من فجر أعطني الناي الى صباح قدي الدولار اليوم
فادي بدر – ناشر الموقع
من فجر أعطني الناي الى صباح قدي الدولار اليوم؟
مسيرة وطن غناه الشعراء فأسقطته الطائفية… لمن الفضل؟ ربما يعود هذا الفضل الى عدم الإيمان بمصداقية هذه الأرض رغم كل ما قدمته من تضحيات وشهداء وعمالقة في مختلف المجالات … نعم فنحن لم نعط هذا الوطن حقه رغم أنه قدم لنا هوية لبنانية لم نعرف منها وفيها و معها إلا التغني بأمجاد عصور مضت
استكثروا علينا حبنا للحياة للفرح للتفاعل وللقاء الأخر…. فكل ما نطلبه هو فقط كثيرعلينا…كثرعلينا الفرح فجاءت المجاعة تحوم فوق رؤوسنا كحامل المذراة فوق أريج وطن .. كثرعلينا اللقاء فسجنا في وطن بفعل استفحال أزمة الليرة وما أجمل أن يكون صباحك مقترن بهم أول ألا وهو: “قدي الدولار اليوم؟” فمعرفة الجواب اليومي على هذا السؤال لهو ما سوف يحدد تفاعلك مع محيطك خلال هذا النهار…فالدولار نسيب اللغة والتعامل والتفاعل…وحتى التذاكي… نعم التذاكي اللبناني الذي كنا ولفترة مضت نتغنى به ولو سرا…فوقعنا اليوم أسرى سجن بنيناه بأنفسنا لأنفسنا… كيف لا و “الحربقة” المتوسطية تنغل في شرايين فكرنا موهمة إيانا بفعل تفوق جيني على محيط نتمي اليه قلبا وقالبا
في فجرالاستقلال هذه السنة يأتي العيد دون بهجة أو فرح دون رؤية مستقبلية لأبناء وطن أصبح همهم الوحيد البحث عن طريق للمغادرة … المغادرة وعدم العودة وأهل يرون في التضحية مرة أخرى سبيلا للخلاص رغم ويلات الحروب التي عايشوها وتفوقوا عليها وافتكروا حينها أن هذه هي التضحية النهائية
قدي الدولار اليوم؟ والله الدولار اليوم يسعر بأحلام الشباب وآمالهم هو يسعر ببكاء الأمهات وهموم الأباء ودورة حياتية لم تعد تعرف من الحياة سوى الأمل بالاستمرار الى الغد … وما أطول هذا الليل … وما أصعبك أيها النهار
فيا حامل المذراة تقدم…. فوطني أصبح جاهزا لأن يضحى به كشاة ذبحت على مذبح التلاعب الدولي بمصائر الشعوب… تقدم فنحن عدنا بالزمن الى عهود خلت كان الانسان فيها يشرى ويباع على طاولة الجشع الملوكي أو الأميري
تقدم… فالإستقلال أصبح عنونا رنانا لا يشحذ الهمم فشبابي خامل كئيب يبحث عن طوق نجاة في عباب بحار الغربة
أعطني الناي …. أعطني وطني… فلقد طال الانتظار
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.