نقلا عن المركزية –
أكد الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله ان “المعركة في جبهتها اللبنانية قامت بدور كبير في إطار المواجهة الكبرى وهي تواصل إلحاق الخسائر المادية والمعنوية والنفسية للعدو، وتقدّم التضحيات”.
وقال نصرالله في كلمة له خلال الاحتفال التأبيني تكريماً للشهيد القائد سامي طالب عبدالله (أبو طالب”، “من أوضح الدلائل على فعالية الجبهة اللبنانية هو الصراخ والتهديد والتهويل الذي نسمعه من قادة العدو ومسؤوليه ومستوطنيه.. إن لم تكن فعالة لماذا سيتدخل العالم لفصلها عن جبهة غزة؟” ولفت السيد نصرالله إلى أنه “منذ بداية طوفان الأقصى هناك ماكينة إعلامية وظيفتها التبخيس بجبهات الإسناد وما يجري في غزة”.
وأكد ان “جبهة لبنان حجبت قوات العدو عن المشاركة في غزة وجزء منها قوات نخبة لأن هناك خوف لدى العدو من دخول المقاومة إلى الجليل الأمر الذي يبقى مطروحًا في حال تطور المواجهة”.
وتابع نصرالله أن “أحد القادة الإسرائيليين الكبار، قالوا لولا هذه الجبهة لكانت قد توفرت القوات الكافية لهزيمة غزة”، مشيراً إلى أن العدو “لا يعترف بخسائره في جبهة الشمال كي لا يمارس ضغوطاً على الحكومة ونتنياهو الذي يعتبر أن أولويته القصوى الحرب على غزة”.
وقال إن “جزء من حرب العدو الإعلامية والنفسية عدم الاعتراف بقتلاه وخسائره بالمقابل الإعلام الحربي ينشر العمليات”. وأكد أنه ” من الإنجازات تهجير المستوطنين، وتعطيل الصناعة والزراعة والسياحة في الشمال لما يمثّله من مكانة”، وقال “الطائرات الحربية “الإسرائيلية” شنّت غارة استهدفت بلدة عيتا الشعب”.
ولفت إلى انه “من الإنجازات أنه لأول مرة في تاريخ الاحتلال (1948) يتشكل حزام أمني في الكيان”، مؤكداً أن “العدو يخاف أن تتدحرج الأمور إلى حرب وهذا ما يؤثر بقوة على جبهة غزة ويجبره على الاقتصاد بالذخائر”.
وشدد نصرالله على انه من نتائج المواجهة أيضاً تحطّم صورة الجيش الإسرائيلي وتحطم مصداقيته، وقال “جبهتنا وبقية الجبهات حاضرة بقوة على طاولة التفاوض التي يراد من خلالها الوصول إلى نتائج محددة”.
وأكد السيد نصرالله أن “الأساطيل الأميركية التي جاءت إلى البحر الأحمر وبحر العرب لمنع اليمنيين من استهداف السفن الإسرائيلية، ورغم كل إمكانياتها فقد عجزت عن حماية السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى الكيان وهذا فشل كبير لأهم أسطولين بحريين في العالم”.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي لعدم قدرته على خوض حرب في هذه الجبهات فقد تكفل البريطاني والأميركي بجبهة اليمن، مشيراً إلى ان “جبهة العراق تستنزف بدرجة كبيرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية والدفاع الجوي في المنطقة، والعدو الإسرائيلي لا يعترف بما يصل من صواريخ ومسيرات”.
كما اكد أن الاحتلال عجز أمام تضحيات المقاومين في غزة ورفح، وقال إن “الاحتلال يعتبر أن قضاءه على 4 كتائب في رفح يحقق له النصر المطلق وهذا خداع وليس نصراً”.
ولفت إلى ان هناك جو كبير داخل الكيان ينفي أن هناك نصر مطلق، وقال “نحن هنا أمام حقيقة كبرى تسطّرها غزة والضفة”، مؤكداً أن العدو يلهث خلف نصر كاذب لا حقيقة له على أساس أنه انتصار في غزة. وقال السيد نصرالله “إذا كان هناك أكثر من 8600 معاق إذاً كم هناك من المصابين؟”.
وبما خص الجبهة اللبنانية، تحدث السيد نصرالله عن وضعية المواقع الإسرائيلية، وقال “العدو أدرك من 8 تشرين أنها ستكون مستهدفة وأننا على دراية تامة بها ولذلك قام بإخلاء كبير للمواقع، لكنه لم يخلِ المواقع كاملة وفيها ضباط وجنود وهو يخشى من أي اقتراب أو سيطرة عليها”.
واكد السيد نصرالله أن استهداف المواقع الاسرائيلية يؤدي إلى قتلى وجرجى واستنزاف نفسي، وقال إنه “بعد إخلاء المواقع لم يقدروا على الابتعاد وانتشروا في محيط المواقع بين الشجر والغابات والتلال، ولفت إلى “ان هذا انتشار جديد وتطلب الحصول على معلومات جديدة، ونحن كان لدينا القدرة للحصول على معلومات جديدة والدقيقة التي تستطيع أن تحدد احداثيات المواقع والمدافع والدبابات والقبة الحديدة”.
