نقلا عن المركزية –
أين أًصبحت مفاوضات فيينا ؟ وهل اقتربت من خواتيمها؟ من الضروري ان تتظهر في الايام القليلة المقبلة، الاجابات عن هذه الاسئلة بما ان المنطقة بأسرها تغلي وتتقلب على نيران ساخنة، وتحديدُ مصيرها ومسار الامور فيها تهدئةً ام انفجارا ينتظر أولا وقبل اي عامل آخر، ما ستخرج به المحادثات في العاصمة النمساوية: قمحة او شعيرة؟!
من اليمن الى الامن الخليجي وصولا الى العراق فسوريا فالحدود الاسرائيلية اللبنانية، برا وجوا وحتى بحرا، تُسجّل يوميا وبوتيرة لافتة خاصة في الساعات الماضية، تطوراتٌ من الصنف النوعي الخطير، التي لامست نهاية الاسبوع الماضي حدود الحروب والمعارك، وأبرزها اعلان حزب الله تصنيعه صواريخ ذكية ومسيّرات في لبنان، قبل ان يرسل اثنين منها الى تل ابيب في خطوة لا يمكن اعتبارها الا ورقة ضغط ايرانية جديدة، على المحادثات النووية.
وعليه، إما يتم التوصل الى اتفاق في فيينا يعيد الى “الاقليم” السلام ويبرّده، أو فإن الاجواء الضاغطة هذه باقية على حالها، هذا اذا لم تنزلق نحو ما هو اخطر، في المرحلة المقبلة، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
في الجديد على خط الاتفاق المنتظر، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن الوزیر حسین أمیر عبد اللهیان التقى مسؤول السیاسة الخارجیة في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على هامش مؤتمر میونیخ للأمن حيث بحثا “آخر تطورات المحادثات في فیینا وتفاصیل الاتفاقات”. كما أشار عبد اللهیان إلى أن إيران “قدمت جمیع المبادرات والمقترحات الممكنة”، وقال إن “الوقت قد حان للولايات المتحدة والدول الأوروبیة الثلاث لاتخاذ القرارات السیاسیة اللازمة وإظهار الإرادة الحقیقیة للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن”. بدوره، استعرض بوریل مختلف أجزاء النص الجاري التفاوض بشأنه في مجال رفع العقوبات والالتزامات النوویة والتحقق والحصول على الضمانات، قبل ان يعلن المنسق الأوروبي لمفاوضات فيينا اليوم: هناك تقدم حقيقي باتجاه التوصل لاتفاق في فيينا بشأن نووي إيران.
ودخلت تل ابيب بقوة على “جبهة” المفاوضات لمنع اي اتفاق قد يعرّض سلمها للتهديد وذلك بالتزامن مع تحرّكها على الجبهات في الدول التي فيها نفوذ ايراني، لـ”قمعه”، وأحدث هذه التحركات كان الجمعة عبر تحليق طيرانها سريعا، وعلى علو منخفض جدا في الاجواء اللبنانية، ردا على مسيّرات الحزب. اما في المواقف، فقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت، إن إيران تطالب خلال المحادثات النووية في فيينا بأن ترفع الولايات المتحدة الحرس الثوري الإسلامي من القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية الأجنبية كشرط للتوصل إلى اتفاق نووي، دون أن يؤكد عمّا إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد وافقت على التراجع عن قرار الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2019 الذي يقضي بإدراج الحرس الثوري على القائمة. وأكد أن الولايات المتحدة رفضت “حتى الآن مطلباً إيرانياً وهو إغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في البعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الإيراني، مضيفا إن الولايات المتحدة والدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015 اتفقت على السماح لإيران بالاحتفاظ بأجهزة الطرد المركزي المتقدمة في مخازن داخل إيران بدلاً من تدميرها. كذلك، قال بينت: على الرغم من الخلافات التي بيني وبين إدارة بايدن حول هذا الاتفاق، فإن علاقاتنا مع صديقنا وإدارته ستبقى وثيقة وقوية”.
في المقابل، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق على تصريحات بينت.
الضبابية اذا لا تزال هي السائدة في فيينا حيث في الظاهر الامور تراوح مكانها. فهل تسقط المفاوضات ام يتم انقاذها ولو بالتي هي احسن في ربع الساعة الاخير، بما يلجم اندفاعة الاوضاع في المنطقة نحو الاسوأ؟ حتى الساعة، السباق محموم بين هذه المناخات “الحربية” والمفاوضات، وسنرى قريبا مّن سيخرج منه رابحا، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.