نقلا عن المركزية –
حقبة الرسائل المتبادلة بين حزب الله واسرائيل، او بالاحرى بين ايران والدولة العبرية انتهت، لكنّ تداعياتها الخطرة بقيت حاضرة داخل لبنان وخارجه من شويا الى تل نحاس ومن عاليه الى صوفر ومن واشنطن الى مجلس الامن الذي تلقى شكوى اسرائيلية ضد لبنان على خلفية اطلاق الصواريخ من اراضيه، بالتوازي مع تحذيرات من ان “هجمات “حزب الله” الإرهابية ستؤدي إلى كارثة ودمار كبير في لبنان”.
الولايات المتحدة حضت الحكومة اللبنانية على منع عناصر حزب الله من إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، ودعتها بشكل عاجل إلى منع هجمات كهذه وبسط سيطرتها على المنطقة”، وكذلك فعلت دول كثيرة غيرها.
وحدها الدولة اللبنانية بقيت كالعادة غائبة عن السمع “والوعي” مسّلمة امرها للدويلة المتحكّمة بقرار الحرب والسلم وليس في الدولة من يقول لها “محلا الكحل بعيونك”، ولماذا تقول؟ ما دام صاحب الكلمة فيها سيطل مساء اليوم ليحدد الموقف ويتناول الاوضاع من الحكومة العالقة في شباك الصراع الاقليمي الى الوضع الامني والتطورات الجنوبية التي يبدو تغيرت قواعد اشتباكها عشية التجديد لقوات الطوارئ الدولية.
أعمال صيانة على الحدود: ميدانيا وفيما استعادت الحدود الجنوبية هدوءها اليوم وثبت بالعين المجردة ان حدود اللعبة محصور بتوجيه الرسائل، قامت قوة تابعة لجيش العدو الاسرائيلي، مؤلفة من 8 عناصر، بأعمال صيانة وتفقد للشريط التقني في الجهة المقابلة لمتنزهات الوزاني، بحماية آليتين عسكريتين.
شكوى إسرائيلية: وبعدما اشتكى لبنان اسرائيل مدينا القصف على اراضيه، حذرت تل ابيب من أن هجمات “حزب الله” اللبناني عليها ستقود إلى “كارثة ودمار كبير” في لبنان. ووجه السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة، جلعاد إردان، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، دان فيها بشدة إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية على إسرائيل. وقال إردان في الرسالة إن “إسرائيل تعتبر حكومة لبنان مسؤولة عن كل ما يحدث في أراضيها، وقد تؤدي هجمات “حزب الله” الإرهابية إلى كارثة ودمار كبير في لبنان”.وتابع إن “حزب الله” يحاول صرف الانتباه عن مسؤوليته عن انهيار البلاد. وعلى المجتمع الدولي أن يضمن عدم استغلال “حزب الله” لأي مساعدات تصل لبنان لأغراضه الإرهابية”، مؤكداً أن “الهجوم الإرهابي لـ “حزب الله” وعدم كفاءة الحكومة اللبنانية سيتسببان بكارثة كبيرة لكل لبنان. ولن تسمح إسرائيل بإلحاق الأضرار بمواطنيها، ولن تتردد في الرد وتدمير البنية التحتية لـ “حزب لله” المنتشرة في أنحاء لبنان والتي تهدد إسرائيل وموطنيها”.
واشنطن تدين: توازيا، دانت الولايات المتحدة، بأشد العبارات هجمات حزب الله على إسرائيل. وحضت وزارة الخارجية الأميركية، الحكومة اللبنانية على منع عناصر حزب الله من إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، قائلة إن العنف يعرّض الإسرائيليين واللبنانيين للخطر، ويهدد استقرار لبنان وسيادته. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، “ندعو الحكومة اللبنانية بشكل عاجل إلى منع هجمات كهذه وبسط سيطرتها على هذه المنطقة”، وتسهيل مهمة قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل في جنوب لبنان، مضيفاً: “نشجع بشدة كل الجهود للحفاظ على الهدوء”،.وأكد برايس أن واشنطن على اتصال مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين ومع الجيش اللبناني.
رؤساء الحكومة: وبعيدا من المحور الامني، وفي انتظار اتصال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي بالرئيس ميشال عون اليوم للاتفاق على موعد لقاء جديد كما اعلن ميقاتي امس متحدثاعن ان الامور في خواتيمها، من المتوقع ان يجتمع الرئيس المكلف مع رؤساء الحكومة السابقين لوضعهم في مستجدات التشكيل الحكومي وحسم الموقف من موضوع المداورة في الحقائب، قبل لقائه السابع مع رئيس الجمهورية مطلع الاسبوع المقبل.
