نقلاعن المركزية –
يتعاظم يوميا مستوى الضغوطات على اللبنانيين المتأتية من مختلف المصادر، ومن بينها أزمة انقطاع الأدوية وندرتها في الصيدليات انطلاقاً من حبة “البانادول” وصولاً إلى تلك الضرورية لمعالجة الأمراض المزمنة والمستعصية. فاذا ما تمكّن المواطن بجهد جهيد من تأمين ثمن الدواء، عجز عن إيجاده أو حصل عليه بصعوبة، حتّى وصل الأمر بالبعض إلى تعميم حاجتهم على وسائل التواصل الاجتماعي أو خلق صفحات للمساعدة على إيجاد الأدوية.
نقيب الصيادلة غسّان الأمين فنّد عبر “المركزية”، اسباب وخلفيات الأزمة، لافتاً إلى أن “البلد من دون شكّ في أزمة وهذا ينعكس على الدّواء. وأبرز أسباب النقص عدم دعم مصرف لبنان استيراد الأدوية بالكميات اللازمة، اي هناك تأخير في مواكبة الاستيراد بالسعر المدعوم، ما يعني عدم تغطية الحاجات المحلية في الوقت المطلوب. إلى ذلك، المستورد يسلّم الأدوية للصيدليات “بالقطّارة” وبالقطعة، بالتالي الصيدلي الذي يتوافر لديه عدد محدود جدّاً من كلّ صنف يضطر بدوره الى حصر البيع بزبائنه، نظراً إلى استغلال البعض للدعم عبر شراء الأدوية من صيدليات مختلفة بغرض التخزين أو التهريب. والآلية المعتمدة بعدم وصف الطبيب أدوية لأكثر من شهر وتسليم الصيدلي الدواء لزبائنه خفف كثيراً من هذه الظاهرة”، مؤكّداً في المقابل أن “ما من أزمة بحيث لا يمكن إيجاد صنف ما نهائياً، وصحيح يشهد السوق انقطاعاً بين الفترة والأخرى لبضعة أيام، لكن تعود وتصل الأدوية المستوردة من جديد”.
وكشف الأمين عن “نزعة لدى المستوردين بالتمنع عن تسليم الصيدليات كميات كبيرة. واستفاد بعضهم من نهاية السنة للتحجج بالجردات السنوية والإدّعاء بأن اتمامها يحتاج إلى عدّة أيام ووقف التسليم، كذلك توقّف بسبب الإجازة في فترة الأعياد، ونحن اليوم على أبواب إقفال شامل يمكن أيضاً أن يؤثّر على التسليم. في حين أن هذا العمل لا يجب أن يتوقّف وعلى التجار ان يتحمّلوا مسؤوليتهم. وفي المقابل، مع استمرار التخزين والتهريب إذا سلّم المستوردون الصيدليات حاجاتها تُفرغ مستودعاتهم وتذهب الأدوية إلى الأماكن الخطأ”.
وفي ما خصّ خطّة ترشيد الدعم وسبب تأخير العمل بها، استعان بالمثل “العريس راضي بس ناطرين العروس”، لوصف الواقع، موضحاً أن “مصرف لبنان لم يعط بعد أي موقف ازاء الخطة التي عرضت عليه. ولو تمت الموافقة على هذه الخطّة تتراجع المشاكل بنسة 70%، المفروض إخراج الدواء من البازارات”.
واعتبر أن “في الأساس كان من المفترض الاستمرار بالدعم وعدم ترشيده لأن مبلغ المليار دولار الذي يتطلّبه ليس ضخماً، لكن إذا كان لا بدّ منه، المطلوب بالحدّ الأدنى السير بالخطّة التي اتفقنا عليها، لا أن تبقى الأمور على ما هي عليه. وفي ظلّ هذا الواقع يعيش المواطن قلقاً ينعكس استمراراً في عمليات التخزين”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.