نقلا عن المركزية –
على قدر نتائج لقاء الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، تأتي الامال المعلقة على اخراج حكومة الانقاذ السداسية الاشهر من القمقم المحتجزة فيه منذ ما يزيد عن سبعة اشهر ونيف. عيون اللبنانيين والخارج المهتم ،لا سيما باريس، شخصت في اتجاه مضمونه الذي احيط بجدران سميكة من الكتمان، فيما بقي الحذر سيد الموقف، خصوصا ان في الشكل لم يحمل اللقاء اي جديد عملي، لا سيما ان الحريري غادر بعد نحو ساعة و40 دقيقة من دون تصريح، في حين لم يحدد حتى الساعة اي موعد للرئيس بري في قصر بعبدا الذي ينتظر من الحريري طرحا جديدا.
حكومة انتخابات؟: مع عودة الرئيس المكلف بعد منتصف ليل الاحد – الاثنين الى لبنان، تحرّكت المياه في القنوات الحكومية، فيما مستقبلُ المساعي التي يقودها رئيس مجلس النواب لكسر المراوحة السلبية في التشكيل، يلفّه الغموض ، علما ان الاجواء في عين التينة وفي الخارج، وسيما في باريس، تتحدث عن مهلة ايام قليلة او اسبوع لا اكثر، لتحقيق تقدّم على خط التشكيل، والا فإن العقوبات آتية. كما ان طرح تأليف “حكومة انتخابات” تكون مهمتها الاعداد للاستحقاق ووقف التدهور الاقتصادي، لا اكثر، يتقدّم فرنسيا، الا انه يحتاج الى تنحي الرئيس الحريري.
بري – الحريري: اليوم، جمع لقاءٌ عُقد قرابة الثانية والنصف من بعد الظهر في عين التينة، رئيسَ المجلس والرئيس المكلف استمر حتى الرابعة، غادر بعدها الحريري من دون الادلاء بتصريح، الا ان بيانا صدر عقب اللقاء افاد ان “رئيس مجلس النواب استقبل في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس الحكومة المكلف في حضور المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل ومستشار الرئيس الحريري هاني حمود. استمر اللقاء ساعتين، تم في خلاله البحث في الاوضاع العامة وآخرالمستجدات السياسية سيما الموضوع الحكومي. وتخلله مأدبة غداء حيث كان في خلالها نقاش في مسار تشكيل الحكومة والمراحل التي قطعتها وكانت الاجواء ايجابية.”
ما يهم القصر: وفي حين لم يحدد اي موعد بعد للرئيس بري على جدول لقاءات بعبدا، اكتفت اوساط القصر الجمهوري بالقول لـ”المركزية” ما يعنينا من هذه المسألة ان يزور الرئيس المكلف القصر حاملا معه طرحا جديدا يناقشه مع الرئيس ميشال عون والا فخلاف ذلك كلام يشبه بعضه .
وكان بعض المعطيات اشار الى ان لقاء بري- الحريري هذا مفصلي حيث انه إذا اتسم بالايجابية فهذا يعني أن يكون الحريري قد بلور تشكيلة جديدة من 24 وزيراً سيحملها الى بعبدا، تتلاقى ومبادرة بري، ستعيد احياء النقاش الحكومي بين بعبدا وبيت الوسط، بعد انقطاع. وتابعت المعلومات “اقتراح أن يسمّي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إسماً إضافياً للحكومة، مرفوض لأن ذلك يعني أن يصبح لديه أكثر من 8 وزراء”. ولفتت الى ان “فرنسا تشدد على وجوب ألا يكون أعضاء الحكومة العتيدة مرشحين للانتخابات المقبلة في حال كانت “حكومة انتخابات”، ما يعني ان على الحريري التنحي“. الى ذلك، افيد ان “لا موعد في بعبدا بعد لزيارة يقوم بها برّي أو الحريري، في انتظار لقاء الأخيرين وما سيفضي إليه.
رؤساء الحكومات: وقالت مصادر صحافية ان اجتماعا سيحصل بين رؤساء الحكومات السابقين عقب لقاء الحريري مع بري في عين التينة للبحث في موضوع تشكيل الحكومة.
باريس تراقب وتنصح: من جهتها ابلغت اوساط دبلوماسية فرنسية “المركزية” ان باريس تراقب بدقة ما يجري على مسرح الاتصالات واللقاءات بين المسؤولين اللبنانيين في الملف الحكومي، على امل ان يتحقق امل بري بتشكيل حكومة خلال 15 يوما، لافتة الى ضرورة ان تتفهم الطبقة السياسية جيدا الرسالة التي حملها استقبال الرئيس ايمانويل ماكرون لقائد الجيش العماد جوزيف عون الاسبوع الماضي.
لا عودة الى التسوية!: في المواقف، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر “تويتر”: “لا بد من التفتيش عن القوى الخفية التي تحول دون تشكيل الحكومة“. اما عضو كتلة المستقبل النائبة رولا الطبش فكتبت عبر حسابها على “تويتر: تكاد تتساوى فرص تشكيل الحكومة من عرقلتها. جهة، يقودها الرئيس المكلف تجتهد لتذليل كل العقبات، داخليا وخارجيا. وجهة، يقودها الهوس الرئاسي، تبتكر كل العقبات لتكريس الإعوجاج الدستوري والتصدعات السياسية والاستنزافات الاجتماعية. By the way: لا عودة الى تسوية2016“.