وقال “ضرب المواقع يوقع قتلى بجنود العدو وجرحى ما دفعهم للانتشار حول المواقع ما يعني جمع معلومات جديدة وكانت المقاومة قادرة على جمعها حتى صرنا نعلم مكان الخيمة أين”. واضاف: “العدو اضطر أن يستحدث مواقع في الفلوات (ملاعب فوتبول..) الحمدلله أن “هدهدنا” يأتينا بمعلومات عنها وتستهدف بباقي “الطير الصافات””.
وأضاف أن “المقاومة خلال 8 أشهر لم تكن تضرب “عواميد” بل تتبع استراتيجية الإعماء لا بل تصمّ أذنيّ العدو أيضاً”، وقال “كل شيء تراه أعيننا وتصل إليه أيدينا لا نوفّر استهدافه في هذه الجبهة”.
وأكد “ما نشرناه البارحة من فيديو هو مقتطفات قصيرة ومُنتخبة من ساعات طويلة فوق حيفا”، وأضاف “لدينا ساعات طويلة عن تصوير حيفا وما قبل حيفا وما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا، ونحن نقاتل بناء على رؤية ومعلومات وإحداثيات دقيقة”.
وقال السيد نصر الله “لا يوجد حدود عليها تقنيات الكترونية وفنية كالتي على حدود لنبان وغزة ولذلك خلال 4 أشهر عملت المقاومة في لبنان على إعماء العدو وإغلاق أذانه وبات بمقدورنا ضرب قاعدة “ميرون” ساعة نشاء”.
وعلى مستوى السلاح، أكد نصرالله “نحن قاتلنا بجزء من سلاحنا حتى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة “لن أقول ما هي رح تبيّن في الميدان” كما جرّبنا أسلحة جديدة”.
وكشف السيد نصرالله “نحن نصنّع مسيّراتنا ولدينا عدد وفير منها، كما نصنّع في لبنان بعض أنواع الصواريخ التي نحتاج إليها”، وقال “بعد 8 أشهر جبهتنا تقول للعدو أن كل ما كان يجب أن يصل إلى لبنان قد وصل”.
وأكد : “لدينا القدرة البشرية الكافية والمتحفّزة والجاهزة، وهناك قوة بشرية للمقاومة لم يسبق لها مثيل، “قطّعنا الـ100 ألف كثيراً”. وقال: “لدينا القدرة البشرية الكافية والمتحفّزة ونحن نعاني مع الإخوان الذين يريديون الالتحاق بالجبهات ونحن نمنعهم وفقَا لما تحتاجه الجبهة”.
وكشف نصرالله “اتصل بنا قادة حركات مقاومة قالوا نريد أن نرسل مقاتلين قلنا لهم أن ما لدينا يكفي لا بل يزيد بالنسبة للمعركة”، وأكد ان لدى المقاومة ما يزيد عمّا تقتضيه الجبهة حتى في أسوأ ظروف الحرب.
وأكد أن “البيئة الحاضنة هي من أهم عناصر القوة في تجربة المقاومة وهي بيئة صامدة وصابرة، تقدم بيوتها وأموالها وأرزاقها وشهداء”. وشدد السيد نصرالله أن “هذه البيئة ما زالت صامدة وهي مدعاة للافتخار والاعتزاز”.
وقال نصرالله “وفق وضع بيئتنا الوطنية والوضع الداخلي للعدو، وبالتوكل على الله تعالى والثقة بعونه ونصره واستناداً إلى ما لدينا من عناصر قوة ووضعية محور المقاومة والحافزية والقدرات وبالنظر إلى واقع العدو نستطيع أن نقول أن كل ما يقوله العدو ويأتي به الوسطاء من حرب على لبنان لا يخيفنا ولا يجب أن يخيفنا”.
واكد نصرالله ان “العدو يعرف جيّداً أننا حضرنا أنفسنا لأصعب الأيام وهو يعرف جيداً ما ينتظره ولذلك كان مردوعاً من 9 أشهر”، وقال “ما حققناه في جبهتنا غير مسبوق في تاريخ الكيان، وهو يعرف أنه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن مسيراتنا وصواريخنا، ليس قصفاً عشوائياً والدليل الهدهد”.
وقال نصرالله “لدينا بنك أهداف حقيقي والقدرة على الوصول إلى الأهداف في الكيان، ما ينتظر العدو أيضاً في البحر الأبيض المتوسط كبير جداً، وهو يعرف أن هذا الجيش ليس قادراً على معركة بهذه الحجم والدليل عملية الوعد الصادق من قبل إيران”.
