نقلا عن المركزية –
لم يكن ينقص المشهد اللبناني الملتهب سوى مواقف غير مالوفة نُقلت عن لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري صبت ما تبقى من زيت على نيران الوضع المأزوم، ففتحت موجة سجالات عقيمة عكست الدرك الذي انحدرت اليه لغة التخاطب بين من لم تعد تليق بهم صفة المسؤولين عن البلاد، وليس الحال الانهياري الذي تقبع فيه اليوم سوى نتاج هذه النوعية. لغة طائفية بغيضة وردود متبادلة تختزن الكراهية والبغض المتجذرين في نفوس حاقدة لا تعرف للحوار ولا للسلام سبيلا.
بغض النظر عن مدى دقة المواقف المنقولة عن الرئيس بري ، وهو ما المح اليه معاونه النائب علي حسن خليل، فإن استحضار الطائفية في هذه اللحظة البالغة الدقة من تاريخ البلاد واتهام الموارنة بانهم سبب المشكلة التي يتخبط فيها الاستحقاق الرئاسي ثم تصغير وتحجيم ومحاولة تشويه صورة نائب في البرلمان الذي يرأس الى درجة الاستهزاء واعتباره تجربة انبوبية ليست من شيم الرجال الكبار ولا الحكام الحكماء وقد بات لبنان واللبنانيون يترحمون عليهم كل حين.
رد معوض: في اعقاب مواقف بري الصحافية وقد قال فيها “مرشحنا معروف وهو سليمان فرنجية. الورقة البيضاء سمته من دون أن تكتب اسمه… مرشحنا جدي وأكدنا عليه مراراً. أما مرشحهم فليس سوى تجربة أنبوبية” ثم ” اعتباره بأن المشكلة التي يتخبط فيها الاستحقاق الرئاسي “ليست بين المسلمين والمسيحيين، ولا بين المسلمين والمسلمين، ولا بين المسيحيين والمسيحيين، بل بين الموارنة والموارنة”، أشار المكتب الإعلامي لرئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض الى أنّ “رئيس “حركة أمل” نبيه بري الذي يصادر رئاسة مجلس النواب منذ أكثر من 30 عاماً أتحفنا بكلام أقل ما فيه أنه لا يليق برأس المؤسسة البرلمانية إنما يليق به كميليشيوي”. واضاف في بيان: “إن قول نبيه بري إن “مرشحنا جدي وأكدنا عليه مراراً أما مرشحهم فليس سوى تجربة أنبوبية” فيه من محاولة الإساءة إلى رئيس جمهورية شهيد هو الرئيس رينه معوض”. واعتبر أنّ “هذه الإساءة موجهة أيضاً إلى جميع النواب والكتل التي صوّتت للنائب ميشال معوض في جلسات الانتخاب الرئاسية، والإساءة تطال أيضاً وبالمباشر زغرتا الزاوية والشمال اللذين يمثلهما في المجلس النيابي واللذين لطالما مثلهما رينه معوض ونايلة معوض خير تمثيل، ولربما على “مرشحهم” أن يجيب بنفسه إن كان يقبل بإهانة زغرتا الزاوية والشمال كما فعل “عرّابه” نبيه بري”….
…فخليل: وعلى الاثر، صدر عن المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل بيان مما جاء فيه: “أتحفنا رئيس “حركة الإستقلال” ميشال معوض الذي يعيش في فقاعة الترشيح منذ أكثر من خمسة شهور بكلام أقل ما فيه أنه بلا تربية. كان الاجدى به ان يتأكد من مضمون ودقة الكلام الذي نقل عن لسان دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري ولكن عصبيته كشفته امام جميع اللبنانيين وكشفت اي مشروع مرشح للرئاسة هو”. أضاف: “و”للمعجزة” نقول نتفهم شعورك بعدما ايقنت أنك تحولت الى أُنبوب تجارب سياسي في مختبر من رشحك وضحك عليك”…
حالة زنى: من جهته، غرد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب “القوات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قيومجيان عبر حسابه على “تويتر” كاتبا: زمن قحط الشيعية السياسية مهما بالغت بالفوقية. تجربة الأنبوب تأتي بمولود شرعي من أب وأم معروفين، بينما زواج المتعة، ولو شرّعه الفقه، يبقى حالة زنى تأتي بلقيط تخجل به أمه، وأبوه الفعلي غير أبيه الإسمي.
تشويه مقصود: بدوره، اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم أن “وضع المعركة الرئاسية في اطار طائفي هو تشويهٌ مقصودٌ للواقع”، مؤكدًا أن “المعركة سياسية – سياسية بين خطين سياسيين متباعدَين تماماً: محور الممانعة الذي يريد أن يضم لبنان الى إيران والمحور السيادي الذي يسعى الى تحرير لبنان مما نعيشه اليوم في ظل سيطرة المحور الايراني الفاشل والمتخلف”.