الوضع صعب: وسط هذه الاجواء، الاوضاع المعيشية على حالها من التردّي. وبينما البنج والادوية شبه مفقودة، الطوابير تطول امام محطات المحروقات. وفي السياق، أكّد ممثّل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا أن “الكميات التي نتسلّمها من المحروقات لا تكفي حاجة السوق و”بالقطارة” وهذا الأمر لم يعد يناسبنا لا كموزعين ولا كمحطات ولا كمواطنين”، واصفاً الوضع بـ “الصعب“. وأشار الى “سلسلة اجتماعات واتصالات أجريت مع الشركات المستوردة والمديرية العامة للنفط اليوم“. وكان رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض أوضح أنّ “الكميات المتوافرة من البنزين تكفي ما بين 6 إلى 7 أيّام استهلاك، ونرتقب أن يشهد الأسبوع المقبل حلحلة على صعيد فتح الاعتمادات من قبل مصرف لبنان، ووصول بواخر البنزين. وهذا الأمر من شأنه حلّ المشكلة لفترة 15 يوماً“. وأكد أنّ “المطلوب إيجاد حل مستدام”، لافتاً إلى أنّ “في حال رُفع الدعم عن المحروقات تصبح هناك حرية أوسع على صعيد الاستيراد، بحيث لا ننتظر الحصول على الدولارات المدعومة“. ويعتبر المراقبون أنّ “التأخير في فتح الاعتمادات للبواخر الراسية في عرض البحر لمدة تتجاوز الـ7 أيّام، كما كان يحصل سابقاً، من شأنه أنّ يؤدي إلى تراجع مخزون الوقود في لبنان إلى مستويات خطرة“.
الشغور في الدستوري: على صعيد آخر، استقبل رئيس الجمهورية رئيسَ المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب وعرض معه عمل المجلس في ضوء حالة الشغور التي يعاني منها بعد وفاة ثلاثة من أعضائه، إضافة الى قضايا قانونية ودستورية.
منع عليق: قضائيا ايضا، تم ترك المحامي رامي عليق مع منعه من مزاولة مهنة المحاماة لمدة شهرين والاستعاضة عن توقيفه بدفع غرامة مالية. وكانت عُقدت جلسة التحقيق مع عليق أمام قاضي التحقيق اسعد بيرم لذي احال اليه الملف قاضي التحقيق الأول في بيروت بالإنابة شربل أبو سمرا ا . وقبيل دخوله مكتب القاضي بيرم لاستجوابه قال عليق أمام عدد من زملائه المحامين: “المعركة بدأت الآن ونحن في البداية، هي معركة طويلة مع الفساد. أنا مضرب عن الطعام منذ أربعة أيام وعن المياه منذ البارحة احتجاجا على الانتهاكات الفاضحة للدستور ولشرعة حقوق الإنسان”، معتبرا أنه “سجين رأي“.. وتجمّع عدد من المحامين داخل قصر العدل في بيروت أمام مكتب بيرم الذي استجوبه بعد أن ادعت عليه النيابة العامة الإستئنافية في بيروت بجرائم القدح والذم بالسلطة القضائية و تهديد النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات.
حياد وانتخابات وودائع: من جهة ثانية، استقبل بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، في المقر البطريركي في الربوة، وفدا من تكتل “الجمهورية القوية” وحزب “القوات اللبنانية”، موفدا من رئيس الحزب سمير جعجع. وتحدث النائب جورج عقيص باسم الوفد فقال “اكدنا لغبطته أهمية الحياد الناشط والملتزم الذي أقر مبدأه مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في دورته الاستثنائية التي عقدت في بكركي بتاريخ 21 نيسان المنصرم، وعلى تأييد القوات اللبنانية المطلق لكل الثوابت الوطنية التي أعلنها المجلس المذكور في حضور البطريرك العبسي ومشاركته الفاعلة كما سائر البطاركة، لا سيما بالنسبة الى الحياد والى وجوب تنفيذ سائر القرارات الدولية المتعلقة بلبنان“. وتابع “كما شرح الوفد لصاحب الغبطة موقف القوات اللبنانية الثابت من ضرورة اجراء الانتخابات النيابية بأسرع وقت ممكن، وذلك كمدخل للتغيير الشامل انطلاقا من التغيير المرتجى من الانتخابات على مستوى الأكثرية الحاكمة التي تتحمل وحدها مسؤولية ما آلت اليها الأوضاع في لبنان، تحديدا في السنوات الماضية الحافلة بالقرارات الخاطئة وأحيانا القاتلة“. واردف: “في هذا الإطار، أكد الوفد لغبطته أهمية المحافظة على الاحتياطي الالزامي لمصرف لبنان، والمحاولات الحثيثة التي تقوم بها القوات اللبنانية، قيادة وتكتلا، لمنع السلطة من المساس بهذا الاحتياطي الذي يشكل مالا خاصا يملكه جمهور المودعين اللبنانيين والذي لم تتوان هذه السلطة يوما عن العبث به تمويلا لفسادها او لتهريب المواد الأساسية المدعومة الى سوريا عبر الحدود المفلتة من أي رقابة، من هنا كانت دعوتنا اللبنانيين بعدم التردد في المحافظة على حقوقهم بالطرق القانونية ضمانا لودائعهم“.
بين عون وحب الله: في الغضون، عرض رئيس الجمهورية مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال عماد حب الله أسباب استمرار أزمة الترابة وإيجاد الحلول لها وموضوع الصادرات إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وملف تصنيع لقاح “سبوتنيك” الروسي في مصنع “اروان” في لبنان واعلن حب الله، بعد اللقاء انه “خلال الأسبوع الثاني من الشهر المقبل سيتم توقيع عقد تصنيع لقاح “سبوتنيك” في لبنان وطلبنا من رئيس الجمهورية مواصلة دعمنا“.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.