الوطني الحر: وفي السياق، أكد المجلس السياسي في التيار الوطني الحر في اجتماعه الدوري إلكترونيًا برئاسة النائب جبران باسيل، “ان “التيار” ينتظر مع جميع اللبنانيين أن تتشكل بسرعة الحكومة الموعودة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي بالإتفاق مع رئيس الجمهورية على أن تكون قادرة على النهوض والإصلاح وتتكوّن وفق الميثاق والدستور من وزراء قادرين على وقف الانهيار. كما دان التيار في بيان، الإعتداء الإسرائيلي على الجنوب، ويطالب باحترام القرار 1701 وبالحفاظ على الاستقرار ويؤكد على حق لبنان واللبنانيين بالتصدي لأي عدوان. واذ جدد التيار تضامنه مع أهالي شهداء إنفجار مرفأ بيروت ومطالبته برفع الحصانات إستجابةً لطلب المحقق العدلي من أجل تسهيل عملية التحقيق وكشف الحقيقة كاملة، حمّل التيار المسؤولية السياسية لمن أوجد وحمى اللجنة الموقتة لإدارة المرفأ، فتسببت بالفوضى الإدارية والأمنية وبضياع المرجعية الموحدة، وأفسح ذلك في المجال أمام سرقة موارد المرفأ وحصول التهريب وصولاً الى وقوع المأساة في 4 آب 2020. كما يطالب التيار المجلس النيابي بأن يناقش ويقر بأسرع وقت إقتراح القانون الذي تقدّم به نواب تكتل لبنان القوي لتحقيق الإصلاح الضروري في المرفأ وإعادة إعماره. ورأى التيار أن الكيدية السياسية التي طغت على أداء بعض الكتل النيابية في مجلس النواب خاصةً في مسألتي المحروقات والكهرباء، كشفت حقيقة إستغلال تلك القوى لهذا الملف سنوات طويلة لتحقيق مكاسب ماليّة وعرقلة العمل الإصلاحي للتيار وإتهامه ظلماً بالفساد والهدر.إن هؤلاء، بمنعهم مؤسسة كهرباء لبنان من شراء الفيول اللازم لتشغيل المعامل، والإدّعاء زوراً بحماية الإحتياطي الإلزامي، إنّما يتحمّلون المسؤولية المباشرة عن أزمة النقص الحاد في المحروقات والكهرباء وعن تكبيد الإحتياطي الإلزامي كلفة إضافية بنسبة 32% لشراء المازوت للمولدات عوض الفيول للمعامل؛ كذلك تكبيد اللبنانيين فاتورة للمولدات هي أضعاف ما كانت، نتيجة إنقطاع الكهرباء من المعامل بسبب شحّ الفيول اللازم. كذلك يحمّل التيار المصرف المركزي مسؤولية عدم قيامه بواجبه بتصريف الليرات المتوفرة لدى مؤسسة كهرباء لبنان للدولار من اجل شراء التجهيزات اللازمة لصيانة المعامل. إن كل ساعة كهرباء إضافية تنقطع وكلّ فاتورة كهرباء إضافية يدفعها اللبنانيون هي مسؤولية النواب المعروفين بأكاذيبهم والاعيبهم حول الكهرباء وهي من مسؤولية السياسة التي يتّبعها المصرف المركزي”.
“ما رح تنالوا من عزيمتنا وكرامتنا”: من جهة ثانية ولمناسبة ذكرى 7 آب، غرّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على حسابه عبر تويتر قائلًا: “20 سنة على ٧ آب ٢٠٠١؛ ولا يوم كان بلا نضال وعذاب وقهر وتعب وظلم. حققنا الحرية والسيادة والاستقلال، وبقي علينا التغيير والاصلاح ليكون لبنان قوي! قد ما استهدفتونا واغتلتونا ما رح تقدروا تنالوا من عزيمتنا وارادتنا وكرامتنا، لأن ابطالنا، يلّي ما رح يتعبوا أو ييأسوا، هم كرامتنا”.
الشفافيّة والمساءلة: الى ذلك، ولمناسبة الذكرى السنوية لانفجار مرفأ بيروت، أقام السفير البريطاني إيان كولارد حفل استقبال مخصصا للعاملين في الخطوط الأمامية أشاد خلالها ببطولاتهم وتضحياتهم من أجل استجابتهم في أعقاب التفجير وخلال الأيام التي تلت، من الصليب الأحمر إلى رجال الإطفاء وأعضاء المجتمعات المدنية والمنظمات غير الحكومية والجنود المجهولين والعديد غيرهم. وكرر دعوة المملكة المتحدة لقادة لبنان إلى “الشفافية والمساءلة للوصول الى خاتمة للضحايا وعائلاتهم وجميع الأشخاص الذين ما زالوا يعانون”.
