نقلا عن المركزية –
من دون اصلاحات ولا رؤية اقتصادية او خطة تعاف تحتاجها البلاد بقوة، أقرّ المجلس النيابي ليل امس مشروع قانون موازنة 2024 مع تعديلات كانت أجرتها لجنة المال والموازنة على المشروع الوارد من الحكومة، فبلغت النفقات 295113 مليار ليرة والإيرادات بقيمة موازية، أي 18% تقريبا من الناتج المحلي الإجمالي. اما اخطر ما فيها فهو فرض ضرائب ورسوم اضافية تصيب بمعظمها الفئات الأدنى قدرة في المجتمع وعدم تصحيح رواتب العاملين في القطاع العام بما يتناسب وواقع الازمة المعيشية التي تضرب البلاد ما حدا بموظفي الإدارة العامة إلى اعلان الإضراب العام والشامل مع تنفيذ وقفات احتجاجية تصعيدية أمام الإدارات العامة وإقفال هذه الإدارات، ابتداء من الثلثاء ٣٠ كانون الثاني لغاية 9 شباط المقبل ضمنا.
ومع اقرار الموازنة استكانت الساحة السياسية فغابت المواقف والتصريحات التي ملأت الفضاء الللبناني خلال الايام الثلاثة من المناقشات البرلمانية، وانسحب الهدوء بدوره على الحركة الدبلوماسية التي بلغت ذروتها في بحر الاسبوع من اجتماع سفراء الدول الخماسية في دارة السفير السعودي الى جولات الاخير وزياراته للمسؤولين السياسيين والروحيين والتي ستستكمل الاسبوع المقبل للوصول الى نقطة تقاطع بين القوى السياسية حول ما يمكن ان ينتج انتخاب رئيس يقود البلاد في المرحلة المقبلة الساخنة على ما يبدو امنيا وعسكريا،بحسب معطيات الميدان الجنوبي.
هيان بعد دانييلا: والسخونة الامنية قابلتها كموجة صقيع حملتها العاصفة دانييلا “Daniella”وقد حملت معها الثلوج على المرتفعات، اعتبارا من ارتفاع نحو 1000 متر وما فوق عن سطح البحر. وأشارت دائرة التقديرات في مصلحة الارصاد الجوية الى ان تأثيرها ينحسر تدريجا عن الحوض الشرقي للمتوسط بإنتظار منخفض جوي آخر مصحوب بكتل هوائية باردة قطبية المنشأ والذي يقترب تدريجيا بدءا من مساء يوم غد الأحد والذي أطلقت عليه مصلحة الأرصاد الجوية إسم “هيان” “Hayan” فيحمل معه أمطارا غزيرة وثلوجا وعواصف رعدية ورياحا شديدة.وحذرت من تشكل السيول وارتفاع منسوب الانهر وانجراف التربة وعدم سلوك الطرقات الجبلية التي تعلو عن 1200 متر بسبب تراكم الثلوج وتشكل طبقات من الجليد.
موازنة غير عادلة: اما في ارتدادات اقرار الموازنة، فأشار النائب التغييري مارك ضو الى ان “الموازنة التي تباهت الحكومة انها أنجزتها في وقتها كانت الغاية منها تصحيح الأسعار التي كانت موضوعة في الموازنة السابقة، والتي كانت تحتسب على سعر ١٥٠٠ لزيادة مداخيل الدولة من ٧٠٠ مليون دولار الى ٣ مليار دولار”، مؤكدا في منشور عبر حسابه على “اكس” ان “الضرائب التي أقرت بموازنة 2024 وضعت بطريقة عشوائية في إطار المزايدات التي تمتهنها أكثرية الكتل التي أيّدتها وصوّتت لصالحها، فلم تفرّق بين الغني والفقير، خصوصاً ان أكبر مداخيل الدولة وأكثرية الضرائب كالـ TVA والجمرك و الـ3 % زيادة على الواردات، كلها ضرائب عمومية وتؤثّر على المقتدر كما على المواطن العادي، ولم تتضمّن أي دراسة حقيقية مما سيؤثر سلباً على الحركة الاقتصادية، بينما كان الأصحّ زيادة ضرائب أكثر على الأرباح ورؤوس الأموال. إضافة الى ما تم ذكره هذه الموازنة لم تذكر زيادة الخدمات للمواطنين التي ستفتح المجال بالاستمرار في التهرّب الضريبي لان المواطن سيرى ان بهذه الطريقة سوف يحمي نفسه من الدولة التي من المفترض ان تكون هي الحامية له. واعتبر ان “موازنة 2024 بشكل عام غير إصلاحية وغير عادلة وتنسف مبدأ العدالة الاجتماعية وتزيد الهوّة بين المواطن والدولة اللبنانية”.
