نقلا عن المركزية –
الى الفاتيكان توجهت الانظار اليوم تلمساً لبارقة أمل قد تلوح من الكرسي الرسولي الذي شهد لقاء بين قداسة البابا فرنسيس ورئيس الحكومة” المُعلّقة” نجيب ميقاتي، بعدما باتت الامال المعقودة على الداخل في حال انعدام كلي ما دام المسؤولون عاجزين عن اتخاذ اي خطوة قد تزعج “حاكم لبنان الفعلي” او تكسر ارادة “الكلّي القدرة” حزب الله.
لكن الآمال في حد ذاتها لم تعد تكفي في ضوء استعصاء الحلول وربط لبنان عضويا بملف فيينا النووي المتأرجح مصيره في جولته بعد اربعة ايام بين الانفراج او الانفجار، فيما الواقع المعيشي – الاقتصادي يشتد صعوبة على اللبنانيين والشلل على حاله والمعالجات في خبر كان.
زار رئيس الحكومة الفاتيكان اليوم حيث استقبله الحبر الاعظم. في المناسبة، دعا البابا فرنسيس الى تعاون جميع اللبنانيين من أجل إنقاذ وطنهم، وطن الرسالة، كما وصفه سلفه القديس يوحنا بولس الثاني. كما دعا الى”ان يستعيد لبنان دوره كنموذج للحوار والتلاقي بين الشرق والغرب”، معتبراً ان “هموم لبنان كثيرة وانا ساحمله في صلاتي من اجل ان يخلصه الله من كل الازمات”.
ميقاتي: من جانبه، اكد ميقاتي بعد اللقاء “أن الحرب التي كادت أن تقضي على عيشنا المشترك علمتنا كيف نحمي هذه الميزة الفريدة، ونجاهد اليوم للحفاظ عليها رغم التحديات والمخاطر، لأن فيها ضمانة لمستقبل اللبنانيين من دون تمييز”. اما خلال اللقاء فلفت الى “اننا في هذه الاوقات الصعبة التي يمر بها لبنان، في أمس الحاجة الى الصلاة ليقي الله وطننا الويلات والشرور، كما أننا في أمس الحاجة الى دعم الاصدقاء على كل الصعد، خصوصاً على الصعد الاقتصادية والاجتماعية”. أضاف”لقد كان المسيحيون في الشرق من دعائم الحريات وحقوق الانسان وحرية المعتقد، وقد وجدوا على الدوام الملاذ الآمن في لبنان، وبقدر ما يشعر المسيحيون في لبنان بالامان بقدر ما ينعكس ذلك على جميع المسيحيين في الشرق. وانا واثق بان الكرسي الرسولي يمكنه القيام بدور كبير في هذا الاطار”. وتابع “طمأنت قداسة البابا والمسؤولين في الكرسي الرسولي الذين التقيتهم أن لبنان سيبقى ملتقى للحضارات والثقافات المتعددة، وان التعايش الاسلامي والمسيحي فيه قيمة كبرى يحرص اللبنانيون، الى أي طائفة انتموا، على حمايتها وتعزيزها لأنها أثبتت أنها قادرة، على رغم ما تعرض له لبنان في تاريخه القديم والحديث، على إعادة إنتاج الصيغ التوافقية التي نهضت بلبنان من الكبوات التي مني بها. وهذه القيمة باتت نموذجاً يحتذى لمعالجة ما تعرض له الوجود المسيحي من خضات في عدد من الدول العربية”. أضاف “كما شددت على ان الحرب التي كادت أن تقضي على عيشنا المشترك علمتنا كيف نحمي هذه الميزة الفريدة، وأننا نجاهد اليوم للحفاظ عليها رغم التحديات والمخاطر، لأن فيها ضمانة لمستقبل اللبنانيين “. واردف ميقاتي: “لقد سمعت من المسؤولين في الكرسي الرسولي كلاماً مشجعاً حول أهمية المحافظة على الوفاق الوطني بين اللبنانيين وضرورة توفير كل مقومات النجاح له، لأن به خلاص اللبنانيين…لقد كانت محادثاتي مع قداسة البابا والمسؤولين في الفاتيكان فرصة لشرح توجهات الحكومة اللبنانية حيال التحديات التي تواجه لبنان، ويسعدني أن أشير الى أني لمست ارتياحاً بابوياً لما نقوم به من جهد في المحافظة على الامن والاستقرار في لبنان ومعالجة الصعوبات الهائلة التي يمر بها، وتشجيعاً على المحافظة على الاستقرار في لبنان وعلى الاستمرار في التزام الخيارات الوطنية التي يجمع عليها اللبنانيون، فضلاً عن تعزيز العلاقات بين لبنان والعالم”.
