نقلا عن المركزية –
حينما يفترش اساتذة الجامعات الطرق محاولين قطعها، ويتعرضون للمواجهة والضرب من القوى الامنية لمطالبتهم بالبتّ بملف الجامعة الوطنية وحقوقهم، عن اي دولة نسأل بعد؟ وعن اي مستقبل؟ وهل من يتجرأ بعد على مواجهة من يسعى الى الهجرة من اصغر طفل الى أكبر كهل؟ هو الانحطاط بكل ما تختزن الكلمة من معنى، هو الافلاس الاخلاقي والسياسي الذي بات صفة ملازمة للسلطة السياسية في لبنان وقد ضربت في الصميم كل محاولة يبذلها اللبنانيون الشرفاء لاعادة بناء وطنهم وقضت على آخر الامال بامكان الاصلاح وتغيير الواقع المرير المعيب فيما يبقى بصيص النور الوحيد في استحقاق 15 ايار ان سُمح له بان يحصل وان لم يسابقه الانفجار الاجتماعي الذي بات وشيكا جدا على ما يبدو والمؤشرات اكثر من ان تحصى.
مجلس الوزراء: المنظومة الحاكمة الغارقة في خلافاتها تبحث بدورها عما يبقيها في مواقعها، وعن ذبائح تقدمها لأولياء امرها لتحظى برضاهم، ويبدو ان القطاع المصرفي هو الاكثر طلباً، واستهدافه مطلوب مهما بلغ الثمن. اما الكابيتال كونترول الذي بات من دون جدوى ويشكل نادة انتخابية شعبوية بامتياز فحاضر اليوم مجددا في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في قصر بعبدا وسط توقعات بالوصول الى اتفاق حول صيغة جديدة علّ مجلس النواب الحالي يقرّها قبل انتهاء ولايته، ليتحرك في ضوئه صندوق النقد الدولي، علما ان رئيس الجمهورية ميشال عون استقبل اليوم بعثة من الصندوق برئاسة رئيس البعثة أرنستو راميريز، وعرض معها مسار المفاوضات مع الجانب اللبناني لإطلاق خطة التعافي الاقتصادي والمالي، واجتمع بعدها مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
اقراض الدولة: في الاثناء، وبينما كان يفترض ان يشارك في الجلسة لو عقدت في السراي، رأس حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد الظهر اجتماعاً للمجلس المركزي لمصرف لبنان، وذلك للبحث في موضوع إقراض الدولة من العملات الأجنبية وفق قدرات مصرف لبنان، والأولوية لقطاعَيّ الكهرباء والدواء. وبعد الاجتماع اعلن سلامة أن المجلس وافق على تمديد العمل بالتعميم الرقم 161 لغاية نهاية شهر نيسان المقبل، قابل للتجديد.
الاساتذة يعتصمون: وقبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء، شهد محيط القصر الجمهوري في بعبدا، اعتصاما لرابطة الأساتذة المتعاقدين، وطالب المعتصمون وزير التربية عباس الحلبي بالبتّ بملف الجامعة اللبنانية المتعلّق بالعمداء والملاك والمتفرغين والمدربين من خارج جدول الاعمال.، وقد حصل تضارب بين الاساتذة والقوى الامنية لمنعهم من قطع الطريق.
لا نصاب: في المقابل، لم يكتمل نصاب جلسة لجنتي الادارة والعدل والمال والموازنة اليوم، والتي كان على جدول أعمالها اقتراح القانون الرامي الى استرداد الاموال النقدية والمحافظ المالية المحولة الى الخارج بعد تاريخ 17 تشرين الاول 2019. وتعليقاً على الحضور الهزيل اليوم في جلسة اللجان، غرّد النائب ابراهيم كنعان عبر “تويتر”: “الانتخابات محاسبة مش تصاريح، وبالرغم من التعطيل كنا ورح نبقى رأس حربة التشريع الاصلاحي وبمقدمتها التوظيف العشوائي واستعادة الاموال والتدقيق الجنائي والكابيتال كونترول مش الكابيتال freeze والاثراء غير المشروع وغيرها. احترموا القوانين وطبقوها وحاسبوا المخالفين قبل البكاء على غيرها!”.
الراعي والانهيار: وسط هذه الاجواء، إعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ان “طالما لا نشخص مشكلتنا في لبنان نحن ذاهبون إلى الانهيار تماما كالمريض“. كلام البطريرك جاء في خلال رعايته في بكركي ندوة حوارية بعنوان “الحضور المسيحي في الشرق الأوسط التحديات والخيارات والسياسات” التي نظمتها مجموعة “نختار الحياة“. وتابع “للأسف لن نخرج من مشاكلنا إذا لم نشخص ما بنا واذا لم نبحث عن الحلول إنما سنتخبط اكثر في المشاكل وستكبر كما ترونها اليوم“.
