نقلا عن المركزية –
حقيقة موضوعية لا بد من الاقرار بها هي ان الصراع المفتوح في الملف الرئاسي بين الثنائي الشيعي والمعارضة يزداد خطورة في ظل انعدام اي تقارب او افق حواري جدي حتى الآن على رغم حراك خجول ما زال يؤمن به نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، مستندا الى انعدام المبادرات خارجيا بعدما سقطت معادلة فرنسا فرنجية- نواف سلام، او بالاحرى اسقطتها واشنطن.
ووسط الجمود الرئاسي، بقيت اعادة سوريا الى الجامعة العربية محور أخذ ورد لبناني بين مهنئ ومثن من جهة ومنتقد ومتحفظ من جهة ثانية فيما الرهان على خطوات حسن النيّة المفترض ان يقدم عليها الرئيس بشار الاسد مقابل العودة وفق ما نص عليه القرار العربي 8914.
تغليب المصلحة اللبنانية: لا جديد على الضفة الرئاسية اذاً. اليوم، أكد السفير السعودي وليد البخاري إنّ “الرياض تأمل أن يُغلّب الأفرقاء السياسيون المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات والمخاطر التي يعيشها لبنان”. وأضاف أنّ “الرؤية السعودية للبنان لا تنطلق من رؤية تفضيلية للعلاقة مع طائفة على حساب أخرى”. موقفه جاء بعد ان سلّم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، دعوة من خادم الحرمين الشريفين، سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في الدورة العادية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستُعقد في جدة في 19 الجاري. وجرى خلال اللقاء البحث في الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، إضافة إلى العلاقات اللبنانية- السعودية.
بو صعب والطاشناق: بمن جهته، واستكمالا لجولته على الفرقاء المعنيين، في إطار الحراك الذي يقوم به، التقى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، امين عام حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان في مقر الحزب في برج حمود، بحضور النائب هاغوب ترزيان. ووضع بوصعب بقرادونيان، خلال اللقاء، بجو النقاشات الحاصلة مع كل رؤساء الكتل التي زارها شارحا الهدف منها، بحيث كان توافق بين الطرفين على اهمية ما يجري من تواصل وتطابق بوجهات النظر حول ما يطرح. وقد اتفق الطرفان على متابعة النقاش واستكماله بمراحل مقبلة.
النزوح: وسط هذه الاجواء الجامدة رئاسيا، لا يزال ملف النزوح السوري في الواجهة. وفي وقت رأس ميقاتي عصرا اجتماعا تشاوريا وزاريا، استقبل المنسقَ المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، في حضور مستشار الرئيس ميقاتي زياد ميقاتي. وتناول اللقاء الملف السوري في لبنان، وهنأ ريزا لبنان على توحيد الموقف في ما خص موضوع اللاجئين السوريين. كما شكر الدولة اللبنانية على جهدها وتفهمها وعلى تعاطيها بهذا الملف بطريقة مهنية.وتطرق البحث الى مؤتمر بروكسل الذي سيعقد في منتصف شهر حزيران المقبل والذي سيخصص لموضوع اللاجئين السوريين.
غرق محتوم: في المواقف من المستجدات، غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر”: “وهل سألوا الشعب السوري اذا كان يرغب في العودة الى الحضن العربي طبعا لا. الجامعة العربية شبيهة بسفينة الـTitanic تحمّل هذا الشعب الى غرق محتوم وقد أعطي النظام شرعية التصرف والذين نجوا من التعذيب او السجون او التهجير فان الحضن الحنون كفيل بشطبهم. ومتى بربكم استشرتم الشعوب”.
