نقلا عن المركزية –
على وقع التحذيرات الدولية تسير الميدانيات الجنوبية. اما الحركة العربية فتركزت اليوم في قمة القاهرة للسلام التي دعت لوقف الكارثة الإنسانية في غزة والإسراع بحلّ الدولتين.اما غزة المحاصرة فتنفست جزئيا مع عبور شاحنات تحمل مستلزمات طبية وأدوية إلى القطاع عبر معبر رفح الذي فتح صباحا. وتحركت الشاحنات في طريقها إلى القطاع فيما تنتظر المئات من الشاحنات الأخرى المحملة بالمساعدات الغذائية والدوائية أمام المعبر استعدادا لعبورها.
وفيما اللبنانيون على اعصابهم ترقبا للتطورات لحظة بلحظة على أمل عدم زجهم في اتون حرب لا يملكون ادنى مقومات مواجهتها، استمرت المناوشات الحدودية الا انها بقيت مضبوطة على ساعة التحذيرات الدولية المنهمرة على السلطة السياسية كما الرسائل المباشرة للحزب من مغبة اقحام لبنان في المجهول- المعلوم، وهو زواله بحسب ما نقل عن وزيرة خارجية فرنسا في احدى جلساتها مع مسؤول لبناني.
رسائل الى حزب الله: في السياق، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعدد من الصحافيين امس أن باريس بعثت رسائل “بشكل مباشر للغاية” إلى حزب الله من أجل ثنيه عن الدخول في الحرب بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.وقال ماكرون “لقد بعثنا بشكل مباشر للغاية رسائل إلى حزب الله من خلال سفيرنا وأجهزتنا. كما أبلغناها إلى السلطات اللبنانية”، مضيفاً “أطلقت صواريخ لكن لم يكن هناك تصعيد اليوم في هذا الشأن. لكننا نبقى حذرين للغاية. نبعث رسائل الاعتدال هذه يوميا”. وأضاف الرئيس الفرنسي “هناك حالة من التوتر تثير قلقا شديدا وتمثل خطرا كبيرا على المنطقة بأكملها. نحن نحذر الجميع ونبذل كل ما في وسعنا لتجنب التصعيد لكن الوضع الأمني يظل بحكم التعريف غير مستقر في ظل مستوى عالٍ من التوتر والضغط”. وأشار ماكرون امس إلى أنه لا يستبعد التوجه إلى الشرق الأوسط “في الأيام أو الأسابيع المقبلة”، إذا كان ذلك سيؤدي إلى “تأمين نتائج مفيدة”. وأوضح أن هذا التنقل “يعتمد على النقاشات التي سأجريها في الساعات والأيام المقبلة مع جميع زعماء المنطقة”.
الثمن الباهظ: في المقابل، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته المنطقة الشمالية أن “علينا الاستعداد لكل الاحتمالات”.وأضاف: “حزب الله قرر المشاركة في القتال وسيدفع الثمن باهظا”. واليوم تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم إخلاء حتى الآن حوالى 50 ألف مستوطن من 26 مستوطنة حدودية مع لبنان من بينها كريات شمونة وهي المستوطنة الأكبر.
توتر جنوباً: اما في الميدان، فعاد التوتر الى منطقة الشريط الحدودي، عقب اطلاق عناصر من حزب الله صاروخين باتجاه جبل التيارات مقابل بلدة يارون. وقد تم استهداف مستعمرة المنارة قبالة ميس الجبل بصواريخ موجهة. في المقابل، قصف الجيش الاسرائيلي اطراف بلدة يارون قضاء بنت جبيل. كذلك، استهدف خراج بلدة برج الملوك بقذيفة، واندلع حريق باشجار الزيتون وعلت سحب دخانية في المحلة. كما استهدف قصف إسرائيلي محيط بلدة كفرشوبا في القطاع الشرقي.وأعلن الجيش الإسرائيلي، “إطلاق عدة قذائف من لبنان تجاه مواقع الجيش “الإسرائيلي” في “هار دوف”.
منع التصعيد: وقال الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” اندريا تيننتي في تصريح، ان “رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ارولدو لاثارو يزور منطقة عمليات اليونيفيل لتقييم الوضع الحالي وليتحدث مع حفظة السلام ويطلع على هواجسهم”.واضاف: “تواصل اليونيفيل التزامها الكامل بمهمتها المتمثلة في استعادة الاستقرار في جنوب لبنان وتبذل قصارى جهدها لمنع تصعيد الأعمال العدائية”.
