نقلا عن المركزية –
اما وقد اجتاز لبنان قطوع اسقاط آخر اعمدة هيكل الدولة بارجاء تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون امس، فان الاهتمامات الداخلية توزعت اليوم على ثلاثة محاور. ارجاء زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لبيروت بعدما كانت مقررة اليوم..ارتفاع منسوب السخونة على الجبهة الجنوبية اذ اختلفت طبيعة المواجهات اليوم، عن الأيام الثلاثة الماضية، مع تصعيد الحزب من وتيرة عملياته العسكرية منذ الصباح. وفاة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح واعلان لبنان الحداد الرسمي لثلاثة ايام.
وفيما كان من المتوقع ان تحط طائرة كولونا في بيروت ليلا لتبدأ صباح اليوم زيارة للجنوب تتفقد في خلالها كتيبة بلادها العاملة في اطار قوات الطوارئ الدولية، أعلنت السفارة الفرنسية في لبنان تأجيل الزيارة. واشارت المعلومات بداية الى ان عطلا طرأ على الطائرة التي تقل وزيرة الخارجية إلى بيروت فعادت إلى باريس، ثم ربطت لاحقا الارجاء بإلغاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارته للبنان وتوجهه الى الاردن من 21 الى 23 الجاري لتمضية عيد الميلاد مع الجنود الفرنسيين في قوة شمال. الا ان معلومات “المركزية” اشارت إلى ان كولونا ستزور لبنان الاثنين المقبل بعد زيارة اسرائيل، حيث تجتمع مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الذي وصل الجمعة إلى الضفة الغربية حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد لقائه المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته لتل ابيب، لتبحث في ضوء ما تسمعه، الملفات المدرجة على جدول اعمالها مع المسؤولين في لبنان.
وتبعا لذلك أشار المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن الغاء الموعد الذي كان مقررا عصر اليوم مع كولونا بسبب الغاء الزيارة.وكذلك اعلن مكتب الرئيس نبيه بري.
وافادت المعلومات ان برنامج الزيارة يوم الاثنين سيكون هو نفسه، اي انها ستزور الجنوب صباحا ثم تجتمع مع الرئيسين بري وميقاتي.
حماوة جنوبا: ومن بين الاسباب المرجحة لارجاء الزيارة ايضا التصعيد على الجبهة الجنوبية في الساعات الاخيرة. فعند السابعة من صباح اليوم، نفذ الحزب أول هجوم مستهدفاً دشمة تحصّن بها جنود للإحتلال الاسرئيلي في موقع بركة ريشة بصاروخ موجه مما أدى لسقوطهم بين قتيل وجريح”. وفي بيان لاحق قال “الحزب”: استهدفنا للمرة الثانية قوة مشاة إسرائيلية في محيط موقع بركة ريشة وحققنا إصابات مؤكدة. كما نعى الحزب صباح السبت شهيداً جديداً من مقاتليه هو رضوان علي حمودي “باقر” من مدينة صور في جنوب لبنان، ليرتفع بذلك عدد شهدائه إلى 104 منذ بداية المعارك، بالإضافة إلى شهيد للجيش اللبناني، وآخر لحركة أمل وثالث للحزب السوري القومي الإجتماعي، وشهيدين لسرايا المقاومة. واستهدف حزب الله بطائرتين انقضاضيتين موقعاً عسكرياً في مرغليوت، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن “دوي صفارات الإنذار في الجليل الأعلى واشتباه بدخول طائرة مسيّرة أجواء الشمال”. واشارت المعلومات إلى 4 إصابات في صفوف جيش الإحتلال الإسرائيلي.
تسلل جوي: من جهته قال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنّه “متابعةً لتفعيل الإنذارات عن تسلّل قطعة جوّيّة معادية في شمال البلاد، فقد اعترضت الدّفاعات الجوّيّة قطعةً جوّيّةً معاديةً تسلّلت من لبنان”. وادّعى، في تصريح عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، أنّه “تمّ أيضًا رصد تسلّل قطعة جوّيّة معادية أخرى تسلّلت وسقطت في منطقة مرغاليوت”، مشيرًا إلى أنّ “الجيش يهاجم بالمدفعيّة داخل الأراضي اللّبنانيّة”.
الى ذلك اشار بعض المعلومات الى إستنفار مسلّح داخل مخيم عين الحلوة بين حركة “فتح” والمجموعات الإسلامية.
حداد رسمي: الى ذلك، أعلن الديوان الاميري في الكويت وفاة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح اليوم السبت عن عمر 86 عاما، بعد عهد دام ثلاث سنوات.وعلى الأثر، أصدر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مذكرة قضت باعلان الحداد الرسمي، داعياً إلى تنكيس الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات حداداً، لمدة ثلاثة.
