نقلا عن المركزية –
جملة مستجدات على مستوى من الاهمية ذات صلة بالملف الرئاسي طفت اليوم على واجهة الحدث المحلي. اولها فرنسي وثانيها قطري. الاول دعوة فرنسية واضحة للمسؤولين اللبنانيين و”بالعربي المشبرح” لايجاد خيار ثالث لحل الازمة، ما يعني عمليا اقفال صفحة المرشحين الحاليين سليمان فرنجية وجهاد ازعور. والثاني زيارة قطرية لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بحثت الملف الرئاسي حكما.
وما بين الحدثين موقف لافت وزيارة . الموقف لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ردا على رئيس مجلس النواب نبيه بري والزيارة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى دار الفتوى.
انزعاج دولي: في ظل استمرار اللقاءات القطرية الرئاسية الاستطلاعية بعيدا من الاضواء، في لبنان، سجلت مواقف فرنسية للمبعوث الرئاسي جان ايف لودريان من الاستحقاق تسبق عودته “المفترضة” الى بيروت الشهر المقبل.ففي كلام متقدّم، دعا لودريان المسؤولين اللبنانيين إلى إيجاد “خيار ثالث” لحلّ أزمة الرئاسة. وقال في مقابلة مع وكالة” فرانس برس “: من المهم أن تضع الأطراف السياسية حداً للأزمة التي لا تطاق بالنسبة إلى اللبنانيين وأن تحاول إيجاد حل وسط عبر خيار ثالث”، لافتاً إلى أن” الدول الخمس التي تتابع الملف اللبناني “منزعجة للغاية، وتتساءل عن جدوى استمرار تمويل لبنان”.
السفير عند رعد: ليس بعيدا، أعلنت سفارة قطر عبر حسابها على منصة “إكس” أن سفير دولة قطر لدى الجمهورية اللبنانية الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، زار امس “السيد محمد رعد، نائب في البرلمان اللبناني ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة. تم خلال الاجتماع، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة”.
لم تؤد قسطك! في الاثناء وبعد ان اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري ان مبادرته الحوارية انتهت مشيرا الى انه ادى قسطه الى العلى، توجه اليه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في بيان، قائلا: دولة الرئيس نبيه بري، لا لم تؤدِّ بعد قسطك للعُلى. أولاً، من الجيّد يا دولة الرئيس، بعد أن لمستم ورأيتم أنّ كتلاً نيابيّةً أساسيّةً وعدّة نوابٍ من المستقلين والتغييرين لم يقتنعوا بما تسمونه أنتم حوارًا ، وهو ليس بحوار طبعًا بل إمعانًا في مزيد من إضاعة الوقت واستمرار الشغور الرئاسي، أن تعدلوا عن المبادرة التي كنتم قد أطلقتموها. ثانيًا، إنّ مَن يتعمّد قطع الحلول الداخليّة هو مَن عطّل جلسات الانتخاب التي دعوت إليها بدءًا بالجلسة الأولى، وصولاً إلى الجلسة الثانية عشرة، فكان يسارع إلى الانسحاب من مجلس النواب، وأمام وسائل الإعلام كلّها، حتى قبل انتهاء الدورة الأولى؛ فيما مَن شارك في الجلسات، ورفض الانسحاب منها، ودعا إلى دورات متتالية ، حتى انتخاب الرئيس كان يعمل وما زال، للبننة الاستحقاق الرئاسي وتزكية الحلول الداخلية. ثالثًا، عن أيّ حوار تتحدّث يا دولة الرئيس وأحد أركان الممانعة قال بصريح العبارة “نريد حوارًا لإقناعهم بمرشّحنا”، فيما الحوار يكون نتيجة استعصاء وقناعة بضرورة الذهاب إلى مساحة مشتركة، وليس بتبني وجهة نظر على حساب أخرى، وليس بالتمسّك بمرشّح نال بحدّه الأقصى 51 صوتًا، وهو مرفوض من شرائح لبنانيّة ونيابيّة واسعة، كما ليس بتعطيل الدستور والإصرار على مرشّح يفتقد إلى مقوّمات انتخابه. هذا ،فضلاً عن أنّ الدستور واضح فهو ينصّ على أنّ الانتخابات الرئاسيّة تحصل من خلال دورات متتالية، وأنّ تحويل الحوار إلى ممرٍّ إلزامي للانتخاب يشكّل انقلابًا على الدستور. رابعًا، قلتم يا دولة الرئيس “فليتفضّل مَن رفض الحوار أن يقدِّم لنا بديلا”، وأنا اقدِّم لكم البديل من صلب موقفكم بالذات، حيث جاء على لسانكم حرفيًّا “كان في مقدورنا أن نجتمع، فإن توافقنا فهذا خير للبلد، وإن لم نتوافق، فلا يعني ذلك نهاية الطريق، بل في كلا الحالتين ننزل الى مجلس النواب ونَحتكم الى صندوقة الاقتراع في جلسات انتخاب متتالية ومفتوحة حتى نتمكّن من انتخاب رئيس للجمهوريّة، وليربح مَن يربح”، وبالتالي لماذا لا تعتبر بكل بساطة، يا دولة الرئيس، أنّنا لم نتوافق فيصار بعدها الانتقال مباشرة إلى الشقّ الثاني من مبادرتكم عبر الدعوة إلى جلسة بدورات متتالية، حتى الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد ؟ (….) وختم جعجع “الحلّ، يا دولة الرئيس، موجود وهو بيدكم، وجلّ ما هو مطلوب منكم الدعوة إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، وأغلب الظنّ أنّه سيكون لنا رئيس للجمهورية في الدورة الثانية”.