المقاومة جاهزة: سياسيا، وفي ظل صمت مطبق للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وفي يقرأ ما بين سطوره لغة تهدوية، لفت عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لشهيده حسين هاني طويل في حسينية بلدة خربة سلم الجنوبية، الى ان “المقاومة حاضرة وجاهزة وصفعها للعدو مدو حتى ولو لم يتكلم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والفعل الذي يمضي في الأرض في مواجهة العدو، يكفي أن هذا العدو لا يزال مترددا خوفا مما نستبطنه نحن من موقف في لبنان، وعلى جبهتنا هنا أو على جبهة أخرى”. وأكد رعد أن “ما نفعله في لبنان هو حماية للبنان، ولا يجب أن يكون مبعث خوف أو قلق لدى أهلنا على الإطلاق، فنحن نحمي ساحتنا ونمنع العدو من أن يمارس جنونه وأن يعبث بكل الساحات، ونحن الذين نأخذه حيث نريد، حتى لا يأخذنا حيث يريد”، مشيرا إلى أننا “فقعنا أعين العدو على كل حافتنا الأمامية، ودمرنا ما دمرنا له، ولكن على قاعدة أن ما نفعله هو يسهم في أن يرتدع هذا العدو ويذهب إلى وقف العدوان على غزة”.وقال: “يأتينا من يأتي من محيطنا ومن الخارج، ويطلب منا أن لا نتدخل، وعندما نسألهم هل ستفعلون فعلكم الضاغط من أجل وقف العدوان، يقولون لا نعلم، فهم يطلبون منا أن لا نتدخل ولا يعرفون كيف ينظرون إلى الطرق المنهجية المؤدية إلى إرغام العدو على وقف عدوانه على غزة”.
متمسكون بسلاحنا: من جهته، رأى رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين “إن الجواب الذي يجب أن يكون اليوم لكل الأميركيين والغربيين والصهاينة، هو أن المقاومين في بلدنا ومنطقتنا، متمسكون بسلاحهم وبمقاومتهم، وجاهزون دائما على خط المقاومة والجهاد والسلاح إلى آخر الطريق”.
لون الاسلام المحمدي: بدوره، شدد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة النائب ايهاب حمادة على أننا “نحن من يرسم خريطة الشرق الأوسط الجديد ولا لون في هذه الخريطة إلّا لون الإسلام المحمدي الأصيل ولون دماء الشهداء وستلَوّن هذه المنطقة بلونٍ واحد إسمه فلسطين”.
الى الحرب بعيون مفتوحة: على الضفة الاخرى، كتب النائب زياد الحواط، عبر منصة “اكس”: “يكاد العالم يغرقنا بالنصائح والتحذيرات من مغبة التورط في الحرب، والمسؤولون يتفرجون على اشتباكات الجنوب المتصاعدة. نذهب إلى الحرب بعيون مفتوحة ونحن نعلم كلفتها، والسبب أن هناك من يريد أن يكون لبنان جزءاً من مشروع خارجي في خدمة مصالح الآخرين. هي حرب الآخرين مرة جديدة على أرضنا”.
