من نحن ؟ هذا السؤال المصيري
فادي بدر – ناشر الموقع
أول ما يتبادر الى ذهنك عندما تسأل هذا السؤال هو إسقاط هويتك الشخصية على عامل الزمكان فتكون النتيجة إصدار حكم شخصي يتفاعل مع وجودك الإنساني ضمن إطار كياني…فيكون الجواب المرتقب بشكل عام …أنا لبناني.
ولكن هل نحن نعي فعلا معنى أن تكون لبنانيا بعيدا عن أي غوغائية شعرية أو تراكض كلامي أدبي؟
لفتني كلام الدكتور سرحال ضمن حفل “تكريم” التي بثته قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال – انترناسيونال الغراء – عندما قالت أن أكثر من 90% من قاطني هذه الرقعة الجغرافية هم ذو أصول كنعانية ..أصول نتشاركها جميعا وإن كان فعل المشاركة طريح الصراع العلمي في تحديد دقية هذه النتيجة….كنعانيون نعم هذه هي النتيجة.
وإن أخذنا بمعظم التعاريف العربية على الشبكة العنكبوتية نرى بروز مصطلح “السامية” فيها…ودون الدخول في أصحيته أو عدمها نرى أنه من الواجب الشخصي لكل لبناني فينا أن يجاوب نفسه على هذا السؤال..نعم من نحن؟
سؤال مصيري يحدد تموضعك اليومي مع محيطك الإجتماعي أو الفكري أو الديني أو الروحاني…من أنا ؟ هل أنا ذاك اللبناني سليل وطن النجوم التي ما فتئنا نرددها على مسامع أجيال وأجيال أو أنا إبن وطن الرسالة هذا المفهموم الفلسفي الروحاني الذي أسقطه علينا البابا القديس…دون أن ندرك عمق قدسية هذا المفهموم.
نعم قدسية المفهوم تتأنسن في كل واحد منا ومجددا دون الدخول في أدبيات اللغة وجهبذات تعابيرها… فنحن أولاد الرسالة .. رسالة التلاقي والتآخي والتآلف رغم أي معوق اجتماعي منمق في غطاء طائفي.
هل تتصورون لبنان دون ضفتيه ؟ أو دون أي مكون إجتماعي فيه ؟ هل تدركون معنى ألا ترى جمالية تزواج قبب كنائسه مع مئذنات جوامعه أو عذوبة مقاماته المعروفية… جمالية تحمل في صورتها الكلية انصهار مكونات لو تركت لتعيش دون أي غلو سياسي أنضجت وطنا رغم الكثير من المخاضات الوجودية.
كلا… لا أريد ان يكون كلامي هذا تردادا عقيما لأي فكر تربينا عليه أو أشبعنا من ترداده فأصبح مجرد تفاعل كلمات في صومعة بعيدة اسمها وطن.
أريد من كلماتي هذه أن تكون فعل إيمان … ولا أريد أن أحدد أي إيمان … مجرد قرار شخصي بالإيمان بهذا الوطن .. وطن لا أستطيع أن أراه دون عظمة التلاقي التي فيه…. فالغرب رغم كبر المواطنة فيه لا يلاقي عمق فعل الرسالة الموجودة في هذا الوطن …هم يتلاقون على المواطنة أما نحن فنذوب إراديا في اللبننة الفكرية الوجودية.
يومها الطفلة بندلي غنتها وأبدعت .. وما زلنا حتى اليوم نرددها يوميا … اعطونا السلام وخذوا ما يدهش العالم … لا طائر فينيق ولا إبداعات ميثولوجية عقيمة توازي عظمة هذا الكيان في الخروج من أي كبوة أو محنة….رغم خطورة ودقة هذه المحنة الأخيرة … هكذا يقولون.
من نحن ؟ لا فرق لدي إن كنت كنعانيا أو فينيقيا أو أن اصلنا يعود الى مجرة “اندروميدا ثلاث”
فأنا أريد ان أكون لبنانيا ولبنانيا فقط …
لبنانيا يحمل في جينات صلاته الصباحية عمق مفهوم وطن ..طيب اسمه لبنان.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.