نقلا عن المركزية –
بصفعة الفيتو الروسية- الصينية، سقط مشروع قرار أميركي هو الاول من نوعه في مجلس الامن يدعم وقفاً “فورياً” لإطلاق النار في غزة ربطاً بالإفراج عن الرهائن. السقوط جاء فيما كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يجتمع مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ويحضر لاحقا اجتماعا لمجلس الحرب الاسرائيلي في ختام جولة هي السادسة منذ اندلاع الحرب في غزة . بحسب مواقف نتنياهو لا يبدو اجتماعه مع رأس الدبلوماسية الاميركية ناجحا اذ ابلغه “أننا نفضل أن تكون عملية رفح بالتعاون مع أميركا لكن إن لم يحدث ذلك فسنفعلها لوحدنا”.
اما في الداخل اللبناني فدوران في الحلقة المفرغة ومجابهة لكل مشروع خلاصي او مبادرة من شأنها ان تنقذ البلاد من شباك عنكبوت الشغور الرئاسي، ومحاولات لشيطنتها، ما يؤكد استفادة بعض القوى السياسية من واقع الحال هذا ،خدمة لمصالح خاصة وفئوية.ذلك ان لم يكد اجتماع بكركي المسيحي ينتهي، حتى فُتِحت عليه نيران جهنم المتضررين من اي تقارب لبناني داخلي بغض النظر عن طبيعته واهدافه، فالمطلوب ابقاء ابواب بعبدا مقفلة الا لمرشح واحد يُفرض فرضاً والا!
مبادرة وطنية: فغداة اجتماع الامس، أشار المكتب الإعلاميّ لراعي أبرشيَّة أنطلياس المارونيّة المطران انطوان بو نجم في بيان الى “ان التّشاور إنطَلَقَ برعاية أبينا غبطة البطريرك مع القِوى السِّياسيَّة المسيحيَّة كمرحلة أولى، على أن يتوسَّع الحِوار بعدَها ليشمَل كُلّ القِيادات الرُّوحيَّة والمرجعيَّات السِّياسيَّة اللُّبنانيَّة والِقوى المجتمعيَّة الحيَّة كمرحلة ثانية، من هُنا يهمُّنا التأكيد على ما يلي:- إنَّ المُبادَرة التّي يتُمّ التّداول بها في الإعلام، وفي الرأي العامّ، هي مُبادرة وطنيَّة جامِعَة بإمتياز، وتبتعِد عن أيّ مُقاربة طائفيَّة أو سِياسيَّة ضيِّقة. -إنَّ المُبادرة المُشار إليها أعلاه بدَأت مُنذ أكثَر من عامّ، ويتابعها فريق عمل متخصص في الدّستور والقانون والسِّياسات العامَّة، وهي بعيدَة عن أيّ إنحياز لأيّ فريق سِياسيّ، بل هي تتقاطَع في ثوابِتها مع كل الإرادات الطيِّبة التّي تعمل لخَلاص لُبنان. – نأسَف لكُلِّ التسريبات التي كانت في معظمها بعيدة عن روحيَّة المُبادرة ومضمونِها، ونأملُ من جميع الأفرِقاء المُنخَرطين فيها حاليًّا، والمدعوين للإنخِراط فيها مستقبلًا، إلى الإلتزامِ بميثاق العَمل الصَّاِمت والهادئ، بما يؤدي إلى بلوغ المبادرة الوطنية خواتيمها المرجوَّة. – بقدر الحرص على حريَّة الإعلام، فإنَّنا نهيبُ بكُلّ وسائِلها مقاربَة المُبادرة بحكمةٍ ترتقي إلى مُستوى المسؤوليَّة التَّاريخيَّة، حرصًا على هدفِها الأساسيّ، وهو خلاصُ لُبنان”.وختم البيان: ” يهمّنا التأكيد على أن البطريركيَّة المارونيَّة هي المرجعيّة الوحيدة المعنية بتَظهير المُحاولات والنتائِج لهذه المُبادرة الوطنيَّة الجامِعَة، في اللَّحظة والشَّكل اللَّذين تراهُما مناسبين، إلتزامًا بالميثاق الوطنيّ والَخير العامّ للشَّعب اللُّبنانيّ، وصونًا للقضيَّة اللُّبنانيَّة في مسار بناء دولة المواطنة الحرَّة السيِّدة العادلة المستقلَّة”.
