نقلا عن المركزية –
التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه في مقابلته مساء الاثنين على قناة الحرة لا تزال تثير بلبلة واسعة وموجة احتجاجات داخلية وخارجية.
سليمان: نبه الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية ميشال سليمان إلى وجوب التزام السلطات السياسية والمسؤولين كافة في مواقفهم من الدول الصديقة، سقف السياسة العامة للدولة التي يقررها مجلس الوزراء بما يخدم المصلحة الوطنية والعلاقات التاريخية مع هذه الدول.
وأشار في بيان إلى ان التعرض للدول العربية الصديقة وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية لا يعبِّر إطلاقاً عن السياسة اللبنانية التقليدية ولا ينسجم مع الرأي العام اللبناني ولا يتماشى مع مصلحة المواطنين المقيمين والمنتشرين في دول الخليج العربي، داعياً حكومة تصريف الأعمال إلى اتخاذ الاجراءات الفورية لإصلاح ما أفسدته المواقف الاخيرة لوزير الخارجية اللبنانية
حبيش: غرد عضو كتلة “المستقبل” النائب هادي حبيش عبر حسابه على “تويتر” كاتبًا: “كثر الكلام وكثرت الردود لكن الحقيقة تبقى ساطعة… فمملكة الخير… خير في الافعال وخير في الضيافة وخير في العروبة.. وكل كلام شاذ يبقى شاذا عن الحقيقة”.
الطبش: توازيا غردت النائبة رولا الطبش عبر تويتر وقالت: ما قاله وهبه في العلن إنما هو عينة صغيرة عما يُقال في السر وفي العلن عند البرتقاليين، بدءاً من راسهم المُصرّ على نسف الطائف وتغيير هوية لبنان. اعتذار هذا الموظف الببغاء لا تنفع، المحاسبة تبدأ من بعبدا، ومطبخها العنصري الحاقد. استقالة رئيس الجمهورية هي بداية الحل، وليس أقل.
البعريني: توازيا وصف عضو “كتلة المستقبل” النائب وليد البعريني ما نشهده منذ ساعات بـ “حفلة الجنون”، وسأل: “كيف يمكن أن نثق بفريق يتحكم بالبلد وفق معايير غريبة عجيبة؟”.
وقال في تصريح: “أول مثال، أن الفريق الذي استفحل للامساك بوزارة الخارجية، برهن أن خياره لرأس الدبلوماسية، شخص موتور منفعل حاقد يجيد القطع لا الوصل، متناسيا دور المملكة العربية السعودية ودول الخليج الإيجابي والداعم للبنان، تاركا العنان لاحقاده وعنصريتهم التي لا تتلاقى مع ابسط قواعد التعاطي الدبلوماسي”، مشيرا الى أن “شربل وهبه أخطأ، كما أخطأ من عينه ورعاه وعينه مستشارا له فوزيرا من حصته”.
بويز: وزير الخارجية الأسبق فارس بويز وصف موقف وهبة بـ«الجائر وأنه لا يعبّر عن شيم لبنان وشعبه». وقال لـ «الراي» إن ما أدلى به الوزير وهبة «لا يعكس إطلاقاً موقف لبنان بل هو موقف غير مسؤول تجاه دول تربط بينها وبين لبنان وشعبه علاقات أخوة عميقة ومتينة، إضافة إلى المصلحة المشتركة».
ورأى بويز، الذي شغل منصب وزير الخارجية بين عامي 1992 – 1998 «إن هذا الموقف يُعتبر أولاً، تحدياً للرأي العام اللبناني الذي يكنّ شعور أخوة ومحبة لدول الخليج، كما أنه يشكل خطأ سياسياً وديبلوماسياً فادحاً، لأن دور وزير الخارجية يكمن عادة في بناء العلاقات مع الدول خصوصاً الشقيقة والعمل على تصحيحها، وليس هدمها وافتعال المشكلات، فكلمةُ ديبلوماسية ناتجة أصلاً عن كفاءة علمية في عملية العلاقات الخارجية، وتالياً حتى ولو ادعى البعض بأن مواقف وهبة فُسرت في غير مكانها، فإنها تُعتبر خطأً لا يُغتفر».
وأشار بويز إلى أنه «يعود لرئيس الجمهورية ميشال عون اتخاذ التدابير اللازمة، والاتصال مباشرة بقادة الدول التي استُهدفت من خلال هذا الموقف والتأكيد على متانة العلاقات، لا بل الاعتذار عما ورد واتخاذ التدابير الداخلية المتعلقة بهذا الأمر».
وعما إذا كان يخشى على العلاقات اللبنانية – الخليجية بعد كلام وهبة، قال بويز «أعتقد أن الدول العربية – الخليجية الشقيقة تعلم تماماً مكانتها في لبنان وتدرك أن هذا الموقف الذي أنكره رئيس الجمهورية والذي أصلاً تراجع عنه شربل وهبة، لا يعبّر على الإطلاق عن حقيقة الأمور، وإننا نراهن على أخوّتهم وعلى تفهّمهم لوضع الدولة المضطرب على كل المستويات، ومن هنا أعوّل على تفهمهم لحقيقة الأمور وعدم التوقف عند تصريح جائر ليس من شيم لبنان ولا يعبّر عن موقف شعبه ولا عن شعوره، ولا عن موقف الدولة التي تنكرت لهذا التصريح».
سلامه: من جهته أكد الوزير السابق يوسف سلامه في تصريح، أن “وثيقة لقاء الهوية والسيادة السياسية طالبت بحياد لبنان، كون الحياد ثقافة حياة وليس فقط دساتير جامدة وكلمات شعرية مسالمة”.
وقال :”إن موقف وزير الخارجية الأخير وردود الفعل المحلية عليه خير دليل أن هذه الدولة برموزها ومؤسساتها وقادتها لا تشبه طبيعة شعبنا وقدره ورسالته، وأننا نعيش عصر انحطاط سياسي بدأت ملامحه تتبلور منذ عقود ونضجت براعمه في هذا الزمن الرديء”.
وتابع:”مما لا شك فيه أن ردة فعل معاليه في مقابلته مع قناة الحرة مدانة ومستنكرة أشد الاستنكار، فهي تتنافى مع الثقافات الدبلوماسية المتراكمة عبر التاريخ الاستقلالي، غير أن معظم ردود الفعل عليها التي صدرت من القيادات اللبنانية أساءت إلى كرامة لبنان وكرامة دول الخليج بالقدر نفسه الذي أساء لهم كلامه، كونها اختصرت العلاقة بين لبنان والخليج بعلاقة متسول مع فاعل خير وأغفلت البعد الانساني والاخلاقي والثقافي والسياسي الذي يجب أن تدور حوله كل الطروحات”.
وختم:”لا أيها السادة، إن علاقة لبنان بمحيطه تنطوي على تكامل إنساني وحضاري وتفاعل إنمائي وحياتي، فبئس زمن تحول فيه معظم القادة إلى متسولين على ضفتي المحاور الإقليمية بدل أن يكونوا رواد محبة وتواصل وتعاون وسلام. رحم الله شارل مالك وآل تقلا وفؤاد بطرس ومن ورائهم بشاره الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاب، وأعان لبنان كي ينجو من الانهيار الكبير المنتظر ويعالج أزماته بوعي وإتقان، علما أنه يستحيل ذلك إلا من خلال انتفاضة نخبوية راقية تعيده إلى حيث كان وطن الفكر والرقي والحياة المشتركة”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.