قصف وغارات: امنيا، وبعد ليل ساخن في الميدان الجنوبي، استهدفت نيران رشاشة اسرائيلية بعد الظهر رأس الناقورة. كما تعرّضت أطراف بلدة الناقورة لغارات إسرائيليّة، وطال القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدة حولا والضهيرة وعيتا الشعب وأطراف بلدة طيرحرفا. وحلّق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولا حتى مشارف مدينة صور وبعمق جنوبي غير اعتيادي كما اطلق الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة في سماء القطاعين الغربي والاوسط.. ونفّذت القوات الإسرائيلية غارتين صباحا، على مناطق في القطاع الغربي ودوّى انفجار ضخم في المواقع الاسرائيلية المواجهة للناقورة.
استهداف اسرائيل: في المقابل، أصدر “حزب الله” سلسلة بيانات أعلن فيها عن استهدافه انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع جل العلام بصواريخ بركان وتجمعاً للجنود جنوب موقع العباد وحقّق إصابات مباشرة.كما استهدف “مجاهدو المقاومة الإسلامية في العاشرة والربع من صباح اليوم تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي جنوب موقع العباد بالأسلحة الصاروخية وحقّقوا فيه إصابات مباشرة، واستهدفوا في الحادية عشرة وخمس دقائق تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة دوفيف بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة، واستهدفوا أيضاً في الثانية عشرة إلا عشر دقائق قاعدة خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية وأصابوها إصابة مباشرة.
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيليّة، صباح اليوم، أنّه تم تفعيل صافرات الإنذار في عددٍ من المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للبنان خشية تسلل طائرات مُسيرة باتجاهها عبر الحدود.
إياك أن تخطئ: شدد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد على أن “المقاومة في لبنان تصدت للعدو الإسرائيلي وقالت بالواقع العملي وفي الميدان إياك أن تخطئ الحساب وإياك أن تحول جنونك من مكانٍ إلى مكان باتجاه لبنان لأن ما ينتظرك فيه هو المقابر”. وقال خلال احتفال تكريمي أقامه “حزب الله” في بلدة النبطية الفوقا لـ”الشهيد على طريق القدس”: “نحن جاهزون للمواجهة إلى أبعد مدى وإذا رأى العدو حتى الآن جزءا بسيطا من بأسنا فنحن جاهزون لأن نريه كل بأسنا”.
وقال: “ما قمنا به في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة هو حماية لبلدنا ولمصالحنا الوطنية ودفاعا عن سيادتنا أولا وتضامنا مع غزة وانتصارا للمظلومين من أهل غزة وفلسطين ورفعا للصوت من أجل أن يعرف العالم أن غزة لن تترك وحدها أمام هذه الهمجية والعنصرية الإرهابية الصهيونية”.
وأشار إلى أن “العدو ومن معه يستحضر الخيبة نتيجة فشله في تحقيق أهدافه في غزة ويأتي محاولا التنمر والتمثيل مهولا علينا بالحرب الشاملة في لبنان لتحقيق شروطه التي تطمئن المستوطنين في الشمال حتى يعودوا إلى مستوطناتهم”. وقال: “أن نطمئن أهلنا الذين نزحوا من قراهم أولى عندنا من أن تطمئن مستوطنيك. لن يكون أمن على حساب أمننا ولن يكون هناك تفاهم دولي وإقليمي لا يلحظ إستقرارنا وسيادتنا وحقنا في أرضنا وفي التموضع الذي نحن الذين نقرره ونختاره . وشدد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة على أننا معنيون بأن نحمي شعبنا وأن نحافظ على بلدنا وأن نمنع العدو من أن يتطاول على سيادتنا وهذا إلتزام المقاومة وكل التضحيات التي قدمناها تترجم هذا الإلتزام ونحن لسنا في معرض جوائز للخائبين في هجومهم البشع على غزة على المستوى الإنساني والفاشل على المستوى السياسي”.