ليست للمواجهة: من جهته، أعلن عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سليم عون أنّ “الاتفاق تمّ على وثيقة بكركي في خلال الاجتماع المسيحي أمس، وستبصر النور قريبًا”، معتبرًا أن “الحدّ الأدنى يتطلّب اتفاقًا بين المسيحيين اليوم”.وأكّد في حديث اذاعي أن “ورقة بكركي هدفها الإجماع على الثوابت بين كل الأطراف، وليست للمواجهة مع الطرف المسلم”، مشيرًا إلى أنه “في الشكل فقط لا إجماع إنما في المضمون فالجميع متفق على النقاط نفسها”.وشدد على أن “لا يمكن التعليق إلا على النص النهائي لورقة بكركي”، وقال: “للموافقة عليها من التيار الوطني الحر، يجب أن تلبي المتطلبات كافة”.
نحو التفاهم: اما ممثل حزب القوات اللبنانية في الاجتماع عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم فأعرب عن “إيجابية اجتماع بكركي ، مشيرًا إلى أن “الأطراف متّجهة نحو التفاهم”، موضحا “ان البطريرك الراعي سيضع الوثيقة الوطنية بين أيادي الأطراف اللبنانية كافة، والطرف الذي يعرقلها يساهم في عرقلة مؤسسات الدولة”. ورأى أن “على المشاركين أن يكونوا مبدئيين ووطنيين لمصلحة البلد وليس على حساب التفاهمات والتسويات”.وعن قضية السلاح غير الشرعي وانتخاب رئيس للجمهورية، لفت إلى أن “هذه النقاط أساسية الى جانب نقاط أخرى مفصّلة داخل الوثيقة”.
رأي آخر: ليس بعيدا، كتب عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله على منصة “إكس”: “تصريح يتردد من أشهر عدة، وعلى لسان العديد من السياسيين وقادة الرأي! إعادة النظر بالتركيبة اللبنانية! بصراحة، وبعد طول تفكير وتدقيق، ومع معرفتي بعمق أزمتنا السياسية، لم أفهم كيف؟ولماذا؟ ومتى؟ وما الهدف؟ في الدستور، لبنان وطن نهائي! ولكن يبدو لهؤلاء ربما رأي آخر”.
عدوان جوي: ميدانيا، وبعدما خيّم الهدوء الحذر ليلا على قرى القطاعين الغربي والاوسط، سجّل قصف مدفعي اسرائيلي فجراً على بلدة عيتا الشعب ووادي السلوقي، وسط تحليق مكثف للطيران المسيّر في اجواء منطقة النبطية على مستوى منخفض كما فوق حاصبيا والعرقوب. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الواحدة من بعد الظهر عدوانا جويا حيث شن غارة مستهدفا منزلا في بلدة عيتا الشعب بصاروخين من نوع جو – ارض، ودمره بالكامل. واستهدفت دبابة ميركافا اسرائيلية في المطلة احد المنازل في مدينة الخيام بقذيفتين، كما تعرضت تلة الحمامص والأطراف الشرقية لبلدة العديسة لقصف معاد.
وبعد الظهر اعلن حزب الله انه استهدف ” انتشارا لجنود الجيش الاسرائيلي في محيط ثكنة زرعيت بالقذائف المدفعية”.
نتائج ايجابية: سياسيا، جدد رئيس حكومة تضريف الاعمال نجيب ميقاتي التأكيد من طرابلس “أن الحكومة مستمرة في اتصالاتها الديبلوماسية دوليا وعربيا لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان”، مشيرا الى”أن نتائج هذه الاتصالات تبدو حتى اللحظة ايجابية، من دون اغفال مسألة اساسية، وهي أنه لا يمكن الرهان على اي موقف ايجابي او ضمانة يقدمها العدو الاسرائيلي”.وقال رئيس الحكومة أمام زواره في طرابلس اليوم”إن الحكومة،منذ اليوم الاول لبدء العدوان الاسرائيلي، شكلت لجنة طوارئ لمتابعة وضع الجنوب والجنوبيين، وهي مستمرة في عملها لتقديم المساعدات الضرورية للنازحين من قراهم، بحسب الامكانات المتاحة. وعلى خط مواز فهي تتابع الخطوات المطلوبة لمواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي ديبلوماسيا ودوليا ولا سيما عبر الامم المتحدة ومنظماتها”.