لا جلسة قريبا؟ وفي وقت يرتقب ان ينتقل ميقاتي من روما الى انقرة والقاهرة، ما يعني ان لا جلسات لمجلس الوزراء في المدى المنظور، خاصة وان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يسافر نهاية الاسبوع الى قطر ايضا، تتجه الانظار الى كلمة الامين العام لحزب الله مساء غد، لمعرفة ما اذا كانت ازمة اجتماع مجلس الوزراء ستُحلّ ام ان التصلّب باق، خاصة وان الاوضاع المعيشية آخذة في التدهور. الا ان ما ادلى به وزير الخارجية عبدالله بو حبيب من عين التينة على اثر زيارة للرئيس نبيه بري عكس بوضوح ان لا حل ولا تليين من جانب الحزب، اذ قال ردا على سؤال بحسب ما نقلت معلومات صحافية” لا حلحلة في موضوع الحكومة في الوقت الراهن لأن استقالة الوزير قرداحي غير مطروحة”.
ارتفاع اضافي: في السياق، سجّل اليوم الدولار ارقاما قياسية، في وقت أعلن ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا عن جدول أسعار جديد سيصدر غداً الجمعة، لافتاً الى أن “الجدول يصدر مرتين في الأسبوع بسبب عدم الاستقرار في سعر صرف الدولار”. وحذر من أن “البلد ذاهب نحو الهاوية إذا لم يستقر سعر الدولار“. وشدّد على أن “لا قدرة للمحطات على تحمّل الـ 10% والاستمرار في الجعالة الحالية”، واصفاً قرارات مصرف لبنان بـ”الخاطئة وغير السليمة”، وطالبه “بتأمين الدولارات للدواء والمحروقات“.
المفاوضات التقنية: ماليا، إطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال لقائه في قصر بعبدا نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي على مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وتبلغ منه ان المفاوضات التقنية مع الصندوق انتهت تقريبا “ودخلت في مرحلة المفاوضات على السياسات النقدية والاقتصادية كي نبدأ بالمفاوضات بشكل جدي مع فريق الصندوق”. أضاف: “هدفنا لا يزال التوصل الى اتفاق مبدئي قبل أواخر السنة، على ان نتوصل بعد ذلك كما هو مفروض الى اتفاق نهائي في كانون الثاني من العام المقبل. ان المفاوضات مع الصندوق تعتمد على عدة محاور، منها ما يتعلق بالسياسة المالية أي الموازنة وهي عنصر أساسي بالتفاوض حيث يعمل وزير المال على التحضير لها في أسرع وقت ممكن، بالإضافة الى موضوع سعر الصرف، السياسة النقدية، والقطاع المصرفي والمالي، ونعد تصورا لكيفية حل هذا الموضوع سنعلن عنه فور اكتماله. من هنا، فان الجميع يعمل ضمن اطار اختصاصه لكن لا يمكننا الإعلان عن خطة الا حين اكتمالها“. وعما اذا كانت الخطة والأرقام موحدة، اجاب: “ان أي خطة ستكون ارقامها موحدة وسيكون الجميع متفقا عليها، فاللجنة المكلفة التفاوض مع الصندوق مشكلة من 3 وزراء ومن حاكم مصرف لبنان، وقد اجتمعت مرات عدة وستواصل اجتماعاتها في المستقبل القريب كي تتوصل الى اتفاق على كل عناصر الخطة“.