تحفظ : من جهته، علّق عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، معتبراً أن” الجامعة العربية اعادت النظام السوري ولم تعد الشعب السوري، لأن بشار الأسد لا يسيطر على كل الأراضي السورية”. وسأل في حديث اذاعي: هل ألزمت الجامعة العربية سوريا بوثيقة موقعة بأن يعيد الأسد الديموقراطية إلى سوريا وأن يجري انتخابات نزيهة في البلاد؟ وهل ألزمته بكيفية التعاطي مع الحدود وهل سيتركها مفتوحة أمام السلاح والمخدرات؟ أضاف “إذا لم تلزمه بكل هذه النقاط تكون ارتكبت خطأ كبيراً”. واعتبر يزبك أن” المسألة خطيرة” متحفظاً على القرار “إذا لم يكن مقرونا بكل هذه الضوابط”، وقال “نحن نشك كثيرا بأن بشار الأسد يلعب ورقة شراء الوقت التي ورثها عن والده بشكل انه تتلاشى الإتفاقات ويعود هو مستبًّدا من خلال الحكم الديكتاتوري على شعبه ويستعيد هواية الاعتداء على الأنظمة المجاورة بدءًا من لبنان”.
أمل: في المقابل، رأى المكتب السياسي لحركة امل في عودة سوريا إلى الجامعة العربية “فرصة لتصويب العلاقات اللبنانية السورية وإعادتها إلى مسارها الطبيعي عبر التواصل السياسي بين حكومتي البلدين وإسقاط العقبات الوهمية عند البعض من أجل إنجاز وحل الكثير من الملفات العالقة وأولها قضية النزوح السوري إلى لبنان”. وأكد ضرورة “إلتقاط هذه الفرصة الإقليمية من قبل اللبنانيين كي يبنوا عليها رؤية وطنية إنقاذية تتجلى بتوافقهم على إنتخاب رئيس للجمهورية يقود البلاد في هذه اللحظات الوطنية والإقليمية الدقيقة، إستباقا للشغور في مواقع إدارية وقيادية حساسة، عدم ملئها يفاقم الأزمات ويزيدها تعقيدا، وإن هذا الملف لم يعد يحتمل تأخيرا وتسويفا وشروطا وشروطا مضادة”.
الاكثر تضخما: معيشيا، وفي وقت حافظ الدولار على استقراره، تصدّر لبنان لائحة الدول الأكثر تضخماً من حيث الغذاء عالمياً، إذ بلغت النسبة 352 %، بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة التي تزامنت مع الغلاء في أسعار السلع والخدمات الأساسية والطاقة والنقل والملابس وغيرها، حسبما أعلن موقع “World of Statistics”.
خطر حقيقي: ليس بعيدا من الوضع الحياتي، اجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير الاتصالات جوني القرم يرافقه المدير العام لهيئة “اوجيرو” عماد كريدية .. واعلن قرم بعد اللقاء “بحثنا مع دولة الرئيس شؤون وزارة الاتصالات، وأبلغناه ان هناك خطرا حقيقيا على قطاع الإتصالات اذ نحن بحاجة الى موارد لتسيير شؤونه، وسنتشاور مع وزير المال بشأن الإجراءات التي يمكن اتخاذها لحل هذه المشكلة، ونحن منذ بداية العام، وباستثناء الرواتب، لم تحوّل الى الوزارة اي اعتمادات للصيانة”.
عقدان: قضائيا، افيد ان “وزير العدل هنري خوري أرسل إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء نص العقدين الموقعين من قبله مع المحاميين الفرنسيين باسكال Beauvais و إيمانويل داوود لتمثيل الدولة اللبنانية أمام محاكم باريس في قضية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورفاقه وطلب في إحالته اتخاذ المجرى القانوني في هذا التوكيل وفقا للأصول”.
القرار قبل 31: على صعيد قضائي آخر، اشار رئيس المجلس الدستوري طنوس مشلب الى ان مرحلة درس الطعون بقانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية لا تزال في البداية، ولم يعقد بعد اي اجتماع للمجلس. ولفت الى ان من المفترض ان يصدر قرار المجلس بموضوع الطعون المقدمة قبل 31 ايار.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.