الادارة العامة الى الاضراب: دعت الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة إلى “الإضراب العام والشامل مع تنفيذ وقفات احتجاجية تصعيدية أمام الإدارات العامة وإقفال هذه الإدارات، ابتداء من الثلثاء ٣٠ كانون الثاني لغاية 9 شباط المقبل ضمنا، وفي ضوء المستجدات في حينه يبنى على الشيء مقتضاه”.
وقالت في بيان: “يناقش المجلس النيابي ويصادق على موازنة الدولة لسنة 2024. موازنة اعدت في أصعب انهيار اقتصادي، مالي، نقدي ومعيشي، موازنة كسابقاتها منذ سنوات ، ضرائب ورسوم تفرض على شعب نهب كل ما يملك في المصارف، وعلى موظف ينفذ هيركات كامل جائر على راتبه، وعلى كل مستحقاته من تغطية صحية وتقديمات تعليمية واجتماعية. وفي ظل حملة التوظيف العشوائي غير المدروس وغير القانوني في العديد من الإدارات والأجهزة، وهدر مبالغ خيالية لهؤلاء، ولغيرهم من المنتفعين بمسميات واهية مستفزة، في الوقت الذي تدعي فيه التضخم التضخم في أعداد الموظفين وترفع شعار الترشيق، عوضا عن إعادة حقوق الموظفين بكل شرائحهم وتمكينهم من القيام بمهامهم، تعلن الهيئة استنكارها ورفضها لهذه الموازنة، التي تجاري استراتيجية الحكومة في إنقاذ واضعي اليد على حقوق محدودي الدخل ومعدوميه، والعاملون في الإدارات العامة أبرزهم”.
رسائل مشبوهة: أشارت المديريّة العامّة لأمن الدّولة في بيان الى ان “في سياق متّصل بالبيان السّابق الذي أصدرته المديريّة العامّة لأمن الدّولة حول الرسائل التي تدعو المواطنين إلى مغادرة قراهم في بعض المناطق الحدوديّة مع فلسطين المحتلّة، والتي تبيّن أنّها غير جدّيّة وتمّ التحقيق مع مطلقيها”. أضاف البيان: “ظَهَرَ اليوم توزيعُ رسائل صوتيّة ونصّيّة في المناطق الحدوديّة أيضاً وتحديداً في بلدة الجُمَيجُمَة، فأصاب الأهالي حالة من الهلع، وبدأ بعضهم بإخلاء منازلهم والنزوح. وبعد متابعة المديريّة العامّة لأمن الدّولة للأمر، قامت مديريّة النبطيّة الإقليميّة بكشف مفبركي هذه الرّسائل وناشريها من دون التثبّت من صحّتها، وأوقفتهم، وأجرت التحقيق معهم تحت إشراف القضاء، وأُجري المقتضى القانونيّ بحقّهم”. ودعت المديريّة العامّة لأمن الدّولة المواطنين “إلى عدم إطلاق مثل هذه الشائعات تحت طائلة الملاحقة القانونيّة أمام القضاء المختصّ”.
حكم الحدّ الادنى: الى ذلك، وبعد الحكم الذي اصدرته محكمة العدل الدولية امس في دعوى جنوب افريقيا ضد اسرائيل بتهمة الابادة الجماعية، كتب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على “اكس”: “ان محكمة العدل الدولية لم تستطع ان تطالب بوقف إطلاق النار وتمنت على اسرائيل تجنب اعمال الابادة في غزة”.أضاف: “انه حكم الحد الادنى والطريق طويل”
مصر تسحب سفيرها؟ وليس بعيداً، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الى ان مصر تبحث سحب سفيرها من إسرائيل.
تورط الاونروا؟ وفي سياق متصل، أثير الكثير من الجدل خلال الساعات الأخيرة، حول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، بعد اتهامات من إسرائيل بتورط مزعوم لعدد من موظفيها في الهجمات على إسرائيل في 7 تشرين الاول الماضي، مما دفع الأمم المتحدة للتعبير عن “رعبها” بشأن الأمر، فيما قررت أميركا وكندا واستراليا وايطاليا وفنلندا تعليق تمويلات مخصصة للوكالة بشكل مؤقت.وأعلنت “الأونروا”، الجمعة، طرد موظفين لديها تتهمهم السلطات الإسرائيلية بالمشاركة في هجوم حركة حماس، المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية، في السابع من تشرين الاول. في حين عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن “رعبه” بشأن الادعاءات. وقال المتحدث الرسمي للأمين العام، ستيفان دوجاريك، في بيان أنه سيتم إجراء مراجعة مستقلة عاجلة وشاملة للأونروا.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.