خطة لـ”الأكثر ضعفا” في لبنان: على خط آخر، أطلقت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، خطة “الاستجابة للطوارئ” بقيمة 378.5 مليون دولار “لدعم الأشخاص الأكثر ضعفا” في لبنان. وبموجب بيان من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ستوفر هذه الخطة “الدعم الإنساني المنقذ للحياة لـ1.1 مليون من اللبنانيين الأكثر ضعفا والمهاجرين المتأثرين بالأزمة المستمرة”، مضيفا ان “لبنان يعاني حاليا من الانهيار الاقتصادي والمالي، ومن جائحة كورونا، فضلا عن الآثار الكارثية لانفجار مرفأ بيروت الذي وقع قبل عام وتأثير الأزمة السورية”. وعرّفت الخطة الأشخاص “الأكثر ضعفا” بأنهم فئات من اللبنانيين والمهاجرين المتضررين من الأزمة، حيث سيتم تقديم “المساعدة المباشرة للنساء والأطفال والرجال الذين هم بأمس الحاجة إلى مساعدتنا”.وتعتبر الخطة الجديدة مكملة لبرامج الأونروا ولخطة لبنان للإستجابة للأزمة السورية، بما فيها اللاجئين السوريين والفلسطينيين والمجتمعات المضيفة.وبحسب الأمم المتحدة، فإن “الخطة تم تطويرها لمدة 12 شهراً بقيادة منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان نجاة رشدي والفريق القطري للعمل الإنساني”.
إحباط عملية تهريب مخدرات عبر مرفأ بيروت: في سياق آخر، وفي اطار الحرب المفتوحة على المخدرات، أعلنت قوى الأمن أن “في إطار المتابعة المستمرة التي تقوم بها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي لكشف شبكات الإتجار بالمخدّرات وتهريبها وتوقيف أفرادها، توافرت معلومات مؤكّدة للشّعبة عن عملية يتم التحضير لها لتهريب كميّة كبيرة من حشيشة الكيف وحبوب الكبتاغون إلى خارج الأراضي اللبنانية، عبر مرفأ بيروت… وعلى أثر ذلك، كثّفت شعبة المعلومات استقصاءاتها وتحرياتها، وبنتيجة الجهود الاستعلامية والتقنية، تمكّنت من تحديد مكان وجود الشّحنة في مرفأ بيروت ووضعها تحت المراقبة، وهي عبارة عن شاحنة نوع “مرسيدس actros”، على متنها /3/ مولّدات كهربائية، كما تمّ تحديد كامل هويات أفراد شبكة التهريب والرأس المدبّر للعملية، ومن بينهم: م. ش. (من مواليد عام 1969، لبناني)، ر. ش. (من مواليد عام ۱۹۸۸، لبناني)، م. ب. ش. (من مواليد عام 1996، سوري)…وبعد عملية رصد ومراقبة دقيقة، جرى توقيف المذكورين بعملية متزامنة بين بلدة شارون في قضاء عاليه ومدينة بعلبك، كما قامت قوّة من الشّعبة بالتوقيت ذاته، وبعد التنسيق مع المديرية العامة للجمارك اللبنانية، بمداهمة مكان وجود الشّحنة، حيث ضبطت ما يقارب الـ /2,200,000/ حبّة “كبتاغون” وحوالى /2/ طن من مادة حشيشة الكيف، مخبأة في صندوق الشاحنة”.
“أرقام كورونا تسوء”: صحيا، لا يزال عداد كورونا مرتفعاً مع تسجيل عشرات الاصابات الوافدة يومياً وبطء حملات التلقيح وغياب الاجراءات الوقائية من الناس.وفي السياق، غرّد مدير مسشفى الحريري الدكتور فراس الأبيض عبر “تويتر”: باختصار، أرقام كورونا أسوأ هذا الأسبوع من ذي قبل. عدد المرضى في المستشفيات إلى تصاعد، وهو منحى عام مستمرّ. المستشفيات والعاملون فيها في قمة الإنهاك مع ظهور تحدّيات جديدة كل يوم. ومع ذلك، لا مجال لليأس. لنتحلى بالصبر، فالليل دائمًا أحلك قبل طلوع الفجر.
إيران استبدلت سفينة “سافيز” بأخرى للتجسس: اقليميا، كشف مصدران أميركيان مسؤولان في تصريحات لشبكة “سي أن أن” أن إيران “استبدلت بهدوء سفينة تجسس” في البحر الأحمر بعد تعرضها لهجوم، بينما تراقب واشنطن تحركات السفن الإيرانية في الشرق الأوسط، وأوضحا ان “إيران سحبت السفينة التي تعرضت لهجوم في نيسان الماضي، وأحضرت سفينة مماثلة لجمع معلومات استخبارية في ذلك الممر المائي الاستراتيجي المهم.
رد ايران: في المقابل، رد قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني، العميد حاجي زاده، على التهديدات الإسرائيلية، مؤكدا أن “إيران سوف ترد على أي اعتداء بقوة، وأن الرد الإيراني سيكون قاسيا”. وقال حاجي زاده: “هم بغنى عن تجربة قوتنا، ولكن لو أرادوا فليجربونا مرة أخرى، نحن لدينا القوة الكافية والإرادة اللازمة لاستخدامها”.وأضاف: “سنرد على أي اعتداء بقوة، ولا يستطيعون ارتكاب أي خطأ”، مشددا على أن “الرد الإيراني سيكون قاسيا”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.