جهوزية وخطة طوارئ: وفي اطار التحضيرات الرمسية لمواكبة المستجدات ، أكد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار أمام الإعلاميين خلال جولته في بعلبك، أن “كل اللجان تعمل، وهناك لقاءات مستمرة وتواصل ما بين الوزراء لمعالجة الأوضاع المستجدة على خلفية التوتر في الجنوب، ونحن نشارك مع لجنة إدارة الكوارث، وكل وزارة تعمل بكل ما أوتيت من طاقات وقدرات، وأنا أعلنت خلية الطوارئ، ومنذ يوم أمس كل فريق العمل في حالة جهوزية، نتمنى أن لا يحصل شيء ولكن نحن نواكب. ويوم الإثنين سنكون في الجنوب لزيارة خلايا الطوارئ الموجودة في صيدا، وسنزور مراكز الإيواء في صور، وبالطبع سيتم زيارة المواقع المتقدمة لمراكز الخدمات، والمراكز التي أصيبت لذوي الاحتياجات الخاصة في عيتا الشعب وغيرها”.وردا على سؤال، قال حجار: “أعلنت موقفي أمام دولة الرئيس نجيب ميقاتي، وأمام لجنة الكوارث، بأنه يجب إنشاء مخيم للنازحين السوريين ما بعد الحدود اللبنانية، وتحديدا في المنطقة الفاصلة بين الحدود اللبنانية والسورية، ووجهت رسالة واضحة بهذا الموضوع. وإذا كان الاتحاد الأوروبي في المرحلة الماضية يمنع عودة النازحين إلى سوريا بسبب الوضع الأمني في سوريا، فالسؤال الذي نطرحه على الاتحاد الأوروبي أي وضع أمني أفضل اليوم في لبنان أم في سوريا؟ وإذا كان الجواب في سوريا، فليسهلوا عملية العودة للنازحين من كل لبنان إلى بلدهم، ونكون بذلك خففنا عبئا عن هذا الوطن وتمكنا من العيش نحن بسلام وهم بسلام”.
مساعدات الى غزة: اقليميا، فتح معبر رفح أبوابه، السبت، مما سمح بدخول أول شحنة مساعدات من مصر إلى قطاع غزة. وتتضمن القافلة 20 شاحنة محملة بأدوية ومستلزمات طبية وكمية محدودة من المواد الغذائية، على أن تتولى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” توزيعها، حسبما أفادت “وكالة الأنباء الألمانية”.
لا لتهجير الفلسطينيين: وفي مصر حيث انطلقت ظهرا قمة القاهرة للسلام بشأن تطورات الحرب في غزة.دان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استهداف المدنيين المسالمين في غزة، معتبرًا أنه يجب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وقال: “لم نغلق معبر رفح في أيّ لحظة ولكن القصف الإسرائيلي المستمرّ للجانب الفلسطيني أعاق المساعدات”.
وأكد السيسي أنه اتفق مع الرئيس الأميركي جو بايدن على تشغيل المعبر بشكلٍ مستدام”، مشيراً الى “اننا لن نقبل بتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر”، معرباً عن رفضه التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء، معتبرًا أن هذا يشكل إهداراً لكفاح الشعب الفلسطيني.
الحل المستحيل: من جهته، رأى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أنه لا يمكن قبول سياسة العقاب الجماعي ضدّ سكان غزة. واعتبر في كلمته “أن ما يحدث جريمة حرب ويجب وقف الكارثة الإنسانية التي تجر المنطقة للهاوية”.وأشار الملك الأردني إلى “ان الحصار الإسرائيلي على غزة استمرّ لسنوات طويلة وسط صمتٍ دولي، لافتًا إلى ان الأولوية اليوم لوضع نهاية فورية لما يحدث”، معرباً “عن رفضه بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين، قائلًا: “ذلك يشكل خطاً أحمر بالنسبة إلينا”.وتابع: “إسرائيل تجعل حلّ الدولتين مستحيلاً من خلال تسريع الاستيطان ولا يمكن تهميش 5 ملاييين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال وحياة الفلسطينيين لا تقلّ قيمة عن حياة الإسرائيليين”.
لا للتهجير: أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فحذّر من محاولات تهجير الفلسطينيين من غزّة والضفة والقدس، مضيفاً: “نواجه عدواناً إسرائيليًّا موجهاً ضدّ المدنيين. لن نرحل وسنبقى في أرضنا وحلّ الدولتين وإنهاء الاحتلال وفق جدول زمني معروف هو الحلّ للأزمة الراهنة”.
كذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “يجب حلّ أزمة الشعب الفلسطيني لأنّ قضيتهم عادلة”، مجدّدًا “الدعوة لوقف إطلاق النار من أجل تحقيق السلام على أساس حل الدولتين”.وقال غوتيريش: “حان الوقت لإنهاء الكابوس الذي يُهدّد الفلسطينيين والإسرائيليين”.
كما أعرب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن رفضه كل أشكال العنف ضدّ المدنيين كافة.وأضاف: “يجب تفادي الانجراف نحو حرب إقليمية ولدينا خشية من الانجراف نحو صراع ديني وتوسّع رقعة المواجهة
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.