نقلا عن المركزية –
هل يمكن القول ان عملية تأليف الحكومة تلقّت اليوم ضربة قاضية بعد خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورد الرئيس سعد الحريري عليه؟ نصرالله اعلن، لمناسبة إحياء العاشر من محرم، أن “سفينة إيرانية ستنطلق اليوم في اتجاه لبنان وستحمل معها المازوت، على ان تتبعها سفن أخرى إن شاء الله”. وقال “من الطبيعي أن نكون في المواجهة مع مشروع الهيمنة والتسلط الاميركي على خيرات منطقتنا. ولو تحركت الدولة من اليوم الأول لمنعت كل أشكال الإذلال التي عاناها اللبنانيون خلال الأسابيع الماضية ولا يكفي أن تصادر القوى الأمنية كميات المحروقات المخزنة بل يجب الزج بالمحتكرين في السجون”. وتوجه إلى الاميركيين والاسرائيليين “إن السفينة التي ستبحر بعد ساعات من إيران هي أرض لبنانية ولا نريد أن ندخل في تحد مع أحد بل نحن نريد أن نساعد شعبنا ونحن قوم نرفض أن يذل شعبنا، وهذه حرب”، مشيرا الى ان “هناك من يريد أن يفرض خيارات على اللبنانيين ونعرف أن الإدارة الأميركية هي التي تدير هذه الحرب الاقتصادية”.
الحريري سارع الى الرد، في موقف مثقل بالرسائل والدلالات يوحي بأن خطوة جر النفط الايراني الى بيروت، لن تكون لها تداعيات سلبية اضافية على علاقات لبنان بالعالم وبمحيطه العربي، بل على جهود تشكيل الحكومة ايضا. اذ سأل في بيان “هل ما سمعناه هذا الصباح عن وصول السفن الايرانية هو بشرى سارة للبنانيين أم هو إعلان خطير بزج لبنان في وحول صراعات داخلية وخارجية”؟ وتابع “يعلم الحزب أن سفن الدعم الايرانية ستحمل معها الى اللبنانيين مخاطر وعقوبات اضافية على شاكلة العقوبات التي تخضع لها فنزويلا ودول أخرى. إن اعتبار السفن الايرانية أراض لبنانية يشكل قمة التفريط بسيادتنا الوطنية، ودعوة مرفوضة للتصرف مع لبنان كما لو انه محافظة ايرانية. ونحن بما نمثل على المستوى الوطني والسياسي لن نكون تحت اي ظرف غطاء لمشاريع إغراق لبنان في حروب عبثية تعادي العرب والعالم”، مضيفا “نعم إن ايران تعطل تأليف الحكومة. والا كيف تجيز الدولة الايرانية لنفسها مخالفة القوانين الدولية فتقبل بارسال السفن الى لبنان دون موافقة الحكومة اللبنانية ؟ فهل نحن في دولة تسلم فيها حزب الله كل الحقائب الوزارية، من الصحة الى الاقتصاد الى الدفاع الى المرافئ والاشغال العامة ، له ساعة يشاء أن يطلب الدواء من ايران، وان يستدعي السفن الايرانية المحملة بالمازوت والبنزين وان يهدد بادخالها بحرا وبرا وجهارا نهارا، رغما عن السلطات العسكرية والامنية”؟ وأضاف “نعم المواقف التي سمعناها قبل قليل تقول للبنانيين انهم لا يريدون حكومة. فأي حكومة هذه التي يريدونها أن تفتتح عملها باستقبال السفن الايرانية والاصطدام مع المجتمع الدولي، في وقت أحوج ما يكون فيه لبنان الى حكومة تحظى بدعم الاشقاء والاصدقاء”. وختم الحريري “يستطيع حزب الله ان يحصل على تأشيرة تواطؤ مع العهد، وان يغطي نفسه بصمت الفريق الرئاسي، لكنه لن يحصل من اكثرية اللبنانيين على اجازة مرور لتسليم لبنان للسطوة الايرانية. هذه مواقف ستضاعف من معاناة الناس المعيشية والاقتصادية، وتشق الطريق السريع الى جهنم”.
اذا كان قرار رفع الدعم عن المحروقات رآه العهد موجها ضد مساعي التأليف، علما انه، عمليا، يُفترض ان يسهّلها لانه حرّر الحكومة من قرار صعب لا بد مند، فإن ما فعله الحزب اليوم، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ومقاربة الحريري لها بهذه السلبية والصرامة، يمكن القول انها اصابت من التشكيل مقتلا. فالرئيس المكلف نجيب ميقاتي، اذا اراد ان يكون صادقا مع نفسه ومع نادي رؤساء الحكومات السابقين الذين رشحوه، سيكون موقفه هو نفسه من الحريري. اي ان الرجل يجب ان يعتذر عن عدم تشكيل حكومة سيتقاسم طاولتها مع مَن يعزلون لبنان عن العالم ويعكّرون علاقاته مع محيطه، خاصة اذا كانت ستبدأ عملها بنفطٍ ايراني بدلا من الدعم الدولي المرجو! فهل تبحر المصائب السياسية الاضافية الى بيروت، على متن السفن الايرانية؟
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.