وأكد أن “على العدو أن ينتظرنا جواً وبراً وبحراً”، وشدد “إذا فرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا قواعد أو ضوابط أو أسقف”. وقال ليعلم “الإسرائيلي” وسيّده الأميركي تداعيات الحرب على لبنان والمنطقة كله.
وأضاف السيد نصرالله “لدينا معلومات أن العدو يجري مناورات في قبرص في مناطق ومطارات قبرصية، وهو يعتبر أنّه في حال استهداف مطاراته سيستخدم المطارات والمرافق القبرصية، لذلك يجب أن تعلم الحكومة القبرصية أن فتح المطارات والقواعد القبرصية للحرب على لبنان، سنتعامل مع قبرص كأنها جزء من الحرب”.
وقال “الذي يجب أن يخاف في ظل المعطيات الراهنة هو العدو، أما نحن سنواصل إسنادنا لغزّة وفي نفس الوقت حاضرون لكل الاحتمالات، لن يوقفنا شيء”.
وأكد أن “الحل واضح، وقف النار في اليمن والعراق ولبنان حلّه، وقف النار في غزة وفق الشروط الملائمة للمقاومة الفلسطينية”.
وفي كلمته، توجه الأمين العام لحزب الله ا إلى عائلة الشهيد أبو طالب فرداً فرداً أبارك لهم شهادة الحاج ونعزّي بفقده. وتوجه السيد نصرالله إلى عائلات المجاهدين الذين استشهدوا مع الحاج أبو طالب وهؤلاء الإخوة من فريق الحاج المتواجدين معه دائماً وبشكل مباشر، وقال “موقف عوائل الشهداء من ناحية الاحتساب والرضا وإعلان العزم والتصميم لمواصلة التضحيات مشرّف”.
ولفت إلى ان “الشهادة في الفهم الإسلامي سعادة وبشرى واصطفاء إلهي واجتباء من الله ولذلك كلّه الشهادة فوز عظيم وانتصار حاسم”، وأكد السيد نصرالله ان “الشهادة فوز وانتصار وهي ليست هزيمة ولا موتاً، هذه نقطة القوة في جبهات المقاومة وساحاتها وأخطر ما يواجهه الكيان هو أن من يقاتل في الساحات يحمل هذا الفكر وهذا الإيمان ولذلك نجد هذا الصبر والرضا عند عوائل الشهداء”.
وقال السيد نصر الله “الشهيد أبو طالب بدأ كمقاتل عاديّ كما الجميع وبدأ يتقدّم بسرعة بسبب روحيّته”، ولفت إلى ان الشهيد أبو طالب ” كان في بداية شبابه قائداً لمحور صدّيقين، وفي الـ92 كان من الكادر الجهادي الذي غادر إلى البوسنة”.
ولفت إلى ان الشهيد أبو طالب كان “قبل العام 2000 كان مسؤولاً لمحور بنت جبيل في عمليات المقاومة ومسؤول محور خلال حرب تموز في عام 2006 بعد ذلك في العام 2016 أصبح مسؤولاً لوحدة نصر حتى استشهاده”.
وقال “أعرف الشهيد أبو طالب عن قرب، هو معروف لدينا بالتدين والإيمان والأخلاق الحسنة والتواضع والاهتمام بالجوانب الروحية.. بشره في وجهه وحزنه في قلبه”
ولفت نصرالله إلى ان الحاج أبو طالب كان كثير المعونة ومفيداً لأهله وشعبه ومقاومته، وأضاف “لم يكن الحاج إنساناً معقّداً ودينه قويّ ومن مميزاته حنانه ومحبته للناس، ورغم كونه مسؤولاً عسكرياً كان حريصاً على الناس في الأشهر الأخيرة، وقد جمع العلم والعمل والخبرة والتجربة”.
وتابع: “الحاج أبو طالب كان صاحب المعنويات العالية، رغم الشدائد كان مقداماً شجاعاً ووقوراً ولا يستسلم أمام الصعاب وصاحباً للهمة العالية والبيان السهل وكان بحق رجل الميدان والخطوط الأمامية”.
وأكد السيد نصرالله أن الشهيد أبو طالب “كان القائد الذي أينما وجد يملأ قلبك طمأنينة وثقة ويقيناً بأن هناك جبل شامخ تستند إليه”.
وقال: “لا شك أن خسارتنا للحاج كبيرة لكن حسبنا أنهم مضوا شهداء ونالوا أسمى أمانيهم وتركوا خلفهم من يحمل نفس الروح والعزم والعقل ولذلك كان رد المقاومة على الاغتيال كبيراً لنقول للعدو أن هذه الوحدة التي قتلتم بعضاً من مسؤوليها ازدادت عزماً على مقارعة العدو”.
وأكد أن الشهيد أبو طالب “لم يكن يقاتل 8 أشهر في الجبهة طاعة للقيادة فقط بل إيماناً بهذه المعركة ومبادئها”، وكان “كان القائد الميداني الأول الذي افتتح الجبهة نصرة لغزة”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.