اجتماع افتراضي: على الخط المالي دائما، اعلن مصرف لبنان في بيان ان “متابعة لعملية التدقيق الجنائي وبهدف تذليل أي عقبات متبقية بغية تمكين شركة، Alvarez & Marsal Middle East Limited (“A&M”) من مباشرة مهامها، عقد اليوم إجتماع إفتراضي بين شركة M&A ومصرف لبنان ووزارة المالية، اكد خلاله المصرف على استمراره بتعاونه الكامل بغية إنجاز عملية التدقيق. كما أبلغ مصرف لبنان شركة M&A بأنه سيقوم بتلبية جميع طلباتها المقدمة لغاية 29/12/2021 حتى لو أدت عملية تحضير المعلومات والاجابات الى تخطي التاريخ المذكور أعلاه و حتى وإن لم يتم تمديد العمل بالقانون رقم 200 تاريخ 29/12/2020 ( تعليق العمل بأحكام قانون سرية المصارف لمدة سنة واحدة ).
محكمة التمييز: على صعيد تحقيقات المرفأ، قبلت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضية رندة كفوري طلب رد المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري في الدعوى المقدمة من مكتب الادعاء في نقابة المحامين وردت دعوى الارتياب المشروع بحق المحقق العدلي في قضية انفحار مرفا بيروت القاضي طارق البيطار المقدمة من الوزير السابق يوسف فنيانوس. وأفادت معلومات للـLBCI بأن الهيئة العامة لمحكمة التمييز اعتبرت ان المرجع المختص للبت بطلبات رد المحقق العدلي هي محكمة التمييز في الدعوى المقدمة من الوزيرين غازي زعيتر وعلي حسن خليل كما ردت دعاوى مخاصمة الدولة على عمل القضاة المقدمة من رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنائب نهاد المشنوق شكلا. فيما افادت “النهار” بأن الهيئة العامة لمحكمة التمييز برئاسة القاضي سهيل عبود ردّت جميع دعاوى مخاصمة الدولة المقدمة من رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنواب نهاد المشنوق وزعيتر وخليل.
بيان ووثائق: الى ذلك، نفذ اهالي شهداء المرفأ وقفة تضامنية دعما للقاضي طارق البيطار أمام قصر العدل. وطالب الاهالي بتحقيق العدالة لابنائهم حاملين صور اعضاء الهيئة العليا لمحكمة التمييز. وتلا الاهالي بيانًا جاء فيه “بعد مرور اشهر من تضييع للوقت لم نرى امامنا سوى شربكة قضائية فاضحة خارجة عن اطار الملف الاساسي الذي يجب ان يكون من اولوية عمل القضاة، ونقول لمن وقف بوجه التحقيق لقد ارتكبتم جريمة أخرى بحقنا وحق شهدائنا ولن يرحمكم التاريخ، ووعدنا بأننا لن نيأس وسنستمر بالمطالبة بالحقيقة والعدالة كما نطالب المعنيين بالقيام بواجباتهم الوظيفية وتنفيذ كل مذكرات التوقيف دون مماطلة”. وتابع البيان ” نريد معرفة الحقيقة وللقضاء نقول لا تلطخوا يديكم بهذه الجريمة“. بدوره، قال وليام نون “نحن هنا اليوم لنقوم بالضغط على محكمة التمييز ولمطالبتها بإنجاز طلبات الردّ بأسرع وقت ممكن والتي كانت تصدر بيومين ونعتبر أن ما قاله امين عام حزب الله حسن نصرالله “القضاء إسم الله نشيط” كان بمثابة تهديد مباشر للقضاء“. وكشف عن وثائق تدين المسؤولين اللبنانيين وتفضح تزويرهم، قائلا: “الوثائق التي نعرضها الآن تؤكد أن الجيش اللبناني في 20 تموز تبلغ بخطورة النيترات مثله مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ومثل مدعي عام التمييز وجميعهم قصّروا في مهامهم والعميد فواز لا يزال يقدم معطيات مزورة للتحقيق وللقضاء.”
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.