المؤامرة مستمرة: في مجال آخر، أكّد رئيس “التّيّار الوطني الحر” النّائب جبران باسيل، أننا “امام سلوك دولي هو أقرب الى المؤامرة على لبنان وسوريا وأصبح مصدر خطر على وجود لبنان.وأشار باسيل إلى أن الدول الغربية، عبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، تعمل على تثبيت النازحين في الأرض التي نزحوا اليها وتموّل بقاءهم. وانتقلت هذه الدول، للأسف، الى استخدام بعض المؤسسات الأمنيّة اللبنانية كأداة”.وأضاف باسيل خلال افتتاح مؤتمر “منتدى البلديّات حول النزوح السوري:أنّ “ما حصل البارحة من تمديد في المجلس النيابي، هو في إطار استمرار المؤامرة، الّتي لم يتصدّى لها السّياسيّون اللّبنانيّون والحكومات المتعاقبة منذ تكلّمنا عنها سنة 2011، والّتي خضعوا لها مجدّدًا أمس بتمديدهم للسّياسات الأمنيّة المعتمَدة على الحدود البريّة والبحريّة للبنان”.وقال: “الله يستر” ممّا يمكن أن يحضّر لاحقًا في الدّاخل، في ظلّ غضّ النّظر أو التّقصير أو السّكوت أو إخفاء المعلومات… و17 تشرين الأوّل 2019 مثال صارخ في هذا المجال”.وأردف: “ما عدانا، الجميع رضخوا من دون استثناء، مع فروقات طبعًا، ومع فذلكات وشطارات ليست بعيدة من تلك الّتي أُعطيت لنا منذ عام 2011، لعدم اتخاذ إجراءات فعليّة من قبل الدولة اللبنانية، لعدم إدخال أو لإعادة النّازحين، تدريجيًّا وبكرامة وأمان إلى أرضهم”.وأشار إلى أنّ “إعادة النّازحين، في ظلّ إقفال الخارج أذنيه عن صراخ اللّبنانيّين، واستماعه فقط إلى الكلام الاستسلامي لبعض المسؤولين فيه، أصبح أمرًا واجبًا علينا، خاصّةً أنّه لا يخالف القوانين الدّوليّة والوطنيّة، وينسجم مع احترامنا للسّيادة اللّبنانيّة على أراضينا”.
دريان ينوّه بقرار التمديد: ليس بعيدا، رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في قرار مجلس النواب رفع سن التقاعد برتبة لواء وعماد لمدة سنة واحدة، بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ورؤساء الأجهزة الأمنية الأخرى “نابع من مطلب اللبنانيين ممثلين بنوابهم بعدم الفراغ في المؤسسة العسكرية الحريصين على صيانة المصلحة الوطنية خاصة وان والجيش قيادة وضباط وأفرادا هم عنوان الوطنية والوفاء والتضحية”.ووجه تحية إكبار وتقدير لرئيس مجلس النواب نبيه بري ولأعضاء المجلس النيابي على “الإنجاز الوطني الذي هو حاجة وطنية لدرء المخاطر التي تحدق بالوطن وخاصة من العدو الصهيوني الذي ينتهك سيادة لبنان”.وأكد دريان أن “المساعي والجهود التي بذلها النواب للمحافظة على المؤسسة العسكرية بالتمديد لقادة الأجهزة الأمنية اللبنانية تشهد لهم وتدعوهم للإسراع لانتخاب رئيس للجمهورية في الظرف العصيب الذي يمر به لبنان”. واجرى دريان اتصالا بقائد الجيش مهنئا ومثمنا دور المؤسسة العسكرية قيادة وضباطا وأفرادا، على ما يبذلونه في التصدي للعدو الإسرائيلي في المحافظة على حدود لبنان من الخروقات الإسرائيلية وتأمين امن اللبنانيين على مساحة الوطن كله، متمنيا له “مزيدا من التوفيق لما يمتاز به من حكمة وطنية مشهود لها لمواجهة كل من يحاول العبث بأمن لبنان”.
واجرى دريان اتصال تهنئة بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان للغاية نفسها، مشيدا بدور قوى الأمن الداخلي على امن المواطنين، ومتمنيا له ولمؤسسة قوى الأمن الداخلي التوفيق في مهامها الوطنية الكبرى.
بوادر حلحلة؟ على خط آخر،رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد حواط أنه مع التمديد لقائد الجيش انتصر ما تبقى من شرعية في هذه الدولة، مقابل الدويلة والميليشيات. وأضاف أن هذا الانتصار هو لأمن اللبنانيين وليس لحزب أو جهة معينة، مشيرا إلى أن تكتل الجمهورية القوية واجه ما كان يحضر من مخططات للبلاد، فقدم تنازلات كثيرة منها التشريع في غياب رئيس الجمهورية..وعن اتجاه التيار الوطني الحر للطعن بالقانون، اعتبر حواط أن التيار لم يقدّم للبلاد إلّا الدمار والاهتراء وهدفه تدمير آخر مؤسسة في البلاد، ورهاننا على العقلاء في صفوفه لعدم السماح بانجرار القيادة في الحزب إلى المزيد من المشاكل. ورأى حواط بوادر حلحلة في ملف الاستحقاق الرئاسي، لأن البلاد لا تحتمل هذا الفراغ، معتبراً أن المبادرة الفرنسية جدية ولكن يتوجب على جميع الفرقاء التواضع لانتخاب رئيس يجسد السلطة الدستورية وصيغة لبنان.
اتصالات الخماسية: من جهته، علّق النائب وائل أبو فاعور على قرار التمديد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية لمدة سنة، قائلا: “نحن راضون على هذا الموضوع. ونحن كنا من مجموعة من الكتل النيابية التي كانت تسعى اليه تحت عنوان ضمان الاستمرارية والاستقرار في الأجهزة العسكرية والأمنية”.ورأى أبو فاعور، أنه “لولا الادارة الحكيمة من قبل الرئيس نبيه بري، لم نصل الى ما وصلنا اليه”، مشيرا الى “الطريقة التي أدار بها الرئيس بري الجلسة وإبقاء نوابه في المجلس النيابي”.وكشف، عن أن “هناك مظلة من الاتصالات الدولية والمحلية التي أمنت حصول ما حصل في مجلس النواب”، لافتا الى أن “الأمر لا يعود فقط الى اجتهاد النواب”.وأوضح أبو فاعور، أن “الاتصالات كانت من “اللجنة الخماسية” وغيرها”
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.