مفاعيل القرار: الى ذلك، وغداة قرار مصرف لبنان رفع سعر صيرفة الى 70 الف ليرة للدولار، انخفض سعر صرف الدولار في السوق السوداء وتراجعت اسعار المحروقات والسلع في السوبرماركت في وقت سترتفع اسعار فواتير الكهرباء والخلوي…
توجّه المصارف: وفي انتظار رصد مدى فاعلية هذا القرار في خفض الدولار، ومدى قدرته على ابقائه متراجعا، ومدى تقيد المصارف به، تتجه الانظار الى االجمعية العمومية لجمعية المصارف غدا التي سيتحدد فيها مصير اضرابها بعد ان تمت معالجة النقاط التي دفعتها الى الاقفال، “قضائيا”.
القضاء الاعلى: ليس بعيدا، التأم مجلس القضاء الاعلى قرابة الثانية في قصرالعدل وبحث في قضية القاضية غادة عون وفي المستجدات القضائية المرتبطة، التي طرأت في الايام الماضية. وافيد ان عون حضرت الاجتماع بعد ان كانت التقت قبل الظهر مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، وافيد انها سلمته مذكرة.
امتحان جديد: على الخط المصرفي – المالي دائما، تقدم اعضاء تكتل الجمهورية القوية النواب سعيد الأسمر وأنطوان حبشي وفادي كرم (عبر وكيله المحامي أنطوان شحادة) بإخبار إلى النيابة العامة التمييزية في لبنان ضد مؤسسة القرض الحسن، مفنّدين الأسباب القانونية الموجبة. وعلى الاثر، غرد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنطوان حبشي كاتبا “القضاء اليوم أمام امتحان جديد. من يُطالِب بدولة يُطالَب بقضاء أساسه العدل والاستقلالية”.
زيادة المعاش: حياتيا، وفيما اعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنها بدأت تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الطوارئ الوطنية لنزع التعديات عن الشبكة الكهربائية، بالتنسيق مع القوى الأمنية، والتي تتضمن، في البدء، الكشف على ٢١٦ مخرجاً رئيسياً من أصل ٨٠٠ في كافة المحافظات اللبنانية، كشف وزير العمل مصطفى بيرم انه “وقع اليوم مراسيم زيادة المعاش وبدل النقل في القطاع الخاص وتم تحويل ذلك الى الامانة العامة لمجلس الوزراء والاجتماعات مفتوحة لنواكب مهما كانت الصعوبات على قاعدة ما لا يدرك كله لا يترك جله”.
مجموعة الدعم: على صعيد آخر، وفيما لا عمل رسميا للجم سعر العملة الخضراء من قِبل الدولة اللبنانية، المسؤولون عاجزون ايضا عن اي حركة سياسية جدية. انطلاقا من هنا، اصدرت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان بيانا جاء فيه “مع بلوغ الفراغ الرئاسي شهره الخامس، وفي ظل غياب الاصلاحات وتصلب المواقف وازدياد الاستقطاب، تعبر مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان عن بالغ قلقها إزاء تداعيات استمرار الفراغ الرئاسي”. وحثت “القيادات السياسية وأعضاء البرلمان على تحمل مسؤولياتهم والعمل وفقاً للدستور واحترام اتفاق الطائف من خلال انتخاب رئيس جديد دون مزيد من التأخير”. أضافت “يعد الوضع الراهن أمرا غير مستدام. إذ يصيب الدولة بالشلل على جميع المستويات، ويحد بشدة من قدرتها على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والأمنية والإنسانية العاجلة، كما يقوض ثقة الناس في مؤسسات الدولة فيما تتفاقم الأزمات. وتابعت : بعد مرور أحد عشر شهرًا على توصل لبنان الى اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي، لم يُبرم لبنان بعد برنامجاً مالياً مع الصندوق. إن التعجيل باقرار القوانين اللازمة لاستعادة الثقة في القطاع المصرفي وتوحيد أسعار الصرف يعد أمرا حيويا لوقف التدهور الاجتماعي والاقتصادي”. وأكدت مجموعة الدعم الدولية “استمرارها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه”.
شكر سوري: من جهة ثانية، تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رسالة من رئيس الحكومة السورية حسين العرنوس، جاء فيها “أتقدم باسم الحكومة السورية وباسمي بخالص الشكر والتقدير، لما قدمته جمهورية لبنان الشقيقة من دعم ومساعدة كان لها الأثر الكبير في تخفيف تبعات هذه الكارثة جراء الزلزال” وأضاف “أؤكد أن هذه الوقفة الانسانية تعبّر بكل صدق عن مدى اصالة الشعب اللبناني الشقيق”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.