نقلا عن المركزية –
لا همّ يعلو فوق سعر صرف الدولار وارتداداته الكارثية على الواقع المعيشي. كل ما تبقى تفاصيل ممّلة على غرار ملف تشكيل الحكومة المتنقل بين عواصم القرار، وقد حط اليوم في موسكو، فيما يستكين في بيروت لا يجد من يحركه. الرؤساء والمسؤولون يراقبون عن بعد من عليائهم، الدولار يحلق والبلاد تنزلق والشعب يصرخ ويثور والامن الغذائي يتدحرج والمحال تقفل والبنزين يُرَشد بالقطارة والدعّم يجول بمواده بين سوريا وتركيا والسويد، وفي لبنان يُفرغ من اكياسه ليُباع داخل اخرى شفافة تؤمن جشع التجار. لسان حال وزارة الاقتصاد المفترض ان تضبط وتراقب “ما باليد حيلة”، امر بديهي ما دامت صنيعة سلطة الـ” ما خلونا” وسياسة الترقيع والعجز والفشل.
العصف المعيشي لا بد سيشتد تباعاً، حيث لا سقف لجنون الدولار وقد بدأت الرفوف في المتاجر الكبرى تفرغ والمخزون ينضب والشعب يتقاتل على ما تبقى من مواد مدعومة ان حظي بشرف وُجودها. فهل تسابق الوقائع المأساوية التحذيرات الدولية من الانفجار المدوّي؟ كل المعطيات تؤشر الى رجحان كفة الاولى قريبا..وقريبا جدا.
العين على موسكو: المشهد الحكومي على تعقيداته حتى الساعة، والانهيار المالي – الاقتصادي ايضا. وبينما حكي عن مساع تدور خلف الكواليس لانضاج تسوية ما، يعمل عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بدا ان طرحه اصطدم برفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وعليه، اتجهت الانظار الى موسكو حيث يجري وفد من حزب الله محادثات مع مسؤولين روس، علّ روسيا تدفع الحزب الى التدخل بصورة افعل لدى حلفائه لفكّ اسر الحكومة.
الحزب حريص: في الانتظار، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو: كان اللقاء ودياً وصريحاً وتم البحث في أوضاع لبنان والمنطقة. واضاف “جرى عرض الوضع الحكومي وحزب الله حريص على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة”.
طرح عين التينة: في الداخل، زار منذ يومين، المعاون السياسي للامين العام للحزب حسين خليل، رئيسَ التيار وناقش معه الملف الحكومي. غير ان الاخير، وفق المصادر، بقي متمسكا بشروطه ورافضا ما يُطرح من مبادرات انقاذية، خاصة تلك التي نشط على خطّها بري وقد اقترح الاخير المخرجَ التالي: حكومة من 18 وزيرا، لا ثلث معطل فيها لاحد، على يتم الاتفاق على اسم وزيرالخارجية (الماروني) مسبقا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، من بين شخصيات كفوءة غير حزبية وغير مستفزة، ويَسري الامر عينه على حقيبة العدل (ستؤول لسني). وعند الاتفاق على الاسمين يعقد اجتماع بين الرؤساء عون والحريري بري لاعلان الحكومة. وقد تردّد ايضا ان بري اقترح ان يقدّم بنفسه، اسماء على عون والحريري ليتفقا على اثنين من بينها، للداخلية والعدل.
بري – جنبلاط: ليس بعيدا، إستقبل برّي اليوم في مقر الرئاسة الثانية الوزير السابق غازي العريضي موفدا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
الدولار يحلّق: في ظل هذا الانسداد، واصل الدولار ارتفاعه ملامسا او متخطيا عتبة الـ13 الف ليرة، ما دفع اكثر من متجر الى اقفال ابوابه، فيما قطع عدد من الطرق في بعض المناطق احتجاجا على الغلاء والاوضاع المعيشية، كما دفع الصرافين الى اقفال ابوابهم من قبل بعض الشبان الغاضبين.والخوف من الارتفاع الجنوني المتواصل للاسعار حال دون استمرار تسليم البضائع الى المتاجر الكبرى بحسب ما اعلن نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد لـ “المركزية” موضحا أن “السبورماركت تواجه معضلة اساسية بسبب ارتفاع سعر الدولار، وبعض الأصناف لا سيّما الأساسية نفدت من على الرفوف ومن المستودعات بعد تهافت المواطنين على شرائها كوننا لم نغيّر الأسعار بعد، لأننا لم نحصل على لوائح التسعير من الموردين. بالتالي، البضائع تتناقص في حين أن لا تسلّيم حيث أن الموردين بذاتهم لا يعرفون على أساس أي سعر صرف سيسعّرون، والمنتجون المحليون يواجهون المشكلة نفسها، لأن قسما كبيرا من كلفتهم بالدولار. تواصلنا مع وزارة الاقتصاد والتجارة مستمر لبحث سبل الاستمرار بنشاطنا وتفادي أي انقطاع للمواد الغذائية، إلا أن حتّى اللحظة ما من حلّ لأن الاستهلاك كبير.
