نقلا عن المركزية –
تحرّكت قطر من جديد على خط مفاوضات فيينا. منذ اشهر، وقبيل زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة، دخلت الدوحة على خط المحادثات، واستضافت وفودا اميركية وايرانية محاوِلة احياء المفاوضات في العاصمة السويسرية والتي كانت معلّقة آنذاك، غير انها لم تنجح في مسعاها، بما ان كل شيء كان “متوقفا” في انتظار ما ستُنتجه جولة بايدن على اسرائيل والدول الخليجية.
اما اليوم، وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن قطر تحاول من جديد التوسط بين الجانبين، بما لها من علاقات جيدة معهما، علّها تتمكّن من كسر المراوحة السلبية التي تدور فيها من جديد، المفاوضاتُ النووية، عقب الرد الايراني على المقترح الاوروبي لاعادة ضخ الروح في الاتفاق المبرم عام 2015، والذي لم يعجب لا الاوروبيين ولا واشنطن.
فقد أجرى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اتصالا هاتفيا بنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، السبت، حيث ناقش الوزيران ملف الاتفاق النووي وقضايا أخرى. وقالت وزارة الخارجية القطرية -في بيان- إنه جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر تطورات مفاوضات العودة لخطة العمل المشتركة مع الولايات المتحدة، في إشارة إلى الاتفاق النووي. وأضاف البيان أن وزير الخارجية القطري أكد لنظيره الإيراني تطلع دولة قطر إلى توصل إيران والولايات المتحدة إلى توافق يسهم في إحياء الاتفاق النووي والوصول إلى اتفاق عادل للجميع، مع الأخذ بعين الاعتبار مخاوف جميع الأطراف. كما أكد الوزير القطري أن ذلك يصبّ في مصلحة أمن واستقرار المنطقة.
من جانبه، قال عبداللهيان “بالاستفادة من فرصة التواجد في نيويورك، تم تبادل المزيد من الرسائل بين واشنطن و طهران من خلال وسيط لتقريب وجهات النظر التفاوضية“. وذكرت الخارجية الإيرانية في بيانها، امس الأحد، ان وزير الخارجية القطري أكّد أن الجانب الأميركي راغب في أن يؤدي تبادل الرسائل إلى التوصل إلى العودة للاتفاق. من جهته، أكّد عبد اللهيان لنظيره القطري السعي إلى الوصول الى اتفاق جيد وقوي ومستدام بشكل جاد، معتبراً أن “الأمور في مسارها الصحيح وطريقة استمرار تعاون الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعد من التطورات الاخرى“.
تأتي هذه “الوساطة” القطرية اذا جاز القول، في وقت تمر مفاوضات فيينا في مرحلة حرجة جدا، تكاد تُعلن فيها “وفاتُها”. فقد قال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية منذ ايام، إنّ الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي “وصلت إلى طريق مسدود”، بسبب “إصرار إيران على إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أنشطتها النووية”.
انطلاقا من هذه المعطيات القاتمة كلّها، تشير المصادر الى ان الاوروبيين الغاضبين من ايران بفعل ردّها على طرحهم وسلوكها “النووي” من جهة و”الميداني” مع المتظاهرين احتجاجا على مقتل مهسا اميني من جهة ثانية، والروسَ المنحازين الى طهران، باتوا غير قادرين على التوسّط بين طهران والجمهورية الاسلامية، في فيينا. ولذا قررت قطر المحاولة علّها تنقذ “فيينا” من الانهيار.. لكن هل تنجح؟ الامور معقّدة حتى الساعة، تختم المصادر.
***
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.