد أصبح في اخر أيامه ولم يحقق شيئاً طوال السنوات الست الماضية وكذلك النائب باسيل الذي يبدو انه محشور بالعقوبات المفروضة عليه من أكثر من سنة وهي قد أبعدته عن الرئاسة، متوقعة أن تكون مهمة هوكشتاين معقدة على عكس ما يقال.
في المقابل، يسود انطباع لدى مصادر لبنانية بارزة بأن الأجواءالايجابية بشأن ترسيم الحدود ليست جدية، بل محاولة للتخفيف من وقع التصعيد الذي فرضه كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أخيراً. وكان لافتاً أن هذه الإيجابية تزامنت مع تسريبات إسرائيلية لـ”اقتراح حل” ملغوم، بحسب “الأخبار”.
وأكّدت المصادر لـ”الأخبار” أن ما يثار من أجواء إيجابية “هدفه التخفيف من التشنّج والإيحاء بأن المسعى الأميركي مستمر وأن احتمالات الحل أكبر من احتمالات المواجهة”. فيما “حتى مساء أمس، كانت المعلومات تؤكّد بأن اموس هوكشتين لا يحمل أيّ موافقة إسرائيلية على المطالب اللبنانية”، مشيرة إلى أن “الأميركيين أصبحوا جادّين في مسعاهم بعد كلام نصر الله وهم يحاولون إقناع الإسرائيلي بضرورة الاتفاق لأن الحرب ليست من مصلحة أحد”. ورأت المصادر أن “الإسرائيلي يميل الى السير في اتفاق الاستخراج المشترك والصندوق المشترك، رغم الانقسام الكبير بين القيادتين العسكرية والسياسية، لكن السؤال: هل يقبل حزب الله باتفاق كهذا، أم سيعتبره خطوة في اتجاه التطبيع؟”.
في المقابل، أشارت معلومات «الراي الكويتية» وفق معطيات بعض المطلعين على الملف، أن الجواب الأميركي – الإسرائيلي أقرب إلى أن يكون إيجابياً. ليس بمعنى إعطاء لبنان السقف العالي الذي كان مطروحاً منذ الكلام عن الخط 29 وإعادة البحث في الخط 23 ومساره ولو متعرِّجاً، إنما الحدّ المقبول المتعلق بمسار الخط 23 وحقل قانا، بما يَحْفَظُ حق لبنان ولا يشكل تراجعاً إلا بالحدود التكتية وليس الإستراتيجية. ومن الممكن أن تكون العودةُ الأميركيةُ مقدمةً لتَفاوُض جدي غير مباشر، وقد يقود ذلك إلى طاولة الناقورة مجدداً، من أجل بت إقرارٍ أوّلي لمسار الترسيم والتنقيب، في وقت يتردد أن الاتفاق الحالي قد يكون على مراحل على أن تُستكمل كامل المفاوضات لاحقاً، ومن غير المستبعد أن يكون ذلك بعد الانتخابات الرئاسية.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.