السلفة مجزّأة غدا: حياتيا ايضا، وفيما لبنان يقف على قاب قوسين من العتمة الشاملة، يُناقش قانون “لبنان القوي” لاعطاء سلفة بـ1500 مليار ليرة للكهرباء، غدا الثلثاء في اللجان النيابية المشتركة، تمهيدا لإقراره (على الارجح بقيمة مخفّضة). وفي حين توقعت مصادر نيابية سير المجلس النيابي كتلا وافرادا عاجلا في اتجاه توفير المبالغ المطلوبة لوزارة الطاقة وتاليا لمؤسسة الكهرباء لعدم تحميله مسؤولية الوقوع في العتمة الشاملة التي يهدد بها الوزير ريمون غجر اذا لم يتم التصديق على الاقتراح المقدم من التيار، الا انها استبعدت اقرار السلفة المطلوبة كما هي، متوقعة ان يصار الى تجزئتها بحيث تعطى على دفعات شهرية وليس لمدة سنة خصوصا وأن الجلسة ستكون صاخبة وستتحول الى مساءلة حول الهدر في وزارة الطاقة ومؤسسة الكهرباء والمقدر بقرابة 40 مليار دولار الذي استنزف الخزينة العامة وتسبب بالقسم الاكبر من المديونية والعجز المالي للدولة . وقال نائب رئيس المجلس النيابي أيلي الفرزلي لـ”المركزية “انه سيتم توفير السلفة المطلوبة من الاحتياطي المالي للخزينة بعد الاستماع الى وزير المال في الموضوع وابداء النواب الحضور رأيهم وملاحظاتهم حول الاقتراح .
الجهورية القوية لن تحضر: وليس بعيدا، أوضح عضو تكتل الجمهورية القوية النائب شوقي الدكاش أنه في ظل كل الصعوبات التي نواجهها هناك من يعمل على البازار السياسي لتمرير قانون الكهرباء ونحن في هذا المكان لن نحضر الجلسة، لأن ما يطرح اليوم ليس بالمستوى المطلوب في ظل الأزمة التي نعيشها وعلى اللجان أن تكون لديها خطة فعلية فهذه هي وظيفة النواب مراقبة الوزراء”.
التعاون بين الجيشين: في الغضون، سُجّلت زيارة لافتة قام بها ، قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، الى اليرزة حيث استقبله قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في حضور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وتناول البحث علاقات التعاون بين جيشي البلدين. وافادت معلومات “المركزية” في شأن اللقاء بأن ماكنزي ابلغ القائد ومن التقاهم ان الولايات المتحدة ما زالت مصممة على الحفاظ على الشراكة القوية مع الجيش اللبناني. ووفق مصدر ديبلوماسي فإن الاصرار الاميركي نابع من قناعة الادارة الاميركية الحالية بضرورة تثبيت اقدام الجيش اللبناني وتقويته في مواجهة الخطر الأمني والعسكري، وهذا دليل الى استمرارية السياسة الخارجية لواشنطن في دعم استقرار لبنان، وهو ما تبلغه قائد الجيش من ماكنزي. واعتبر المصدر ان مهما طالبت بعض الاصوات في الولايات المتحدة الاميركية بوقف مساعداتها للجيش اللبناني، فإن الشراكة الاستراتيجية مع هذه المؤسسة العسكرية تحديدا في لبنان لا يمكن ان تتزعزع.
أوقفوا الحملات: على صعيد آخر، وفي بيان اصدره، توجّه مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة العربية السعودية، “باسم الجالية اللبنانية في المملكة وباسم مجلسنا، بالطلب من المعنيين، ضرورة التوقف فوراً عن التعرّض للمملكة والقيّمين عليها، والمسؤولين فيها، وإبعادهم عن مهاترات السياسة الللبنانية، وزواريبها ومصالحها الضيقة، ومشاريعها العدائية أو الإلغائية، ومحاورها وارتهاناتها ومراهناتها، فالمملكة، لم تكن في نظرنا، إلاّ الاخ المحب العطوف المعين. لم توفّر دعماً لمحتاج، ولم توصد باباً في وجه مترزِّق، ولم تتردد في مدّ يد مساعدة، أو كفكفة دمعة مصاب، لكل اللبنانين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وانتماءاتهم”.
كورونا: صحيا، الوضع الوبائي ضاغط ويتفاقم. فقد اشار مدير عام “مستشفى رفيق الحريري الجامعي” فراس أبيض إلى أن “لأول مرة منذ كانون الثاني الماضي، تجاوز عدد حالات الكورونا الجديدة أمس الـ3000″وأضاف على “تويتر” “الاتجاه التصاعدي للوباء مؤكد والموجة وشيكة. للاسف، سيتبع ذلك زيادة في عدد حالات الاستشفاء والوفيات. ليس من الواضح ما هي الخطوات المقابلة، باستثناء الحملة البطيئة في طرح اللقاح”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.