باسيل للحوار ولكن: من جانبه، وبعد زيارته ووفد من الوطني الحر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، قال رئيس التيار النائب جبران باسيل “نؤكد مجددا، أنَّ هذا البلد هو بلد شراكة، وتغيير الشراكة في أيِّ ظرف كان لا بد من توافق كل اللبنانيين مراعاة للشراكة المتوازنة، نحن الآن في مرحلة استحقاق لرئاسة الجمهورية، وهناك استحقاقات ثانية، وكل محاولة لتغييب أحد الأطراف اللبنانية فيها ضرب للدستور وللميثاق ولروحية العيش معا”. ورأى “ان ما يحصل هو عمليا تفويت فرصة، وتضييع وقت، ونحن بصدد إنجاز هذه الاستحقاقات الدستورية في وقتها”. وقال ” إنَّ موضوع رئاسة الجمهورية ليس له حل إلا بالتفاهم والشراكة “المتوازنة” كما ذكرنا، والتفاهم بطبيعة الحال يتطلب حوارا، ونحن لم نكن يوما إلا مع الحوار، لكن الحوار حتى يكون مجديا ويوصل إلى نتيجة، أكدنا لسماحته أن الحوار له ظروفه كي لا نقول شروطه، حتى نحقق نجاحه، منها أن يعقد حول طاولة مستديرة، وأن يسمح بالتشاور الثنائي والثلاثي. وما يؤدي إلى انتخاب رئيس وفق خطوط عريضة، يتفق عليها اللبنانيون، إن من حيث الشخصية أو المواصفات والبرنامج الذي يتعهد بتنفيذه”.
الداخل الاساس: وكان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان اكد في رسالته بمناسبة المولد النبوي أن “الحراك الداخلي هو الأساس في إنجار الاستحقاق الرئاسي، والحراك الخارجي مساعد وداعم له، وعلى القوى السياسية كافة تحمل مسؤولياتها تجاه الوطن والناس”، مشددا على أن “الاستحقاق الرئاسي سيحصل مهما اشتدت العواصف كي نضع حداً لآلام اللبنانيين”. واعتبر أن “اتفاق الطائف سيبقى الضامن للشراكة الاسلامية – المسيحية، ولا مكان أبداً للطروحات التي تمزق الوطن وتفرق اللبنانيين”. وأشار إلى أن “الأوضاع السائدة في وطننا منذ سنوات لا تدلّ أبداً على أي التزام أخلاقيّ من أي نوع من جانب كثير من المسؤولين السياسيين والإداريين”. وأضاف:”اللبنانيون تعبوا وأفقرتهم السياسة وهجّرت أبناءهم وشرّدتهم وآن الأوان للاستجابة لآلام الناس ومطالب الشعب الحياتية والاجتماعية والمعيشية وليستعيد الشعب ثقته بالدولة ومؤسساتها الدستورية والإدارية ولاحترام مبادئ الديمقراطية”. ورأى دريان أن “السياسيين لا يقومون بمسؤولياتهم تجاه فراغ المؤسسات، ولا يتوقفون عن تعطيل المسار القضائي ويتهربون من مسؤولياتهم الكبرى عما وصلت اليه أوضاع اللبنانيين الاقتصادية والاجتماعية”.
النزوح في اليرزة: على صعيد آخر، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد. كما استقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، وتناول البحث موضوع النزوح السوري وتداعياته.
توقيف متسللين: في السياق، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: بتاريخ 26 / 9 /2023، أحبطت وحدة أخرى من الجيش في منطقة حارة السماقة – جرود الهرمل محاولة تهريب 90 سوريًّا إلى لبنان بطريقة غير شرعية، وأوقفت المواطن (ح.ن.) المسؤول عن عملية التهريب. بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.
فواتير الكهرباء: حياتيا، اقتحمت مجموعة من المتظاهرين مؤسسة كهرباء لبنان في كورنيش النهر، “اعتراضاً على الفواتير المرتفعة، في ظل غياب الخدمة على نحو شبه دائم” وانتشرت عناصر القوى الأمنية وقوات مكافحة الشغب داخل المؤسسة. وقابل وفد منهم من بينهم المحامي واصف الحركة، المدير العام للمؤسسة كمال الحايك، وجرى عرض “مسألة الفواتير المرتفعة جداً في هذه الظروف، وكيفية تخفيفها”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.