نقلا عن المركزية –
كتبت صحيفة النهار تقول: مع أنّ ” التيار الوطني الحر” دأب في الشهرين الأخيرين على الأقل على مهاجمة رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بشكل مستمر ومنهجي بما لم يعد يفاجئ أحداً إلّا أنّ بيانه التصعيدي الحاد الذي أصدره أمس متّسماً بنبرة شديدة الانفعال والعصبية حيال الحريري اتخذ دلالات لجهة الخلفيات التي دفعت تيار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينفجر سخطاً. ولعلّ أكثر ما يلفت في البيان المنفعل والانفعالي الذي صدر عن المجلس السياسي للتيار برئاسة جبران باسيل جنوحه الحاد مجدّداً إلى إلباس الأزمة مع الحريري قسراً طابعاً طائفياً الأمر الذي يرسم فوراً علامة التشكيك في واقع التيار في صلب هذه الأزمة التي يتحمّل تبعاتها سواسية مع رئيس الجمهورية من خلال افتضاح هدفهما الحصري الذي فشل وهو إزاحة الحريري ودفعه إلى الاعتذار. يمكن تالياً إدراج التصعيد الذي اتسم به موقف “التيار” ضمن مجموعة عوامل أولها انزعاجه الكبير كما انزعاج رئيس الجمهورية من التقارب الكبير بين الحريري وبكركي التي حل الحريري ضيفاً عليها لساعات طويلة يوم عيد البشارة وبدا التفاهم سيد الموقف بينه وبين البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وهو ما يفسّر الإمعان غير المقنع إطلاقاً في اتهام الحريري بالسعي إلى الاستئثار بالتمثيل المسيحي في الحكومة العتيدة للعب على الوتر الطائفي ومحاولة إحراج الراعي.
العامل الثاني يتأتى من شعور “التيار” والعهد بالإحراج الضمني حيال الاندفاعة الأخيرة لعدد من سفراء الدول المؤثرة لحضّ الحكم تحديداً على تسهيل تشكيل الحكومة بما يعتبر ضمنا بلورة لموقف دولي واسع يضع تبعة ومسؤولية تعطيل وعرقلة تشكيل الحكومة على عاتق العهد في المقام الأول.
العامل الثالث الذي يقف وراء هذه التصعيد يعود إلى المعطيات التي سادت عن تجدد وساطة الرئيس نبيه بري بعد اجتماعه البعيد عن الإعلام مع الحريري. بذلك يكون “التيار الوطني الحر” أثبت أنّه يطلق النار على كل تحرك أو وساطة وينبغي البحث في الأيام القليلة المقبلة عما يمكن أن ينشأ عن هذه النهج التصعيدي الذي يتجاهل “التيار” عبره ما تمر به البلاد وما هي مقبلة عليه من انهيارات مخيفة فيما هو يتوغّل في ترف التعطيل والتصعيد
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.