عون والنزوح: على صعيد آخر، أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا خلال استقبالها في قصر بعبدا، ان “لبنان كان يأمل ان يركز تقرير الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش حول تطبيق القرار 1701 الذي تمت مناقشته قبل أيام في نيويورك في اطار الإحاطة الدورية، على تداعيات النزوح السوري الى لبنان، لا سيما وان الأمين العام للأمم المتحدة زار بيروت وعاين عن كثب واقع النزوح واستمع الى وجهات نظر المسؤولين اللبنانيين في هذا الصدد“. ولفت الرئيس عون المسؤولة الأممية الى ان “بعض ما ورد في التقرير حول أوضاع النازحين السوريين لم يعكس حقيقة ما يعانيه لبنان على مختلف الأصعدة جراء وجود نحو مليون و500 الف نازح سوري على أراضيه”، مشيرا الى ان “لبنان لم يعد يحتمل مثل هذا الوضع، علما ان التقرير الذي تحدث عن “ضرورة معالجة جذور الازمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بلبنان” لم يشر الى الانعكاسات السلبية لهذا النزوح على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، فضلا عن ارتفاع منسوب الجريمة“. وتمنى الرئيس عون ان “يلحظ التقرير المقبل هذه النقاط الأساسية التي تقلق المسؤولين والمواطنين اللبنانيين”، مجددا الدعوة الى “تأمين المساعدات للسوريين داخل الأراضي السورية لتشجيعهم على العودة لان حصولهم على مساعدات وهم في لبنان سيشجعهم على عدم العودة”، متسائلا عن سبب “عدم التجاوب الدولي مع هذا المطلب اللبناني الذي تكرر في اكثر من مناسبة من دون ان يلقى أي ردة فعل إيجابية، الامر الذي يثير علامات استفهام حول نيات بعض الدول في إبقاء النازحين في لبنان على الرغم من عودة الامن والاستقرار الى غالبية المناطق السورية“.
الانتخابات في موعدها: وكرر الرئيس عون التصميم على “اجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في 15 أيار المقبل بعد تأمين الاعتمادات المالية اللازمة لها وإنجاز الكثير من الترتيبات المرتبطة بها“.
تنسيق قواتي – اشتراكي: في السياق الانتخابي، وفيما تم تسجيل 14 لائحة في الدوائر المختصة في وزارة الداخلية وانسحب 28 مرشحا حتى الساعة،سجلت في اطار التنسيق بين القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، زيارة لعضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور، الى رئيس حزب القوات سمير جعجع ، موفداً من رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط. وعقب اللقاء الذي استغرق ساعة ، وضع ابو فاعور الزيارة في سياق التنسيق الدائم بين “القوات” والحزب الاشتراكي، اذ انه “تنسيق سياسي وليس فقط انتخابيا يقوم على اساس صلب، وفق المصالحة التاريخية في الجبل يوم زار الرجل الكبير البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير المختارة”، معتبراً ان “تلك المصالحة نتمسك بها اليوم اكثر من اي وقت مضى”. وفي المجريات السياسية، رأى ان “المعركة الانتخابية القادمة لها اساس سياسي مشترك تحديدا في بناء الدولة، على اهمية الدفع لهذا المشروع على حساب اي افكار او مشاريع أخرى”. اما عن المجريات الانتخابية، فقال “الامور تتقدم على مستوى جبل لبنان في العلاقة والتنسيق بين “القوات والاشتراكي” واطراف اخرى، والامور باتت على قاب قوسين او ادنى، من الانجاز الكامل، اما بقية المناطق فلها اعتباراتها التي تناقش بحيثياتها الخاصة”.
الى ذلك، اشارت معلومات mtv الى ان “القوات” و”الإشتراكي” ارتأيا أن تكون لكلّ منهما لائحة في البقاع الغربي و”القوات” مع مرشّحها الأساس داني خاطر ستتحالف مع مستقلّين تتبيّن أسماؤهم تباعاً و”الاشتراكي” مع الجماعة الاسلامية ومحمد القرعاوي“.
مخزون القمح: معيشيا، وفيما الغلاء يصيب كل شيء والازمة تشتد في الخبز والمحروقات والقطاعات كلها، وفيما الاسعار تحلق بشكل غير مسبوق وقد قفز سعر الخضار والفاكهة في شكل هستيري في اليومين الاخيرين، وقد تخطى سعر الكيلو الواحد لبعض الخضار الاساسية الـ30 او 35 الف ليرة، دعا نقيب أصحاب الأفران علي ابراهيم، إلى “الإسراع في الإجراءات اللازمة لأن مخزون القمح يتناقص.وأكّد أنّ “عندما تصل كمية جديدة من القمح طبيعي أن يرتفع سعر ربطة الخبز وقد يصل إلى 20 أو 25 ألفاً في حال رفع الدعم“.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.