طعن المقاومة : في الاثناء، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة خلال خطبة صلاة الجمعة، “في قناعتنا إذا أردنا أن نجري تقييماً بعد 6 أشهر من المساندة، المساندة التي قمنا بها بمعادلة الإشغال للعدو الإسرائيلي حقَّقت كل الممكن وكل المطلوب من هذه المواجهة من جبهة الجنوب، بعض الناس يريدوننا أن نقوم بالمزيد من المواجهة، ولكن برأينا هذا القدر كافٍ ويحقق الهدف. وأيضاً بعض الناس يدعوننا أن لا نقوم بالمواجهة مطلقاً، جوابنا بأنَّ هذا لا ينسجم مع المساندة التي يجب أن تكون وهي واجبة. استطعنا أن نحقق هدفاً وهو منع الإسرائيلي من إيذاء المدنيين على قاعدة أنَّ الرد على استهداف المدنيين هو قائمٌ دائماً وبشكل مباشر من قبل المقاومة الإسلامية كمعادلة استطعنا أن نرسخها، وإذا أراد العدو أن يقاتل فليقاتل المقاتلين، أمَّا الاعتداء على المدنيين فسيكون الرد على المدنيين حتماً”.أضاف: “لا يستطيع الإسرائيلي أن يفعل ما يريد في هذه الساحة ولا يملك أدوات الضغط، وعلى حزب الله لا يستطيع الإسرائيلي أن ينتصر، لأنَّنا على جهوزية واتخذنا قرارنا ونحن مقتنعون أنه قرار سليم، نحن لا نهدد بالمواجهة إنما قمنا بها بالحدود التي اقتنعنا بها، وحاضرون للمزيد إذا اعتدت أكثر ونترك المجال للواقع الميداني ليحدد المطلوب وكيفية العمل في مواجهة هذا العدو الإسرائيلي”. وتابع: “أود أن أُلفت نظر اللبنانيين إلى ما يقوم به البعض في لبنان، أنا أسأل هذا البعض، هل أصبحت الأولوية في لبنان طعن المقاومة في ظهرها بدل أن تكون الأولوية في انتخاب الرئيس؟ هل أصبحت الأولوية تكرار الإشارات السلبية والمواقف السلبية التي تحاول أن تتماهى مع المواقف الأميركية بدل الاهتمام بما يجمع اللبنانيين ويقرر فيما بينهم؟ نحن بالنسبة إلينا كحزب الله في الوقت الذي نواجه فيه العدو الإسرائيلي في الجنوب نقول في الداخل لنا أولوية بانتخاب الرئيس، يسأل البعض أين أولويتكم وأنتم تتمسكون بمرشح واحد؟ نقول لهم ماذا نقول لأؤلئك الذين يقولون لنا سنطرح مرشحاً يستفزكم؟! أو من يعمل ليكون المرشح في جيبه يديره كما يشاء. بالتأكيد مرشحنا مرشح وطني يستطيع أن يؤدي الأغراض المطلوبة بينما المرشحون المطروحون لا يستطيعون القيام بالطمأنة وبإدارة البلد بشكل موحد، مع ذلك نحن دائماً نقول نحن حاضرون للحوار والتشاور وفق الآليات الصحيحة والمناسبة للوصول إلى نتيجة، وأنصح من يغردون خارج السرب أن يرحموا عباد الله وأن يرحموا هذا البلد ولا تفتعلوا قضايا ليس وقتها الآن، الوقت الآن أن ننتخب الرئيس وأن نعالج الاقتصاد ونرى كيفية الحلول الداخلية”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.