نقلا عن المركزية –
فيما كان متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، يوجّه مضبطة اتهامية الى المسؤولين، المقصّرين في ابسط واجباتهم، سائلا اياهم “أي بلد يمكنه أن يستمر بلا حكومة تدير شؤونه؟ أي بلد صغير كلبنان، محدود الإمكانات، يسكت عن تهريب السلع المدعومة من مال الشعب، والمواطن الفقير لا يجد المواد الضرورية لبقائه على قيد الحياة؟ ماذا ننتظر لضبط المعابر ووقف التهريب والمحافظة على أموال الناس”؟ مضيفا “ما هو الثمن الذي يجب أن يدفعه الشعب بعد، لكي تفكوا أسر الحكومة ولكي يتحمل كل مسؤول مسوليته”؟ مشبّها هؤلاء بـ”نيرون” الذي يتفرج على البلد يحترق”… في التوقيت الزمني عينه، كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يعلن “الورقة السياسية للتيار” في ذكرى 14 آذار.
هذا التزامن، تعتبره مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”، لافتا للانتباه ومثيرا لاكثر من ردة فعل، تتأرجح بين التعجب والتحسر. فمن المفارقات، تضيف المصادر، ان يكون الفريق البرتقالي، الذي يتربّع رئيسُه السابق على الكرسي الاولى في البلاد منذ سنوات، يطلق، الآن بالذات، برنامجا مطوّلا يعرض فيه كلّ شيء، الا أولويات الناس: الشعب جائع والدولار يسجّل ارقاما قياسية كل ساعة، والغلاء الفاحش يكوي المواطنين. هم يبحثون عن الدواء ولا يجدونه، يسألون عن الارزّ او الطحين او القمح المدعوم، فلا أثر له في الاسواق ايضا، بينما تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات البضاعة المدعومة هذه، وقد وصلت الى تركيا والسويد. الناس يتقاتلون على الحليب لأطفالهم في السوبرماركت، يقفون في الطوابير امام المصارف لـ “يشحدوا” بعض الاوراق من جنى عمرهم بعد ان تم حجزها. الوباء يتفشى والمستشفيات امتلأت واللقاحات تصلنا وتوزّع بالقطارة، بعد ان نال النواب شرف التطعيم قبل الشعب. الشركات تقفل ابوابها، والموظفون يسرّحون بالمئات يوميا، أو يتفاضون نصف راتب او اقل، المحروقات يرتفع سعرها أسبوعيا… وفي ظل هذه المعطيات المأساوية كلّها، قرر النائب باسيل، اطلاق ورقة يتطرق فيها الى علاقته مع حزب الله والى دور الجيش والى الدولة المدنية والاستراتيجية الدفاعية والاصلاحات الدستورية المطلوبة (…)
فهل هذا هو الوقت المناسب لخطوة كهذه؟ تسأل المصادر. وألا يجب من رئيس اكبر كتلة نيابية في البرلمان ومن رئيس الحزب القابض اليوم على مقاليد السلطة، أن ينكبّ على معالجة هذه الازمات المعيشية التي تتهدد شعبا وتصيبه في قوته ولقمة عيشه وصحّته، بدلا من طرح عناوين كبيرة “نظرية”، والحديث عنها لساعة على الشاشات، خاصة وان لبنان كلّه حفظ موقف باسيل منها عن ظهر قلب؟!
واذ تتوقف باستغراب عند قول الاخير ان “علينا ان نكون في موقع الهجوم لا الدفاع عن النفس” كونه يتعارض مع أبسط قواعد اللعبة الديموقراطية، لان الفريق الجالس في السلطة، من غير المنطقي ان يهاجم اداء هذه السلطة، تشير المصادر الى ان هذا السلوك لا يمكن وضعه الا في خانة الهروب الى الامام والتلطي مجددا خلف شعار “ما خلّونا”. في الموازاة، تعتبر المصادر ان كلمة باسيل قد تصلح كبرنامج “رئاسي” وكان يمكن ان يطلقها بعد بضعة أشهر، طبعا ان كنّا في ظروف طبيعية لا في ظروف “انهيارية” كتلك التي نمر فيها اليوم. فهل قرر رئيس التيار امس الدخول رسميا في السباق الى بعبدا (سيما وان اوساط “التيار” اعتبرت ان قائد الجيش العماد جوزيف عون نزل الى الحلبة في خطابه الثلثاء)؟ وبينما الاتصالات مقطوعة على خط التشكيل بين كل المعنيين بتأليف الحكومة، مدخل الانقاذ، اليس المطران عودة على حق، بوصف أركان المنظومة كلّهم، بنيرون؟ الجواب قد نجده في الادانات اليومية التي توجّهها بكركي والعواصم الكبرى الى سلوك المسؤولين، وايضا في بيان “الخط التاريخي” الذي صدر امس اثر كلام باسيل، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.