نقلا عن المركزية –
التيار الوطني الحر يضرب بيد من حديد. لكنّ الضربة لم تأت موفقة هذه المرة، اذ جاءت احادية غير مدعومة بفائض قوة الحليف. وبعدما منّ النفس ليلا بتطيير نصاب جلسة مجلس الوزراء، تلقى صفعة سددها اليه الحليف نفسه، فأمن بمونته واتصالاته من خلف الكواليس النصاب بوزير التيار في حكومة معا للانقاذ جورج بوشكيان. بهدوء وسكون، سحبه من الوزراء التسعة الذين اعلنوا امس عدم المشاركة في الجلسة، الى صف الوزراء الحاضرين، فأنقذ الجلسة بتوفير الثلثين، واقر ما انعقدت لاجله من مقررات ذات طابع انساني بمعظمها. الا ان تردداتها لا بد ستظهر بقوى في جسد علاقة الحليفين، وقد بدأت ملامحها مع مواقف اطلقها نواب التيار سددت سهامها في اتجاه الثنائي الشيعي وحملته مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية.
جلسة استثنائية: عقدت اذا جلسة مجلس الوزراء في السراي بعد تأمين نصابها. وفي مستهلها، تحدث ميقاتي فقال “الجلسة التي نعقدها اليوم استثنائية بكل معنى الكلمة، والاكثر استثناء فيها هو الملف الطبي الذي كان شرارة عقدها، وهو المتعلق بحقوق مرضى السرطان وغسيل الكلى. ولولا هذا الملف لما دعونا الى هذه الجلسة، لكن اذا كان البعض يتلطى وراء الدستور والعيش المشترك فنقول له انهما لا يتحققان بموت الناس، وبكل الاحوال لن يحصل ذلك عن يدنا“. اضاف:”نحن نعلم انه في قانون العقوبات، هناك بند يختص بجرائم الامتناع. واذا كنا سنجاري الداعين الى عدم عقد هذه الجلسة، فسنكون مشاركين في جريمة قتل بالامتناع ،وهذا امر لن يحصل“. وقال:”اليوم وصلنا الى نقطة لم نعد قادرين فيها على الانفاق على مرضى السرطان وغسيل الكلى،فهل يريد البعض ان نرتكب جريمة جماعية بحقهم؟ اذا كان هذا هو المطلوب، فعندها لنمتنع عن تحمّل المسؤولية، وليتحمل كل طرف مسؤولية أعماله ونتائجها.“ وتابع:”هذه الرسالة اوجهها لجميع اللبنانيين، ولكل المراجع الروحية والنيابية والسياسية والاجتماعية. فاذا كانوا يريدون للبلد ان ينهار نهائيا ، فانا لست مسرورا بهذه المهمة التي اتلقى فيها مئات الطلبات وانا عاجز عن تنفيذها“. وقال “اكرر القول انني لن اساهم في ارتكاب جريمة قتل المرضى بالامتناع، وليتحمل من يريدون منعنا من تنفيذ واجباتنا والقيام بالمهام المطلوبة منا مسؤولية جريمة القتل هذه“. وختم مؤكدا “ماضون في تحمل مسؤولياتنا مهما بلغت الصعوبات ، واكرر بالدعوة الى تعجيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية“.
كلنا خدم للبنانيين: وبعد الجلسة، اكد ميقاتي أنني اختصرت جدول الأعمال لأنه يجب اتخاذ قرارات ضرورية وأتمنى أن يحضر جميع الوزراء المرة المقبلة التي نعقد جلسة فيها عند الضرورة القصوى. وقال “عندما طرحت جدول الأعمال طلب بعض الوزراء شطب بعض البنود وتم التجاوب معهم وليس هناك “وزير ملك” فنحن جميعاً “خدم للبنانيين”. وأضاف، “تم تقليص جدول الجلسة بناءً لطلب الوزراء الذين لم يحضروا وسيكون هناك جلسة بعد ظهر اليوم للوزراء الذين حضروا والذين لم يحضروا من أجل الإتفاق على آلية للعمل”. وتابع، “نيّتنا طيبة” ونحن عائلة واحدة ونرغب أن نكون متعاونين دائماً فالمواطن يئن وهناك صعوبات كثيرة.
مقررات: وأكد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري خلال تلاوته المقررات أنه تمت الموافقة على الطلب من مصرف لبنان تسديد مبلغ 35 مليون دولار لشراء الأدوية وحليب الأطفال. وقال مكاري “أقرينا المساعدة الإجتماعية للعسكريين والمتقاعدين بمساعدة تقدر بضعفي الراتب.” وأضاف، “مش مزبوط انو الوزراء ما معهم خبر” والأكيد أنهم تبلغوا حتى لو بالتواتر فالجميع كان يعلم أن الحكومة ستجتمع وتم إرسال جدول الأعمال على مجموعة “الواتساب”.
الموقف الشيعي: على الضفة “الشيعية”، أكد وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية أننا لم نتصل ولن نتصل بأحد وجئنا إلى الجلسة بسبب وجع الناس. وأكد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم أننا نحترم من حضر ومن غاب والأصل كان احترام الدستور “هالقد حجمها” وندعو إلى الحوار لحل كل الأمور.
