نقلا عن المركزية –
حينما يتسلم الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن السلطة رسميا في الولايات المتحدة بعد 24 ساعة، سيتنفس الكثيرون في العالم الصعداء وتقلب صفحة المخاوف من جنوح العالم ومنطقة الشرق الاوسط نحو اعمال عسكرية “مجنونة” تشبه طبيعة الرئيس دونالد ترامب، بحسب ما يصفونه. حتى ربع الساعة الاخير على احتفال التنصيب غدا، ستبقى النافذة مفتوحة نصف فتحة على بعض القلق من احتمال حصول مفاجأة ما قد تقلب الامور رأسا على عقب، غير ان موازين القوى ما عادت لمصلحة الترامبيين الذين انهكتهم حادثة الكونغرس ومضاعفاتها البالغة السلبية. فهل ان رحيل ترامب سيبعد حقيقة شرارة الحرب عن الاقليم وماذا عن مواقف ايران المتصلبة التي تزداد حدة مع كل ساعة تمر على موعد الرحيل، خصوصا بعدما كشفت امس عن مشروع قرار قيد الإقرار في البرلمان الإيراني لإنشاء “معاهدة دفاعية أمنية” تضم مختلف الدول الخاضعة لـ”محور المقاومة” ضمن إطار استراتيجية موحدة للدفاع ؟
تؤكد اوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية” ان عهد جو بايدن لن يكون نزهة على الاطلاق، كما يظن البعض، صحيح انه سيركن الى الحوار والاعتدال سبيلا لحل الأزمات خلافا لسلفه، غير انه لن يكون مجرد فاعل خير. فما لم يحصل في عهد ترامب قد يكون في عهد بايدن، اذا سلكت المفاوضات منحى سلبياً. وتشير في السياق الى منحى العلاقة غير السوية بين اوروبا وايران حيث حذر بيان صدر عن الاتحاد الاوروبي طهران من خرق الاتفاق النووي لجهة التخصيب. وطالبتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%لان ذلك يتعارض مع الاتفاق وحثتها على إنهاء هذا النشاط والعودة إلى الامتثال الكامل اذا كانت جادة في الحفاظ على الاتفاق”. بيد ان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف رد على الترويكا الاوروبية بأن “الاتفاق النووي لايزال حيا بفضل إيران”، وأن “الترويكا الأوروبية لم تفعل شيئا للحفاظ على الاتفاق النووي لانها بحاجة الى توقيع مسؤول اميركي كي تنفذ التزاماتها”. بحسب الاوساط، عززت هذه المواقف مناخ الخلاف حول الاتفاق عشية تسلم بايدن السلطة. واعتبرت كلام ظريف في سياق التصعيد لتعزيز اوراق التفاوض مع بايدن، غير ان ذلك لا ينفي اتجاه العلاقات الاوروبية لاسيما الفرنسية مع ايران نحو السوء والتوتر، بعدما انتقد ظريف مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تجاه لبنان، وقد ذكّر نظيره جان ايف لودريان بأنها وُلدت ميتة.
الاوساط الدبلوماسية تحذر من ان طريق المفاوضات اذا سُدَت فإن الساحة اللبنانية تحديدا قد تشكل نقطة انطلاق شرارة مواجهات، بدءا من حزب الله، اكثر اذرع ايران العسكرية قوة وبطشاً واستجابة لرغبات الولي الفقيه، بحيث اذا استمر التعثر وتراكمت الازمات على ما هي عليه اليوم وبقي لبنان من دون حكومة في ضوء جبال العراقيل التي يرفعها العهد في وجه الرئيس المكلف سعد الحريري في محاولة لاحراجه فإخراجه، وهو ما يسعى اليه منذ ما قبل تكليفه حتى، حينما ارجئت الاستشارات النيابية، واثر حملة التيار الوطني الحر والعهد عليه، آنذاك لا تستبعد الاوساط، انتقال المواجهات من لفظية الى ميدانية من جانب القوى المناهضة للحزب مدعومة بموقف دولي –اقليمي- عربي- خليجي.
وتضيف : ان استمرار لبنان على ما هو عليه من دوران في الفلك الايراني والتبعية المطلقة له والتخلي عن موقعه الطبيعي الى جانب اشقائه العرب الذين لطالما شكلوا الحضن والرافعة في الملمّات، لا يمكن ان يبقى على حاله ولا بد من العودة الى التحليق في فضاء العرب والعالم، لان خلاف ذلك سيكشف لبنان اكثر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وصحيا، وعلى الارجح امنيا، على رغم استنفار الاجهزة المعنية لقطع الطريق على استغلال الظرف الهشّ واحداث خرق، من اي جهة اتى. فاسرائيل لا يغيب طيرانها عن سماء لبنان بوتيرة يومية مكثفة تستبيح اجواءه ليل- نهار بوقاحة من دون ان يقول أحد لها ” ما احلى الكحل بعينك” ، والمنظمات الارهابية المتطرفة تتحين الفرصة للانقضاض لحظة يسمح لها الظرف مستفيدة من بيئة الفقر والعوز والجوع المتنامي راهنا.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.