الحجار وميقاتي: وكان الوزير هكتور الحجّار حضر اليوم الى السراي، قائلا انه اتى لتلاوة بيان الامس خلال الجلسة، ومحاولة اقناع ميقاتي بعدم عقدها. واشارت معلومات صحافية الى ان الحجار بعد ان ادلى بدلوه، لم يلق تجاوبا من ميقاتي، فحاول الاقتراب منه والاحتكاك معه، الا ان الوزير محمد مرتضى، تدخل وهدّأه، فخرج من المجلس. وصدر عن الحجار بيان جاء فيه “قرّرت اليوم الحضور إلى السرايا الجكومية للإدلاء بموقفي من الدعوة لإنعقاد جلسة لمجلس الوزراء، على أن أنسحب من الجلسة في حال عدم التجاوب مع دعوتي لإنهائها. موقفي هو موقفٌ وطنيّ نابع من قناعاتي الشخصية بأن علينا إعادة توجيه البوصلة بالنسبة لكيفية إدارة شؤون البلاد في هذه المرحلة، وأنا أعمل فقط إنطلاقاً من حسّي الانساني والوطني. خلال الجلسة، طلبت من رئيس حكومة تصريف الأعمال الاستاذ نجيب ميقاتي والوزراء الحاضرين التراجع خطوة إلى الوراء ولكن لم ألق أي تجاوب، فسجّلت موقفي وخرجت. كان من الأجدى لنا أن نتشاور كحكومة ونتفق على كيفية إدارة البلاد في هذه المرحلة لغاية إنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة أصيلة، ولنترك ملف الرئاسة للنواب ومجلس النواب“.
جلسة حوارية: وعند الثالثة، عقد اجتماع تشاوري للوزارء حضره 14 وزيراً بمن فيهم الوزيران وليد نصار وهكتور الحجار من الوزراء الذين لم يحضروا جلسة الحكومة. على الاثر قال نصار: نأخذ القرار بما خص حضور جلسات مجلس الوزراء من عدمه كل جلسة بجلستها. اما وزير التربية عباس الحلبي فقال بعد اجتماع وزراء الحكومة: ربما نكون مدعويين الأسبوع المقبل إلى جلسة حوارية أخرى للوزراء قبل اجتماع لجلسة مجلس الوزراء.
غير دستورية: وكان وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري، وهو ممن لم يحضروا، أكد أن “لبنان امام واقع لم يشهده من قبل ونحن امام 3 محطات: الأولى حكومة معتبرة بشبه المستقيلة والثانية خلو في سدة رئاسة الجمهورية والثالثة الحكومة لم تأخذ ثقة مجلس النواب“. وقال خوري في حديث صحافي “هذه الجلسة غير دستورية بالاضافة الى ان ما اتفق عليه ضمن اطار حكومة تصريف الاعمال تصرف الاعمال ضمن النطاق الضيق الا في الحالات الملحة جدا جدا وطارئة جدا“.
جنبلاط: وسط هذه الاجواء، نشر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط 4 صور لأمواج عاتية وسفن تغرق، عبر حسابه في “تويتر”، وعلّق عليها قائلاً: “البلاد اليوم في ظل مقاطعة مجلس الوزراء ورفض الحوار ورفض الاصلاح“.
التيار – الحزب: وتركت هذه التطورات تصدعات قوية على طريق علاقة حزب الله والتيار الوطني الحر. في السياق، أشار عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام الى ان “من يُطيّر جلسات المجلس النيابي معروفون وهم من غير المسيحيين”، داعيا المسيحيين الى “الجلوس معا والتناقش للتوصل الى مرشح لرئاسة الجمهورية مقبول من الجميع”. وقال في حديث صحافي “الثنائي الشيعي يُعطّل جلسات انتخاب الرئيس ويُراهن على تعبنا من أجل التفاوض على مرشحه سليمان فرنجية، وأقول له من باب النصيحة ان هذا الامر يزيد من النقمة المسيحية عليه“. واوضح ان “الورقة البيضاء هي تعبير عن رأي وموقف معيّن الى حين تبلور فكرة التوصل الى مرشح توافقيّ والثنائيّ الشيعي يرفض النقاش سوى باسم فرنجيّة حتى الساعة“. ولفت درغام الى “وجود إتفاق سابق بعدم إنعقاد جلسة لمجلس الوزراء الا بحال الضرورة وبعد التشاور مع مختلف الأفرقاء السياسيين”، معتبرا أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “أخطأ بالدعوة من دون التشاور مع أحد، بعكس ما تم الاتفاق عليه خلال مناقشة رسالة الرئيس ميشال عون”، وشدد على أن “الثنائي الشيعي يريد الضغط على حلفائه لايصال مرشحه سليمان فرنجية عبر الذهاب لانعقاد جلسة مجلس وزراء للايحاء بأن البلد يسير بشكل طبيعي بالرغم من شغور الموقع الرئاسي“.
حركة أمل: في الاثناء، رأس رئيس مجلس النواب نبيه بري ،الاجتماع الدوري لكتلة “التحرير والتنمية”، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وكان المكتب السياسي لحركة أمل أكد ألا ملف يتقدم على الحوار من أجل توافق على انتخاب رئيس للجمهورية. ودعا في بيان، “جميع القوى والمكونات السياسية إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية وعدم المكابرة”. وقال “عقد الجلسة الحكومية هي خطوة في مسار عدم استقالة السلطة التنفيذية من مسؤولياتها الوطنية وبداية فتح افق معالجة القضايا الاجتماعية الملحة”. كما دعا المكتب القضاء المتخصص إلى القيام بواجباته في ردع المضاربين في غياب رؤية اقتصادية ونقدية واضحة وشاملة.
الكابيتال كونترول: على الصعيد الاقتصادي، واصلت اللجان النيابية المشتركة اليوم في جلسة هي التاسعة من نوعها، درسها مشروع قانون الكابيتال كونترول في مجلس النواب برئاسة نائب رئيس المجلس الياس بوصعب.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.